٭ مجموعة من الجنوبيين في الكلاكلة تتبادل إطلاق النار.. فتثير الرعب في المنطقة.. فالحدث ورائه ما بين السطور.. إحداث قلاقل لها ما بعدها.. والخرطوم تتراصى للدفاع عن تراب الوطن.. ومراكز للتبرع بالدم لدعم القوات المسلحة.. والطابور الخامس يختبئ ليظهر بعد هدوء العاصفة.. والقوات المسلحة تتقدم.. وتكشط من الخارطة ما يسمى بالجيش الشعبي.. لدولة الجنوب.. وتحسبوا لعب.. فما حدث في هجليج جراديه في سروال.. جرادية لا تعض.. مجرد ذوبعة في فنجان انتهت «بدفرة» واحدة من الجيش السوداني.. الذي لا تقهره خنافس و«جعارين».. الجيش الشعبي فقد كنس كل الحشرات الطائرة والزاحفة.. وعلى الباغي تدور الدوائر.. فمن عجب أن يصرح مشار بأنه سيقود قواته لضم أبيي وهجليج إلى دولته.. ولا أدري بأية قوات يمكنه الإقتراب من أبيي وهجليج.. فالتصريح الفج ينسف اتفاق الإتحاد الافريقي حول أبيي.. وبطريقة أخرى .. يعني انسحاب القوات الأثيوبية التي جاءت بقرار من الإتحاد الأفريقي .. فتصريحات بعض قادة حكومة الجنوب.. بالإنسحاب من الإتحاد الأفريقي.. أعتقد انه قرار صائب لأن حكومة الجنوب.. حكومة لا تحترم المواثيق والعهود.. حكومة غابة.. حكومة أوباش.. يعيشون بعقلية الانسان الحجري.. حكومة تعتقد أن القوة هي التي تحكم.. حكومة لا تراعي الأعراف الدولية.. فكان حري بالذين دفعوها إلى استعمال القوة والعدوان.. كان حري بهم أن يعلموها كيف تحكم.. وكيف تسوس.. فالعالم من حولها يتجه نحو حكم راشد.. يقوم على إحترام القوانين.. وعلى إحترام الحقوق الانسانية.. فهجليج فضحت الذين يرعون هذه الدولة الطائشة.. فحكومة مازالت تحبو تريد أن تنقض على دولة تملك كل مؤهلات الدولة.. وللأسف الممعوط ما يطير.. وسيف البالة ما بقطع.. وسخيل ما بناطح بقر.. فشتان ما بين جيش عالي المهنية مارس الحرب وعرف دروبها.. بمهنية علمية جيش يمتلك العدة والعتاد.. وبين جيش تنقصه المهنية.. جيش «جربندي» جيش مليشيات مهترئ ومتآكل.. لا أحسب أن جيشاً.. كهذا يستطيع الصمود أمام جيش يأتي في المركز الثالث بأفريقيا.. حسب التقارير العالمية.. وحقيقة أنه الجيش الأفريقي الأول.. لأنه جيش ظل منذ الإستقلال في الميدان.. وإلى يومنا هذا جيش مسنود بشعبه.. جيش يدافع عن تراب وطنه.. يقابله جيش معتدي.. ودواس بلا غبينة ما في.. فحسابات ما بعد هجليج.. فالجنوب خسر المعركة.. بعد أن إنكسرت شوكة جيشه.. وخسر العالم الخارجي والاقليمي.. وخسر الشعب السوداني.. فالشارع السوداني هجليج حملته إلى قناعة.. أن الجنوب.. عدو يشكل خطراً عليه.. فبالإعتداء الآثم على هجليج.. فقد الجنوب عطف الشعب السوداني.. فهجليج وحدت صفوفه.. فالجنوب فقد التعاون مع السودان.. ومعلوم انه بحاجة للسودان في كل المجالات.. وأظن أن بقاء منسوبي الجنوب.. بعد إحداث هجليج يبقى بقاءً يحمل خطراً أمنياً في دواخله.. مما يستوجب طرد كل جنوبي لا يحمل إقامة.. لأن الجنوبي هو شخص أجنبي.. فمن باب أولى تهجيره إلى بلده.. ومن باب أولى على حكومته ترحيله.. لأنه شخص من الدرجة الثالثة في دولة السودان.. الدولة التي حرقت جوبا علمها.. ونحن هنا في السودان لن نحرق علم الحركة الشعبية.. أقصد علم دولة الجنوب.. لأننا نحترم سيادة الدول.. لكنا نحرق أي جيش يعتدي علينا.. وأظن من حقنا طرد طلاب كلية علوم الشرطة من الجنوبيين.. وكفاية «فود الدابي بلدغ الرباهو».. فليذهب طلاب الجنوب إلى جوبا أو إلى اسرائيل.. فالجنوب خسر الشارع السوداني.. ولم يبق له إلا الطابور الخامس من بقايا حلف كاودا .. بقى له الشعبي والشيوعي.. وثلة من العلمانيين.. الذين يرون في علمانية الجنوب.. دولة يحلمون بها.. و(بعض) من أقلام «السفارات» تلك الأقلام التي تكتب في الإتجاه المعاكس للشعب الذي توحدت كلمته وإرادته بعد إحداث هجليج.. فبعض الأقلام بلا خجل.. مازالت في غيها القديم.. ما زالت ترى في الحركة الشعبية.. إنها المنقذ من الشريعة الإسلامية.. ولكن هيهات.. فالأمة السودانية أجمعت على الشريعة الإسلامية.. فهي من الثوابت .. فهذه الأقلام هي في وادٍ آخر.. فكان حري بها أن تصمت.. فالجيش الشعبي لم يترك لها مساحة تستطيع من خلالها.. أن تشكل رأياً أو تستقطب أحداً .. فما بني على باطل فهو باطل.. فالزبد يذهب جفا ويبقى ما ينفع الناس..