٭ وخرجت في جنح الليل.. تقود فتيان النوبة سيراً على الأقدام.. كما ذكرت.. حتى تخفت أرجلهم تحت العواصف والأمطار والرعود.. زحفاً على الأقدام .. من كادوقلي وهيبان والجبال عبر بلاد المابان والكرمك.. حتى اثيوبيا.. هبطت في معسكرات الحركة الشعبية.. دفعت بفتيان النوبة إلى جيش التمرد.. حاملاً فكرة حل مشكلة النوبة.. حالماً بأن حل تنمية بلاد النوبة.. حلها عند جون قرنق زعيم المهمشين.. والأعمال بالبنان.. والمؤمن صديق.. حاربت في صفوف الحركة.. ومعك النوبة.. فكنتم عمود جيش الحركة.. كنتم الأشجع.. والأصدق.. حاربتم من أجل قضية.. واستعملكم جون وعصابته لأجل قضيتهم.. استبقاكم قرنق في الجنوب.. نقل الحرب إلى جبال النوبة.. لا لأجل قضية النوبة.. نقل الحرب إلى النيل الأزرق لا لأجل النيل الأزرق.. نقل الحرب إلى الشرق.. لا لأجل الشرق.. صنع الحرب في دارفور لا لأجل دارفور.. كل الإتجاهات لأجل الجنوب.. وفي الجنوب لأجل الدينكا.. فالكل كان لأجل جيش الدينكا ولبناء أمبراطورية الدينكا وأمبراطورها جون قرنق.. فالكل جنود لا قواد.. جنود «مرتزقة» لا يعلمون إنهم مرتزقة ومحاربون بالوكالة.. ما كان كل في قلبهم مساحة .. فصانعوك وأخفوا عنك بغضهم وكراهيتك.. وحتى لما اغتالوا اخوانك النوبة من أمثال أبوصدر.. أخفوا عنك الحقيقة.. ولأنك مؤمن وحاج إلى بيت الله الحرام.. لم تر الحقد.. فالخدعة كانت أكبر من أن ترى.. ولأن عبدالعزيز الحلو.. هو من شاكلتهم.. كان الأقرب وكان مشروعهم لإبتلاع النوبة.. كما عقار مشروعهم وعرمان مشروعهم.. فتباعدت المساحات بينك وبينهم وبرزت حقائق الأشياء.. في رمبيك.. كما ذكرت تجلى مكر وخبث ودهاءء جون قرنق.. تجلى كذبه وخداعه.. فما كان النوبة يوماً في هامش كتابه.. النوبة مطية للوصول إلى محطة مشروعة.. ويومها عرفت المؤامرة على النوبة.. وعدت تلفون آخر.. تلفون الذي خدعه قرنق وخدع فتيان النوبة.. أدرت.. وأطلقت سهامك على الحركة بشجاعة النوباوي الحر الأبي كشفت المؤامرة.. لتبرئ ذمتك.. ولتخرج النوبة من النفق.. أعته صياغة القضية.. تصديت وحدك للقضية.. لم تسكت ولم تجبن.. وخذلك من خذلك.. وخانك عبدالعزيز الحلو.. وخانك ياسر عرمان.. بخسة حملوك إلى جوبا لتحاور سلفاكير الذي اعتلى صهوة الحركة.. بعد هلاك قرنق.. والمؤمن صديق.. والراجل بمسكو من لسانو.. أوقعوك في المصيدة.. بخسة ونزالة.. رموك في السجن.. ليؤكدوا للدنيا أن الأخلاق لا تعرف لها طريقاً عند سلفاكير وحركته.. سقطوا جميعاً في امتحان الأخلاق.. ونجحوا بجدارة في امتحان الغدر.. نجح سلفاكير والحلو وعرمان في إمتحان الغدر والخيانة.. وبصلابة الرجل المؤمن والقابض على جمر قبضته.. أوكلت أمرك لله وهو حسبك.. فمن بعدك خلا الجو يا تلفون كوكو.. إلى عبدالعزيز الحلو المنتحل شخصية النوبة.. والمتاجر بالنوبة خلا له الجو فياض وفرخ فتنة وحرباً في جنوب كردفان بعد أن زج بكل في سجن دولة أجنبية ظلماً.. منتهى الخسة والنزالة.. باعك على أمل بيع النوبة وبيع جنوب كردفان.. وبيع كل السودان.. لم تكفيه حرائق كادوقلي وبحيرة الابيض وتلودي وقتل الأبرياء وتشريد المواطنين الآمنين في جنوب كردفان ذهبت.. به عمالته وخيانته إلى هجليج.. جاء مع جيش البغى والعدوان ومعه شذاذ الآفاق والمارقين من العدل والمساواة.. فكان احتلال هجليج وتدمير منشآت البترول.. يا للخسة الحلو يشارك في تدمير ممتلكات الشعب السوداني لصالح دولة الجنوب.. الممتلكات التي للنوبة فيها نصيب.. كما للآخرين نصيب.. فهل كانت الفكرة تدمير ممتلكات النوبة؟؟ وهل من مصلحة النوبة تدمير حقول البترول في هجليج؟؟ ولمصلحة من هذا التدمير؟؟ أظنه يا تلفون قد عرفت الآن أن قضيتك التي حاربت من أجلها في وادي.. وقضية عبدالعزيز الحلو في وادي آخر.. وأظنك عرفت أن الحلو يحارب من أجل أسياده في الجنوب.. ومن تحقيق أهداف أسياده في أمريكا.. أمريكا التي أرسلته بديلاً لكودي وجلاب.. وعرفت الآن أن المشروع لا علاقة له بالنوبة.. أو النيل الأزرق.. المشروع مشروع لإبتلاع كل السودان.. وقد ذكرت ذلك.. بأن فلسفة قرنق قائمة على حكم كل السودان.. وإن تعذر ذلك انفصال السودان.. ومن ثم الخطة «ب» وهي اضعاف السودان.. ومن ثم ابتلاعه.. وانت في سجنك.. كفرت عن أخطائك.. وعن ذنوبك فدولة الظلم ساعة.. ويكفيك انك كنت قوياً لم تنكسر.. وكن على ثقة إن الله معك وستصفو الليالي.. بعد كدرتها وكل دور إذا ما تم ينقلب..