ولد حاج الطاهر عام 0391م بقرية العسيلات شرق النيل.. وبرحيله غابت الضحكة التي كان يكسر بها جمود جلسات المجلس.. وذلك بصوته الجهوري في القاعة (موافقون). درس حاج الطاهر بخلوة الشيخ الفكي إلى أن وصل إلى المعهد العلمي قبل ستين عاماً.. وعمل بالتجارة والسياسة معاً.. وظل يعمل في ظل كل الحكومات المتعاقبة.. وكان زعيماً لكل قرى العسيلات.. ومن أبرز زعماء شرق النيل.. حيث كان يفتخر بأنه (شفاتي المنطقة).. حيث كانت الشفتة من مظاهر البطولة في ذلك الزمان.. وكان دائماً يقول بعد أن تقدم به العمر (شقاوة شباب).. وللحاج الطاهر إشراقات متعددة وأعمال خيرية كثيرة.. وهو لا يحب ذكرها.. ولكن أعماله تفضح نفسها.. فقد أسس معهد علمي على نفقته الخاصة بقريته العسيلات لتدريس القرآن والتجويد ووهبه للدولة.. وقد بناه في أرضه وبمنزله.. ولكن أسمه يظل ملتصقاً بالمعهد.. فقد كان حاج الطاهر بروحه الشابة وكرمه وخفة ظله تمثل جلسة مصغرة داخل منزله لمناقشة قضايا منطقة شرق النيل وفي صالونه الكبير تجد على الجدران أكثر من خمسين شهادة تقديرية ومختلف الأوسمة التي نالها من مختلف الجهات بالسودان تكريماً لعطائه وتبرعه للجهات السياسية والرياضية والفنية.. ومن الأحزاب الأخرى المختلفة.. فقد أحبه وقدره الجميع لأنه كان يحب الفنان سرور وكرومة حتى آخر أيامه.. إن روح حاج الطاهر المتسامحة والتي تمتاز بالذكاء والحكمة وذاكرته القوية.. بالإضافة إلى أنه من المؤرخين لتاريخ مدينة الخرطوم جعلته مرجعاً لتاريخ الخرطوم الحديث خاصة من المؤرخين الشباب.. فقد كان يؤمن بالديمقراطية ويعتبرها من أحسن أنواع الحكم للسودان الحديث لأنها توافق طبيعة الشعب السوداني المتسامح الكريم.. كان حاج الطاهر المنصوري رئيساً لأول جلسة للمجلس التشريعي لولاية الخرطوم لأنه أكبر الأعضاء سناً.. ولأنه له خبرة واسعة وكبيرة في العمل النقابي والإجتماعي والسياسي.. وقد قامت على يديه الكثير من المؤسسات في دائرته الجغرافية العيلفون والعسيلات وأم ضواً بان وسوبا شرق والدبيبة والفادنية.. يعتبر حاج الطاهر من الشخصيات القومية السودانية.. ومن منطقة شرق النيل والعسيلات وما جاورها في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم.. توفي حاج الطاهر في يوم 52/5/1102م وشيع جثمانه عدد كبير من أبناء المنطقة وأصدقاء وأحباب الفقيد من جميع الطوائف المختلفة.. وسط حزن كبير من المواطنين لأنه كان فقداً لمنطقة شرق النيل ولدوره البارز والإجتماعي في جميع المجالات.. رحم الله حاج الطاهر وأسكنه فسيح جناته ونحي ذاكرة الأولى. والتحية للأخ العزيز محمد علي الأمين وللدكتور إبنه عصام الدين وإنا لله وإنا إليه راجعون. والله من وراء القصد علي الفكي العيلفون