امتدت حياة ود الرضي من العام 1884 وحتى العام 1982 وشغل مساحة مقدرة في ذاكرة الغناء السوداني عبر مختلف الحقب ممتلكا ناصية الكلمة الرقيقة الرشيقة العميقة ليرسم بها صورا تنبض بالحيوية. ولد ود الرضي في التركية وعاش في المهدية وفي فترة الاستعمار وشهد الاستقلال وتعاقب الحكومات الوطنية منذ عهد الزعيم اسماعيل الازهري الى ما يقارب نهاية حكم نميري. عاصر الطنبور ومولد اغنية الحقيبة والغناء الحديث، واسهم مع زملائه في تأسيس الاغنية السودانية. ترجم ود الرضي قلقه الى ترحال لا يهدأ فقد ولد في العيلفون وحفظ القرآن في ام ضوا بان بين السابعة والتاسعة من عمره ثم عمل مع والده في الزراعة في الباجة بمنطقة العسيلات وهجرها ليعمل في خزان سنار. كان ود الرضي دائم التنقل بين القرى على شرق وغرب النيل واحياء العاصمة يزين المجالس بالشعر والطرافة. ومن اشهر الحوارات التي اجريت معه حوار اجرته الاذاعة السودانية اجراه الروائي الاذاعي الراحل الطيب صالح. وفي العام 3791 اصدر ود الرضي الجزء الاول المشتمل على شعره الغنائي بمعناه الواسع وقد حوى اكثر من 200 قصيدة منها 100 اغنية و20 رمية جعلته لا ينافس في هذا الفن، مع 23 اغنية تناولت حب الوطن والحث على العمل والاشادة بالجيش السوداني وثورتي «24» واكتوبر وموقعة كرري وافريقيا الوطن الكبير وطائفة من الشعر الاجتماعي والاخوانيات ومواقف الشعر والشعراء والمدح والرثاء والدوبيت. قدم الديوان في طبعته الاولى الاديب عمر الحاج موسى وزير الثقافة والاعلام انذاك قائلا «محمد ود الرضي فنان كتب وغنى وهو جزء من تاريخ شعرنا القومى الغنائي، بل هو الجزء الكبير من تاريخ شعرنا القومي الغنائي. من اغنيات ود الرضي احرموني ولا تحرموني، متى مزاري، ليالي الخير، ست البيت، نسايم الليل، السلام يا روح البدن، الناحر فؤادي، يلوحن لي حماماتن، تيه بتاكي، تلفان، من الاسكلا وحلا الاغنية التي طوع فيها الجغرافيا من الاسكلا في الخرطوم الى جبل الرجاف جوار جوبا. ومن رمياته جلسن شوف يا حلاتن، الطابق البوخه، غنى له سرور كرومة وعبد الله الماحي وابراهيم عبد الجليل وخلف الله حمد وعبد الكريم الكابلي.