إدانة إحتلال هجليج.. أقصد حسن الترابي يرفض الإدانة.. فالترابي في شخصه يمثل الحزب فهو حزب بكامله.. وحين يرفض.. فهو يدري لماذا يرفض فلا أحد في الدنيا يدين نفسه.. فالترابي حين يدين إحتلال هجليج.. يكون قد أدان حركة العدل والمساواة الذراع العسكري لحزبه.. التي شاركت في إحتلال هجليج والهجوم على جنوب دارفور.. إذن فالترابي من هذه الناحية محق في ما قال.. ويبقى في المقابل مجموعة الرفض التي أدانت الإحتلال وإنحازت إلى القوات المسلحة.. وللشعب الذي اصطف حول المبادئ الوطنية.. مجموعة الناجي ونهر النيل والشباب وهنا يظهر الخيط الابيض من الأسود.. فما عاد هناك موقف ثالث.. تراب الوطن والإنتماء إليه أو الإحتلال والإنحياز إلى صف العمالة.. الإجماع الوطني والإصطفاف في الثوابت الوطنية.. أو السير خلف والإنضمام إلى أعداء الوطن.. دولة السودان فمجموعة إدانة الهجوم والإعتداء على التراب السوداني.. خرجت من قوقعة الترابي.. وصدحت بآرائها وقناعاتها بدون خوف أو وجل.. قالت على لسان الدكتور عبد الله حسن أحمد نائب أمين الحزب بصوت عالٍ انها ضد إحتلال هجليج.. وبدون مكايدة حزبية ومرارات شخصية.. قال الرجل الثاني في حزب المؤتمر الشعبي إن دولة الجنوب لديها قوات في السودان.. قوات الفرقة التاسعة والعاشرة.. وأن هناك حركات دارفورية متمردة.. وبالطبع يعني حركة العدل والمساواة.. مثلما يعني حركات عبد الواحد ومني أركو.. وأن دولة الجنوب تسلح هذه القوات.. وقد حاربت جنباً مع جنب مع الجيش الشعبي في هجليج.. وأبان عن ضعف الإتحاد الافريقي وتآمر الولاياتالمتحدة.. وخبث مجلس الأمن المنحاز لدولة الجنوب.. كل هذه الآراء تتضارب وتتقاطع مع آراء الترابي.. الذي لا يرى الوطن إلا من خلال نفسه.. فالآراء الحزبية للتيارات التي بدأت تتململ من قبضة الترابي الحديثة.. قد تقود إلى تغيرات في حزب المؤتمر.. وبالتأكيد حيحدث تغيراً في الحزب الذي لا يميز أمينه العام.. بين ما هو وطني وما هو حزبي.. فمراراته وحقده قد أعماه أن يرى الاخطار التي تهدد الوطن.. فبروز هذه التيارات ربما تذهب به ساعتها سيتحرر حزب المؤتمر من سطوة الترابي وأحادية أفكاره وجبروته.. فلا يعقل أن ينحاز الترابي لاختلافه مع المؤتمر الوطني.. وبصورة سافرة مع الحركة الشعبية.. ومع دولة الجنوب يرفض إدانة إحتلال تراب وطنه.. لأن الحكومة التي تحكم هي حكومة عدوه المؤتمر الوطني لا أحد يجد تفسيراً لآراء الترابي ومواقفه غير أنه انسان ذاتي.. منكفئ على نفسه.. فالترابي المحسوب على التيار الإسلامي من أجل تدمير مخالفيه.. يقلع كل أفكاره ومبادئه ويسير خلف الحركة الشعبية الحركة العلمانية.. ويركب في سرج واحد مع الشيوعيين.. ويصبح حليفاً للحزب الشيوعي.. يا سبحان الله عدو الأمس صديق اليوم لأجل ماذا؟؟ لأجل الإنتقام من تلاميذه لأجل الإنتصار لنفسه.. فكل مواقف الترابي كان يمكن قبولها.. أما وقوفه مع دولة الجنوب ضد السودان.. وعدم إدانته.. لما حدث في هجليج وعدم إدانته لما فعلته العدل والمساواة في هجليج.. وأم دافوق وسماحة يذهب به إلى مزبلة التاريخ يشطب كل تاريخه الجهادي والسياسي.. ويؤكد أنه لا يستحق لقب (شيخ) فاي شيخ هذا الذي يناصر العلمانيين واليساريين؟؟ اي شيخ هذا الذي يرضى لتراب وطنه أن يحتل؟؟ فالترابي من بعد هجليج لم يعد (شيخاً) إلا للذين يقبلون أن تحتل أوطانهم.. وتدنس أراضيهم .. فعلمري أن موقفه الأخير سقوط في مستنقع الردة.. أعتقد انه قد آن الأوان لاتباعه أن يراجعوا أنفسهم.. وأن يحكموا عقولهم هل من الدين موالاة أعداء الدين هل من الدين الإنحياز لأعداء الوطن؟؟ هل من الدين موالاة حلفاء اسرائيل وعملائها.. اسرائيل التي تحتل القدس الشريف أولى القبلتين ومسرى نبي الاسلام محمد (ص). بلا شك أن التصحيح يقود إلى التغير وأن الأشجار لابد أن تسقط أوراقها اليابسة.. فكل دور إذا ما تم ينقلب..