ليست وحدها الحرباء التي تتصف بظاهرة التلون.. فالحزب الشيوعي يملك من مقدرات التلون ما يفوق الحرباء.. وأكثر الحربوات تلوناً وتنطعاً هم صحافيو حزب الحرباء.. وأكثرهم براعة في التلون صاحب (الميدان).. الذي أزعجه بيان إتحاد الصحافيين حول الحريات.. فوقوف إتحاد الصحافيين مع الحريات وقوف مبدئي مع الحريات.. لا مزايدة وإدعاء.. فحزب الحرباء وصحافييه من أمثال صاحب الميدان.. الحريات عندهم حصان طروادة يركبونه (عرى) وصولية ونفاقاً ليوهموا الدنيا بأنهم (ديمقراطيون) مع الحريات.. وتاريخهم مع الحريات.. يبدأ مع تأميم الصحافة في 0791م.. فحزب الحرباء هو الحزب السياسي الوحيد في السودان الذي قام بتأميم الصحافة ومصادرتها.. فحتى نظام عبود الحكم العسكري لم يؤمم الصحافة ولم يصادرها.. فصاحب (الميدان) الأحمر أراد أن يقول لإتحاد الصحافيين لا تمشي في طريق الحريات الصحفية ودع الطريق لي ولحزبي.. دعني أزايد بسلعة الحريات لأصل إلى الجماهير التي دفعتني فالجماهير لا أجد لها طريقاً إلا بالمزايدة.. والتلون .. فصاحب الميدان وزمرته الذين ربطوا أنفسهم بالمنظمات المشبوهة ظلوا باسم الحريات ينصبون أنفسهم حماة لها وغيرهم أعداءً لها .. فمن سنام تلك المنظمات يأكلون حتى توردت خدودهم وبرزت كروشهم.. فوقوف إتحاد الصحافيين مع الحريات يفقدهم المعاش ويقطع عنهم الجعالات والهبات.. فمن مصلحتهم أن لا أحد يسير في طريق الحريات.. ولا أحد يدافع عن حرية الصحافة.. فعجباً أن يدافع (ثورويو) ديكتاتورية البرولتاريا عن الحريات والديمقراطية وعجباً أن يدعي مناضلو العنف الثوري عن حقوق الانسان واحترام حرية التفكير.. فالذي يضيق بالميادين بالحريات.. بالتأكيد هو ضد الحريات فالمناداة بالحرية الصحفية ليست ماركة مسجلة لشبكة حزب الحرباء ولا هي حكر لصحافيين.. حزب الحرباء الحزب الذي تقوم مبادئه وأفكاره على دكتاتورية طبقة هي التي تحكم وهي التي تسود ولا حزب غير حزبها الطليعي لا أعتقد أن حزباً يحمل مثل هذه الأفكار المخالفة للطبيعة البشرية هو حزب يحترم الحريات.. فهو حزب آحادي التفكير ومنسوبيه دكتاتوريون وشموليون مهما إدعوا إنهم (ديمقراطيون) ودعاة للحرية.. فلا هم ولا شبكتهم المهترئة الخيوط مع حرية الصحافة.. فأفعالهم تكذبهم مواقفهم تفضحهم.. فهم حلفاء بدون موارة مع الحركة الشعبية الكيان الذي مع البندقية والرصاص.. فحزب الحرباء ظل مع الحركة الشعبية وجيشها الشعبي في خندق واحد سنداً لها في كل المواقف.. ولساناً يعبر عن أفكارها في كل المنابر حليفاً يدعم خطها حتى بعد الانفصال فهو ظلها في السودان .. صحافيو حزب الحرباء هم الاقلام التي تدافع عن الحركة الشعبية بدون موارة ولا خجل منحازون للحركة وجيشها في كل المواقف.. لا أعتقد أن من يدعو للحرية يكون حليفاً لكيان لغته الرصاص والبارود.. فصاحب (الميدان) الذي تربى في بيت حزب الحرباء سيظل قابعاً في بيئة حزب الحرباء بيئة الوصولية والإنتهازية و(تامبيرة) في (شبكة) الحزب (تامبيرة) من شاكلة مغفل نافع وأما اتحاد الصحافيين المنظومة التي هي لسان الصحافيين السودانيين سيظل منافحاً من أجل الحريات الصحفية ولو كره صحافيو حزب الحرباء متحملاً مسئولياته.. مدافعاً عن الصحافيين بدون مزايدة.. اتحاد مسئول منحاز للحريات تغيظ مواقفه صاحب الميدان وزمرته.. والما عاجبو يشرب من البحر..