أنفض سامر المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية - بعد إرتفاع في درجة الجدل الفكري والسياسي.. لينكشف أن الحركة الإسلامية هي الأرسخ في العمل الفكري والسياسي.. وإنها تمثل الكيان الحي المتفاعل مع قضايا مجتمعها والمتواصلة مع مجتمعها الإقليمي والعالمي.. فالحركة التي نمت من حبة صارت شجرة ظليلة أصلها ثابت وفرعها في قارتها الأفريقية وفي منطقتها العربية وعالمها الإسلامي.. فهي حركة مجتمع لا بحاجة إلى ترخيص.. فالذين يتساءلون عن قانونيتها وإلى أي جهة تنتمي لتأخذ شكلها القانوني هل هي كيان سياسي أم هي منظمة مجتمع ؟؟ أين تُودع في مجلس الأحزاب أم في منظمات العمل الطوعي ؟؟ لهم أن يبحثوا عن هيئة شؤون الأنصار أو طائفة الختمية ؟؟ فالحركة الإسلامية تيار فكري دعوي إرشادي سياسي إنفض سامر المؤتمر وبقيت أطروحاته التي تناولت قضايا الحاضر والمستقبل.. فالذين إبتسروا مخرجات المؤتمر في منصب الأمين وتداعيات إختياره ومجلس الشورى.. كانوا سطحيين.. لم يتعمقوا في القضايا التي تناولها المؤتمر.. فأقل ما تناوله المؤتمر الممارسة الشورية في أطروحات الحركة.. فالمؤتمر في ممارسة ديمقراطية ناقش نجاحات الحركة وإخفاقاتها وبروز تيارات متعددة في المؤتمر الشوري.. والأمين العام له دفوعاته ورأيه لم يختزل ولم يعترض عليه المؤتمر.. فهذا رأي وقالوا الأعوج رأي والعديل رأي.. فهو رأي مبني على خوف.. أن تدخل في جلباب السلطة.. خوف أن تكبل السلطة من إنطلاق الحركة.. والرأي الآخر يخاف من تصدع الحركة.. ويرى أن مجموعة قليلة في الشوري يكون تقييمهم أفضل من مجموعات ضخمة قد تكون غير ملمة بالمرشحين.. فالخلاف لا أعتقد أنه بين مجموعة غازي وبين مجموعة الزبير.. فالحركة الإسلامية لا تجتمع حول الرجال.. لكنها تجتمع حول الفكرة.. لكن بعض الإتجاهات برزت وأختصرت القضية في الأشخاص.. وبما أن المؤتمر حسم المسألة بالتصويت.. فقد أنتهى الأمر.. صحيح أن هناك من يجتمعون حول أشخاص.. فهذا مرض وعلة أعترى الحركة.. وللأسف أن البعض صنعوا لهم (هامانات).. فبرزت ظاهرة جماعة فلان.. فهذا خطر يهدد كيان الحركة. مما يستلزم القيادة الجديدة.. أن تكافح هذه الظاهرة.. فهناك أفراد تقطعت بهم السبل.. فأصبح معاشهم على التقوقع داخل صدفة شخص قيادي.. فهؤلاء هم الذين.. أقعدوا بالحركة.. وهؤلاء هم الذين أقصوا إخوانهم.. وعلى سبيل المثال.. فمؤتمر التعليم والثقافة تم إقصاء عدد مقدر من الصحفيين والإعلاميين.. ٭ إنفض سامر المؤتمر.. فتم إنتخاب مجلس الشورى الذي أنتخب الزبير أحمد الحسن أميناً عاماً - وهنا توجب على منسوبي الحركة (الإمرة).. فأنتخاب الزبير أحمد الحسن.. في حد ذاته هو جزء من التغيير.. الذي طالب به المؤتمر.. والتغيير يظهر بصورة أوضح.. في إنتخاب مجلس الشورى.. فوجوه كثيرة جاء بها الإنتخاب إلى الشورى.. ووجوه خرجت.. فالرئيس مهدي إبراهيم.. وجه جديد.. ومعلوم عنه مجاهداته وقدراته.. ولطيفة.. وجه بديل للأستاذة سامية أحمد محمد - والدكتور عبد الله سيد أحمد القيادي - صاحب التجارب - كذلك مؤشر إلى تغيير.. أما الزبير لمن لا يعرفه.. فإنه كادر إسلامي مشهود له بالتقوى والزهد وطهارة اليد.. وهو رجل عالم ولا أعتقد أنه سيصعب عليه أن يتواصل مع عالمنا الأفريقي والعربي والإسلامي. لكنه يحتاج إلى جهد كبير لإجراء عمليات إصلاحية في أجهزة الحركة التنظيمية.. بحاجة إلى طواقم يحسن إختيارها ذات كفاءة وقدرة لتساعده في مهمته الكبيرة وما نخشاه أن يضرب عليه (الهامانات) الحصار.. فالحركة في هذا الوقت العصيب تواجه بمشكلات معقدة في الداخل والخارج.. لذا لابد أن يختار الأمين العام لطواقمه من أهل الكفاءة.. والإنتماء للفكرة.. والحركة مطالبة في هذه المرحلة المفصلية.. إن تجعل مهمتها الأساسية في التربية والدعوة والفكر والثقافة والتحول الإجتماعي.. فإن أولت هذه المطلوبات.. فإنها ستتطور وتنهض.. وأعتقد أن الحركة بما لها من مقدرات فإنها لقادرة.. لأنها حركة مادية وروحية.. وأظن أن إنتخاب الزبير الذي وصفه البعض بأنه توفيقي لا يخصم من عطاء الحركة.. فالوفاقية وسطية.. وخير الأمور أوسطها.. وأمتنا أمة وسطية.. وأعتقد أن الحكومة لن تستطيع إبتلاع الحركة.. فالحركة أقدم وأرسخ من الحزب.. بل أن قوة الحركة ستزيد من قوة الحزب.. فالحركة هي التي تمنح الحزب زيت الوقود.. فأنتخاب الزبير يضع مسافة بين السلطة والحركة لكنها مساحة ليست بالبعيدة.. ومرة أخرى أظن من حق الحركة الإسلامية السودانية أن تعقد مؤتمرها كما للآخرين أن يعقدوا مؤتمراتهم وينظموا أنفسهم .. ٭ نقطة أخيرة : يكون التلميذ مبتذلاً .. عندما يكون بطريقة بلهاء.. فالخلل الإعلامي في مؤتمر الحركة الإسلامية كان وراءه (المتيريبة) الذين خلوا (تيراب) الإعلام برة الحفرة.. وصورة فلان توضح الطريقة المبتذلة للتسويق البايخ.. فالبضاعة كانت بائرة والجوكية لم يحسنوا التسويق والعياذ بالله من (الأنا) الكاذبة وقالوا في المثل - هي باركة وتلولح في ضنبا.