كان النسيم عليلاً جداً بشارع النيل، وهلت غيمة عصرية ساحرة جعلت الجو شاعرياً وجذاباً لرياضة المشي. وكان اليوم يوم جمعة، بعد أن تركت حبيبتي ونور عيني «شهد» مع والدتي - التي دائماً ما تحب الجلوس معها - المهم قررت في هذا اليوم أن أذهب إلى شارع النيل عصراً متأخراً موشك على وقت الغروب؛ حتى لا أجد المكان قد ازدحم، وامتلأ بالشباب والشابات، وفي عز«قومة النفس» والعرق ينزل من على وجهي، وقد ابتل «التيشرت» المثير، مما جعلني أستحي وأخجل من نفسي، عندما وقف أمامي ذاك الشاب الوسيم المبتسم، الذي كان في استقبالي عند وصولي مطار الخرطوم وأنا عائدة من أمريكا. ناداني مدام هند نهارك سعيد، فالتفت إليه مندهشة، ونهارك أسعد.. فقال لي: لم تتذكريني؟.. وحقيقة وللأمانة تذكرته مباشرة، وتذكرت بنيته القوية وقوامه الجميل وتقاطيع وجهه الرجولية، ولكني لم أستطع أن أجيب عليه؛ لأن نظراته لي لم تكن في وجهي، وإنما كانت في تلك المنطقة من «التيشريت» المبتل، وحركة الشهيق والزفير المتسارعة.. مما جعلته يقف متبلداً محتاراً، لا يعرف إلى أين يجب أن ينظر. غداً نواصل