أقدمنا على الطاولة التي في آخر الحديقة؛ لأنها أكثر هدوءاً، وتبعد ليس بكثيراً عن الضجيج، وأعين الناس، أجلسني مازن أولاً بإرجاع الكرسي إلى الخلف؛ حتى يتسنى لي الجلوس، ثم جلس هو بعدي، قبالتي تماماً، كان مازن مهندماً، وعليه عطر جذاب وخفيف، من النوع الذي أحبه. وكانت عيناه ما زالتا ناعستين، مما يدل على أنه لم يمر وقت على استيقاظه من النوم. وضع مازن يديه على الطاولة التي احتلت نصفها، وعندما سحبت أنا يداي من على الطاولة؛ خوفاً من أن تتلامس أيادينا. وفجأة وبدون مقدمات سألني مازن: هند هل أنتي مطلقة أم أنك على ذمة أبو شهد؟. اندهشت من السؤال المباغت، ولكني أصبته بسؤال أيضاً: ولماذا السؤال؟. فرد عليّ بأنه يعتذر عن التدخل في خصوصياتي، ولكنه يريد أن يعرف؛ لأنه شديد الإعجاب بي، وأنني محل تفكيره منذ أن رأني بالمطار، ودائماً ما كان يُمني نفسه بأن يلتقيني مرةً ثانية، فأجبته بأنه لا يعرفني جيداً، ولا يعرف شيئاً عن سلوكياتي وأهلي وأصلي وفصلي. فأجاب بأن الحديث عن هذه الأشياء سابق لأوانه؛ لأن هذه كلها تفاصيل يمكن معرفتها لاحقاً، ولكن الأهم في الموضوع هل أنك على ذمة رجل آخر أم لا....؟!. ونواصل.