نداء عاجل لأٌمة هلال الملايين المجيدة ü لا أدري لماذا غاب عن أمة الهلال التصدي للأسلوب الذي لجأ إليه فريق المريخ حين قام بتسجيل كابتن الهلال هيثم لقاء دريهمات معينة. ذلك أن الأمر في رعتقادي كان يتطلب وقفة شجاعة يتم من خلالها رد الإعتبار لكل أفراد شعب الهلال على إمتداد السودان كله. ü لقد تذكرت وأنا أجتر بحزن هذا الموقف صيحة القيادي الإتحادي الراحل الأستاذ عبد الماجد أبو حسبو وهو يهيب بأهل السودان أن يسهموا بالتبرع لما أطلق عليه في حينه بمال الفداء الذي كان عبارة عن مبالغ تُدفع للإنجليز كمقابل لسنوات خدمتهم، بما يؤدي إلى الإنجاز السريع لعملية السودنة، وبالتالي رحيل القوات الأجنبية وإتمام جلاء تلك القوات عن الأراضي السودانية في وقت محدد. فكانت إستجابة الماجدات السودانيات قبل الرجال في تسابق فريد، فجئن بأسوارهن وكامل حليتهن من الذهب الخالص عيار ( 21 ) فداء للسودان. ü ومع إعترافنا بالفارق الكبير بين ما أطلق عليه »مال الفداء« ومال الكرامة الذي نحن بصدد الحديث عنه والمتمثل في أن يقدم كل من ينتمي لهلال الملايين نساء ورجالاً مبلغ خمسة جنيهات، تقوم إدارة النادي بموجبها بالسعي لتسجيل لاعب المريخ الكابتن العجب الذي سيتم تسريحه في شهر يونيو القادم حسب القواعد المرعية، ليكون هذا بمثابة الرد القوي لما أقدم عليه المريخ حين قام بتسجيل كابتن الهلال هيثم مستفيداً في ذلك من خلافات طارئة كان من الممكن تجاوزها داخل أسرة الأهلة. ü وقد يقول البعض أن المشكلة تكمن في كابتن العجب نفسه الذي لن يرض أن يكون في ذات الموقف كسلعة يتداولها البعض حتى ولو كان هذا البعض في مستوى أنديتنا الرياضية الكبرى، إضافة إلى أن العجب صاحب موقف وإنتماء للمريخ لا يأتيه الشك عن يمينه ولا عن يساره مثل ما يفعل البعض الذين حسبوا زوراً وبهتاناً على أٌمة الهلال. ü ومع إحترامنا الشديد لكل ما يمكن أن يثار في هذا الصدد، إلا أن شرف المحاولة يبقى ديْن في أعناقنا نقوم برده لجماهير الأهلة العريضة والعريقة. ü ونجد أن فريق المريخ نفسه قد حسم الأمر حين أقرّ بأن كابتن العجب هو الذي سيقوم بقيادة فريقه في أول مباراة قادمة وليس هيثم الذي يبدو أن هناك من حاول أن ينبهه بطريقة غير مباشرة بألا يتطلع إلى مثل هذه المواقع في حضرة المريخ - على طريقة إنتبه أنت في حضرة الشارقة - فهناك تقاليد المريخ تعطي الأولية لمن سبقوا فيه وعلى اللاعب هيثم أن يؤكد صدق الولاء الجديد قبل أن يتقدم الصفوف في غريم الأمس الذي هز شباكهم مرات عدة وقد يكون من الصعب أن تتناسى جماهير المريخ وهو ما أكده رفض بعض رموز وقياديي النادي لتسجيل هيثم حيث بلغ ذلك الرفض حد إستقالة بعضهم مثل صديقنا الرائع قطب المريخ المخضرم الفريق عبد الله حسن عيسى وغيره. ü وقصة مال الكرامة هذه إبتكرها من قبل السياسي المخضرم عمر حاج موسى - عليه رحمة الله - وزير الإعلام في عهد الجنرال نميري، ضد الرئيس المرحوم معمر القذافي، حين حاول الأخير أن يمتن على أهل السودان بقرض كان قد قدمه لهم، فطالب الوزير الراحل عمر حاج موسى بأن يرد أهل السودان القرض من خلال تدافع شعبي يسهم فيه كل فرد حسب قدرته المالية. ü ويبقى علينا بعد ذلك أن ننتظر لنشهد أول مباراة تجمعنا بفريق المريخ لنرى أية درجة بلغها الكابتن المتقاعد هيثم من كراهية لأمة الهلال ومدى حجم الإنتقام الذي يريده. وهو ما دفعنا بأن نقترح هذه المبادرة التي ستقع على أعناق جماهير الهلال وحدها، وعلى إدارة ناديه أن تستجيب لإرادتهم من خلال تنظيم تلك المبادرة. ü وهكذا، تؤكد أمة الهلال عدم الصفح عندما يتعلق الأمر بكرامة وموروثات الموج الأزرق خاصة إذا كان السبب هو مزيد من الكسب المادي يتم على حساب كرامتهم ودون مراعاة لسنوات طويلة من العشرة وقفت فيها تلك الجماهير الهلالية العريضة إلى جانب لاعبها السابق هيثم مصطفى، هتفت له من أعماقها وحملته على أكتافها في مودة حقيقية وهي لا تدري ما ستخبئه لها الأيام من تنكر وجحود يصل بمن حملته على أعناقها أن يسدد لها طعنة نجلاء في القلب دون شفقة أو رحمة ودون أن يضع في الإعتبار أو الحسبان لذلك التاريخ الطويل من المعزة والتقدير - غفر الله لهيثم - وأسكنه داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله - إذا كان ذلك ممكناً - وسلام على الأوفياء النجباء من حملة الإرث الهلالي العزيز. آخر العمود: ساعة أن يطفو الغثاءُ، فإياك أن تفهم أن ذلك عُلُوَّاً.. إنَّهُ عُلوٌ إلى إنتهاءِ.. كذلك فورة الباطل. - الشعراوي ?