الجبهة الثورية التي تضم حركات دارفور المسلحة بالإضافة إلى قطاع الشمال الذي للأسف يحركه الآن ياسر عرمان الذي لا ينتمي إلى المناطق مثار الحوار، النيل الأزرق وجنوب كردفان والتي اعتدت على المناطق الآمنة في أبو كرشولا والله كريم وأم روابة، ودمرت ممتلكات عامة يستفيد منها المواطن، وقتلت من قوات الشرطة ممن كانوا يؤمنون المواقع المدنية التي لا شأن لها بالعمل العسكري، لقد كشفت تلك القوات المعتدية عن حقيقتها التي تجافي ما تعلنه للرأي العام بأنها نصيرة المواطن وباحثة عن حقه وتسعى لتأمين احتياجاته عبر العمل الإنساني ..كل تلك الإدعاءات رغم أنها كانت معلومة بالضرورة إلا أن ما قامت به الجبهة الثورية مدعومة بقطاع الشمال قد أكد أن الحديث عن العمل الإنساني ماهو إلا ذر رماد في العيون بغرض تزويد الحركات المسلحة بالمؤن والعتاد لمحاربة القوات المسلحة، وليت مسرح صراع الجبهة الثورية كان مواقع القوات المسلحة التي تعرف جيدا كيف يمكن أن تهزم أعداءها، ولكنه جاء هذه المرة مستهدفا الأبرياء والآمنين والعزل في عملية تتعارض مع كل المبادئ والأخلاق.. وزير الدفاع أشار في مطار الأبيض إلى أن هذه القوات المعتدية كانت تستهدف الأبيض ولكن احكام الحصار عليها جعلها تدلف إلى أم روابة لأنها تعلم أنه ليس بها قوات مسلحة، ولكن ربما ايضا هذا هدفا بالنسبة لها أن تدمر بعض المواقع المدنية وتقتل الأبرياء بغرض اعطاء إشارة إلى أنها قادرة على دخول المدن الآمنة، من جانب وبهدف خلق الاضطراب الأمني والسياسي من جانب آخر وبهدف أيضا تحقيق الكسب الإعلامي الذي تريد من الجانب الثالث وفي تقديري أنها استطاعت أن تكسب إعلامياً ولكنها دون شك قد خسرت سياسياً.. ومادياً أيضاً، أن دخول هذه القوات الى اعماق ولاية شمال كردفان ناقلة معركتها من جنوب دارفور الى شمال كردفان يستوجب التوقف عنده طويلا خاصة وإن نقل المعارك من منطقة الى اخرى اكثر أمنا واستقرارا لم يكن هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها ذلك وإنما قبل ذلك دخلت قوات خليل أم درمان ودخلت حركات دارفور والعدل والمساواة الى حمرة الشيخ فضلا عن الاعتداءات التي لحقت في و قت سابق مطار الفاشر.. تمارس الحركات المسلحة ماهو اشبه بحرب العصابات من اعتداء مفاجئ ونهب وسلب لبعض الممتلكات وقطع لبعض الطرق .. كل ذلك أن كان مفهوما فالواجب الآن وضع خطة محكمة واستراتيجية للتعامل مع مثل هذه الاعتداءات المنظمة والتي لا يمكن أن تتم بين عشية وضحاها فلابد أن هناك تخطيطا وتمويلا وتزويدا ومناورات وجمع معلومات عن افضل الأوقات والكيفية التي تتم بها العملية فضلا عن تحديد المواقع المستهدفة كل ذلك يتطلب انتباها اكثر ويتطلب وعيا اكبر بالمخاطر وتحريك كل قطاعات المجتمع كل فيما يليه حتى لا نبكي على اللبن المسكوب، فماذا يعني رصد ومتابعة مثل هذه التحركات دون العمل على ايقافها قبل أن تحقق اغراضها؟ وماذا يعني دخول مثل هذا العدد الكبير من السيارات ذات الدفع الرباعي المدججة بالسلاح الى داخل الأعماق الآمنة؟ يحتاج مثل هذا الدرس الذي تكرر كثيرا إعادة النظر في الخطط وكيفية تنفيذها وسد الثغرات بالقدر الذي يحقق الأمن.. يحتاج الأمر لاستنفار كل قطاعات المجتمع السوداني حتى تكون مستعدة لرد مثل هذا العدوان.. الآن يجب أن تسير أولوية تطهير الأرض من المعتدين جنبا الى جنب مع إغاثة المنكوبين من جراء هذه الأحداث في المناطق قبل أن تتحدث عن تفاوض جديد مع قطاع الشمال أو غيره من الحركات المتمردة.