تطل علينا وجوه وأفكار عبر الإعلانات صادمة ومحبطة للغاية ، ونسال أنفسنا من هو المفكر والمخرج لهذه السخافات . الإعلان مجال دراسي وهو فن في الأصل ، ومن يدرسونه فيهم المبدع، وخاوي الإبداع كذلك . وكل من درس الإعلام مر به كورس دراسي عن الإعلان ووظائفه وأركانه ويوضع في الامتحان النظري فينجح فيه الأغلبية، ولكن بعد التطبيق يقل العدد إلي أنامل اليد الواحدة ، لأنه فن راقي وحكي تبدأ الفكرة بالمنتج نفسه واحتياج وقبول المنتج والمستهلك والمكان والزمان ، فلا يمكن أن يأتوا لنا بمنتج لا نحتاجه أصلا وترغب به أقلية من المجتمع ويردد في كل قناة ويقرأ بأي شارع مثل هذا المنتج له مكانه ، والذي يوجع المحاكاة والتقليد فكثير من الإعلانات في قنواتنا مقتبس من لافتات وأفكار إعلانية بمصر والسعودية والإمارات ، وسؤال لأصحاب المنتجات بمن استعنتم بتوصيل وتسويق بضائعكم، الإجابة المتوقعة خبراء أجانب، وهذا بعينه الاستفزاز الذي نجده ونستحقه من أقرب الدول جواراً وهو ناتج عن عقدتنا في الثقة العمياء بالأجانب، ولو كانت الإجابة غير المتوقعة بأن المنفذين وطنيين ، فأين مهاراتهم ؟؟ وخبراتهم ؟ وحسن اختيارهم للوجوه والمفردات الجاذبة؟! أنا سكينة وبقولو على مسكينة ، وريم ست الحريم ، وحرامي يترك لابتوب ليأخذ أعواد ند وبخور ، وتسلمي لينا وتسلم يدك والوجه يمتلئ تمثيلا ، وبامية تؤكل كل يوم وكريمات تجعلهن كالمهرجين ، الوصول إلي ركض الأطفال شبه عراه وراء عربة المشروبات الغازية الذي يصور في أماكن متشابهة لتوزيع الفرح كما قالوا ، رغم أن الفرح غير مرتبط بالمكان والترويج . لو قصدت الشركة فقط توزيع الفرح فالأغنياء يحتاجونه أيضا ولو قصدت الفقراء كان الأجدى والأكثر إنسانية الذهاب إلي حيث الصفوف المتراصة بديوان الزكاة وبدون كاميرات . الخلاصة إعلانات سمجة تصيب بالقرف والأسى والدوار . من الوطن: وعذراً للكاتب الذي سنعيد نشر مقاله باسمه لاحقاً.