بعد مغادرته لآخر المناصب أطلق د. عازي نداء للأصلاح !! بدأه بالإنسان نفسه ، والوطن ووحدته بعد ذهاب خريطتنا الحبيبة ، والتوافق الوطني ، والتنمية والتحديث والتعاون مع المحيط الإقليمي والعالمي . وقال الدكتور بأن هذه المبادرة لسيت وليدة لحظة بل امتداد لدعوات سبقت وحوارات داخلية نقدية .. لم نسمع بها الإ الآن . نداء جاء بعد وقوع الجلطات والموت السريري للخارطة والتوافق والتنمية . منذ العام 1989م ونحن أطفال كبرت معانا وجوه الإنقاذيين ، كبرنا نحن ، ولكن وجوههم هي نفسها إلى الآن ، تنتقل بين المقاعد فقط ولا جديد ، إرضاء لهذا ، وذاك ، تارة نراهم وزراء ومرة مستشارين ، وأحياناً ولاة و.......... و............. والوجوه هي ذاتها رافقتنا ونحن نذهب الروضة ثم المدرسة حتى ولوجنا للجامعة ، التي عرفنا بها الأركان الجاذبة لإخوة العتباني ومعارضيهم من الجدود الذين يسيطرون على السودان كأنه إرث لهم . واحياناً يبدو لي أن هؤلاء الجدود سيذهبون بنا وهم باقون كالآثار . يجبروننا على الاصغاء لهم وهم داخل وخارج الحكم، والمدهش أنهم لا يستفيدون من التجارب المجانية وتصور لهم علتهم امتلاكهم لكل الأزمنة والأمكنة، وبعد مغادرتهم للمناصب يأتو لنا بالفجر والعصر والمذكرات والإصلاحات التي تشابه إسلام وحشي بعد أكله كبد سيد الشهداء حمزة رضى الله عنه . الآن وعذراً يا سيدي العتباني نداؤك قد لا يسمعه الكثيرون، وأولهم من كانوا الي وقت قريب زملاءك ، وليس لنا سوى الصمت وبعض الانفعالات، فالشارع صار بفضلكم يتوكأ على عصا الجراح والمزاجات الشخصية والسياسات الآمرة ، وأنت الآن معنا وليس معهم في دور كبير ومنصب رنان .