جارتنا إنعام حنونة جداً،وتحزن عند موت أي شخص ،رغم إنها لا تعرفه، وتذرف الدموع حزناً لامكراً. ودوماً في أي عزاء نتضاحك عليها، ونقول لها المثل السوداني:( ناس البكا غفرو والجيران كفرو).وحال إنعام إنطبق على السودان حكومة وشعبا وإعلاما ،فقد تركو مشاكلهم وتوجهوا لإصلاح وتحذير ونصح جارتهم التي لاتحتاج لإرشاداتهم .كل من يعرف مصر ويزورها بإستمرار يعرف أن معظم الشعب المصري يجهل أكبر التفاصيل عن السودان،وهذا الجهل ليس تكبرا منهم ،ولكنه قصور منا في إيصال ثقافتنا وفرض هويتنا ،وكنا دائما في إنتظار أطروحات الآخرين الفكرية والثقافية والسياسية. والآن تفرغ الجيران تماماً للجارة مصر أم الدنيا ،وخصوصا كبار السياسيين الذين يشبهون بعض مدربي كرة القدم الفاشلين الذين أدخلوا أهدافاً في مرماهم عندما كانوا في الملاعب،وأصبحو الآن يرسلون خلاصة تجاربهم وخبراتهم داخليا محذرين وخارجياً مرشدين.ودعوا كل الفصائل الإسلامية إلى التوحد ولم الشمل في مواجهة الغزو العلماني قبل فوات الأوان.وسؤال بسيط لهؤلاء الأجلاء لو وليتم أحد إدارة عقار أو مال أومؤسسة وفشل في هذه المهمة،هل تقيلونه أم تتركوه لمواصلة فشله،وتعطوه فرصة جديدة.المصريون اكتشفوا إن لرئيسهم رئيس وهو مرشد الأخوان الذي إنتهج طريق مبارك الوراثي،ولأنهم أصحاب المثل القائل:( ريسين يغرقون المركب) ولأنهم شعب ذكي أطاحوا بالريسين قبل أن يغرقوا كل الكنانة.وقبل سنوات كنتم على مركب يقودها (ريسين) ،هذه المركب الآن تتهادى على المياه بعضكم عليها وبعضكم يبكي للحاق بها ،فاتركوا المصريين لحالهم وأبحثوا عن حل لمشاكل بلدنا الصحية والمعيشية والتنموية .لقد تخطيتم أعمار النبوة فأحمدو الله على طول العمر فاستثمروه في إصلاح ما أفسدتموه يا (كبار اللاعبين).. وتوقفوا عن هذا المكر والتطبيل وإنتهاز الفرص لأننا ياكبارنا نخجل لكم.