Dr. Ahmed Elhussein [[email protected]] عقب الحروب العربية الاسرائيلية في عامي 1967 و3719، قامت بعض الدول الأفريقية بقطع علاقاتها مع اسرائيل ومن هذه الدول الجارة كينيا. وعقب اتفاقيتي كامب ديفيد بين مصر واسرائيل ورديفتها اتفاقية العقبة بين الاردن واسرائيل اصبح العلم الاسرائيلي يرفرف في عاصمتي اثنين من دول المواجهة الرئيسة مع دولة اسرائيل: القاهرة وعمان. وعندها قامت الجارة كينيا، التي تعاطفت مع الدول العربية وقطعت علاقاتها مع اسرائيل، باعادة علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل فاحتجت جامعة الدول العربية وبعض دولها على القرار الكيني. فقاد هذا التصرف الهزلي الصحفى المصري المشهور وقتها في مجلة روز اليوسف بكتابة مقال بعنوات "حقا الاختشوا ماتو"معبرا عن التناقض الجلي في ذلك الاعتراض السخيف. ثم قامت بعد ذلك منظمة التحرير الفلسطينية بتوقيع اتفاقيات اوسلو مع اسرائيل واتفاقيات اخرى اعترفت فيها منظمة التحرير بالدولة الاسرائياية واتفقوا على حل ما بينهما من مشاكل بالتفاوض. وبالرغم من تعثر تلك المفاوضات، وفشل جولاتها في كثير من الاحيان، الا ان الحرب بين الدول العربية و اسرائيل قد وضعت أوزارها ولا تريد أي من الدول العربية الان الدخول في حرب مع اسرائيل. وها نحن في السودان لا زلنا نناصب اسرائيل العداء ونمكن لتهريب السلاح عبر اراضينا الى حماس، ونجعل من ارضنا مكانا لصنع السلاح الايراني الذي يهرب الى غزة. وقد عرض ذلك التصرف الاحمق البلد المنكوب اصلا لضربة جوية اسرائلية لم تدك مجمع اليرموك فقط ولكن ادت الى قتل وجرح عددا من المواطنين وروعت عددا اكبر منهم وصرنا بفضل هذا الضربة دولة مواجهة مع اسرائيل بدلا عن الاردن ومصر وسوريا، فحق علينا بذلك المثل السوداني " اهل البكا غفروا والجيران كفروا"....عجبي