زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت للخرطوم اليوم هي شقة في الزمن الصعب، فالرجل لا يعشق الخرطوم الجغرافيا والناس ولكن يعشق جوبا السلطة وتفاصيل استمرارها وهو محق في ذلك، فلقاء الجنرالين البشير وسلفاكير اليوم في القصر الجمهوري يعيد لهما أيام الصفاء فيأخذهما حديث النفط عن مصالح بلديهما (اليوم وأمس وبكرة)، لكن شريط الجبهة الثورية هو الآخر مثل مصاعب الخريف والوحل في أرض طينية تعزل المتحاربين وتمنع لقائهما، فتطورات المشهد بعاصمة الجنوبيين عروس النيل جوبا ستكون حاضرة في النقاش بالقصر الجمهموري، وأعتقد أن البشير سيكون تواقاً لمعرفة أسباب إدارة سلفا ظهره للحرس القديم في حكومته وإجراءه جرحاً وتعديلا أزاح بموجبه الوجوه النافذة من أولاد قرنق ك«دينق الور وباقان أموم» من الديسك التنفيذي بحكومته وإبعاد جنرالات من وزن ثقيل من القيادة العسكرية وتقريبه كثيرين من الذين كانوا ينضون تحت لواء المؤتمر الوطني قبيل الإنفصال أمثال رياك قاي كوك والسون مناني مقايا لأن معرفة البشير لأسباب التغيير الذي أجراه سلفا سيساعد الخرطوم في قراءة المستقبل ( الفنجان في كف سلفاكير) وأعتقد أن قراءة الفنجان ستدفع الخرطوم لمعرفة حقيقة موقف جوبا من استفتاء أبيي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، ولكن هناك نقاط مشتركة تفرض على الجنرالين أفقاً مشتركاً أبرزها الضغط الدولي من مجلس الأمن الدولي لتنفيذ اتفاقيات التعاون التي وقعت العام المنصرم في أديس أبابا ومشاكل الحدود والتجارة وأيضاً الجديد في الأمر فإن الجنرالين أمامهما استحقاقات مشكلة مياه النيل، والتنسيق الإقليمي المشترك إذا استطاع الرجلان وضع خارطة وجداول زمنية محكمة لتنفيذ اتفاقات التعاون. عبد الوهاب موسى