يقولون: «إننا نقف على السلم ..لانستطيع العيش مع هؤلاء البشر ،ولا نستطيع العيش مع أنفسنا فقط». يعيشون فى عالم غريب ،أما أن يقبلون بأشباح الوحدة أو يندفعون بهذه الطرق الوعرة. بنات وأولاد ،نشأوا على احترام العادات، والشارع، والمجتمع والكبار ،واحترام أنفسهم أولاً. يشاهدون سلوكيات غريبة ،بمبررات الرزق ،يسمعون حواراً هابطاً بين رجل وامرأة تحت شعار: الحب،يندهشون لأزياء خليعة بمسمى الحضارة.. أصبحوا غرباء بين الناس ،لأنهم يتحاورون بلغة لايفهمونها ،يخجلون أحيانا من أنفسهم ،وهم يسمعون لغة الحديث والمشاعر والحوار. يبحثون عن الكمال فلايجدونه ،يقدرون الجمال ويشقون بسببه. تربوا على سلوكيات معينة في العمل والحوار والمعاملة ،لهذا يشعرون باليأس كلما اكتشفوا أن الحياة أمامهم تغيرت. وأولاد الناس ليسوا بالضرورة أبناء الأثرياء ،فهناك عمال بسطاء يحملون بدواخلهم مشاعلاً للنبل والإباء والثقافة ،واستطاعوا تربية أبنائهم كالأمراء شموخاً ومعرفة،ولكنها كلمة لمن يعرف جذوره وأصوله وتقاليده. يعرفون من ملابسهم وطريقة حديثهم وسلوكياتهم أمام الآخرين ،يمثلون النظافة والأناقة ،رغم إنهم يرتدون أبسط الثياب ،تعرفهم من إنتقاء المفردات وشياكة الألفاظ،تصرفاتهم تتسم دائما بالرقي والترفع.