طلب أفراد الأسرة من والدهم التوجه إلى إحدى حدائق العاصمة للترفيه خاصة بعد عناء عدة أيام وأسابيع وهم يتابعون أحد الأقرباء الذي مكث طويلاً بالمستشفى جراء تراكم عدة أمراض خاصة وأنه قد تجاوز الستين عاماً فالأسرة ظلت في حالة استعداد ونوبات حراسة وملازمة مستشفى. وكانوا يتوقعون استجابة والدهم «كبير العائلة» كما يقول المرحوم الرئيس السادات إلا أن المفاجأة عقدت ألسنتهم عندما لم يستجب لطلبهم والسبب أن أفراد الأسرة من الأبناء والبنات، إضافة إلى الأبويين ليصبح العدد سبعة مضروباً في سبعة جنيهات قيمة تذكرة الدخول إلى حدائق 6 أبريل واقترح عليهم الذهاب إلى شارع النيل، إلا أن ذلك قوبل أيضاً بالرفض بالرغم من إقناعهم بأن لا رسوم دخول هناك عدا 3 جنيهات لكوب الشاي وأن عدد الذين «سيشربون» الشاي 3 فقط أي أن المبلغ المطلوب سداده 9 جنيهات فقط، وهنا نقول كيف تحدد «ست الشاي» مبلغ 3 جنيهات ثمناً لكوب الشاي بينما هي لا تقوم بسداد رسوم للمحلية أو ضرائب أو إيجار الموقع «الفضاء» وذلك لأن الوالي أعلن حماية «لستات» الشاي تقديراً لظرفهن الأسري وحماية لهن من الزلل والضياع. وهنا اقترح أحد الأبناء التوجه إلى حديقة الطفل بالرياض ظناً منه أن الدخول بالمجان وهنا تصدى له شقيقه الأكبر بتصحيح المعلومة بأن كافة حدائق العاصمة حددت رسوماً للدخول ولا تعرف «المجان» أو «الملح». نعود لرسوم الدخول لحدائق 6 أبريل وهي مبلغ 7 جنيهات بالتمام والكمال هل حددتها الولاية هل حددها المتعهد صاحب العطاء الفائز. كان من المفترض أن تشترط الولاية على المتعهد وفي العقد أن يكون دخول المواطنين مجاناً وعليه أن يستفيد من استثماراته في المرطبات والشاي والأغذية والسندوتشات خاصة وأن أسعار بيعها خرافية بزيادة 100% وعليه أن يكتفي بذلك الدخل خاصة وأن الحديقة يزورها آلاف المواطنين الذين يقبلون على الشراء أو أصحاب الدخول المحدودة فهم الذين يحضرون احتياجاتهم معهم من شاي وخلافه خفضاً للانفاق مع الاستمتاع بالترفيه الذي تشجعه كل الدول وتشيد آلاف الحدائق والمتنزهات للمواطنين اقتناعاً منها بأهمية الترفيه في حياة الإنسان والأطفال خاصة بل وتسهل حصولهم على الترقية بالمجان والخدمات وتقدم لهم احتياجاتهم من الشاي والمرطبات والمياه بأسعار مناسبة تقترب من الأسعار المجانية وتقيم لهم المعسكرات والمنتجعات السياحية والمسارح ومراكز التدريب وصالات الألعاب بالمجان وتشجعهم على ارتياد المسابح وأحواض السباحة ودور العرض، ولا يطلبون من والي الخرطوم كل ذلك خاصة وأنه يعاني من إزالة آثار الفيضانات والسيول وحسناً فعل بإصلاح حال الحدائق والمتنزهات وعليه إصدار قرار بمجانية الدخول للحدائق وفتحها للترفيه عن المواطنين البسطاء وأسرهم، أما الأثرياء فهم لا يرتادونها بل ترفيهم خارج البلاد في المصايف والفنادق والبلاجات.