كثير من الوبائيات انتشرت في الآونة الأخيرة بالخرطوم وعدد من الولايات، بدءاً من التهابات الصدر، ومروراً بالتايفويد، وأخبار عن وباء الكوليرا. وبما أننا من الدول النامية، فطبيعي أن تنتشر الأوبئه والأمراض المتخلفة التي حاربها العالم منذ عقود، ولم يعد يسمع بها إلا لدينا. ولكن المصيبة تكمن في شُح الأدوية والعقاقير الطبية، إضافة للخدمات الصحية المنقذة للحياة. فقصة الشاب الذي يعمل بمصفاة الجيلي نشرتها إحدى الصحف كان دليلاً كافياً لدق ناقوس الخطر على الحياة، فزميله الذي يروي للصحيفة أنهم تجولوا بين (4) مستشفيات حكومية و(3) خاصة رفضت استقبال الحالة بحجة عدم توفر (غرف عزل) مما اضطر أهل المريض الذي هو بحالة حرجة ويحتاج لعناية طبية عاجلة وخاصة للعودة به للمنزل حيث أُسقط في يدهم. مما يعني أن كل من يتعرض للإصابة بوباء خطير عرضة للموت لا محال والأعمار بيد الله، وبالتأكيد سينتشر الوباء لأن الدولة لا تكترث كثيراً لمعالجة مثل هذه الأوضاع حتى بعد أن تقع الفأس في الرأس، فالمستشفيات لا تمتلك آليات للعلاج بالطرق الصحيحة، وقصة الشاب المصاب مثالاً، وحتى المستشفيات الخاصة التي تستنزف جيوب المواطنين بدفع مبالغ مهولة لا تملك أبسط المقومات وهي أجهزة الطوارئ، فكم من قضية نشرتها الصحف عن وفيات بسبب عدم توفر جهاز التنفس الاصطناعي، وأنا شاهد عيان على ذلك، فقد توفيت إحدى أعز صديقاتي في مستشفى خاص وكبير وشهير بالخرطوم لعدم توفر (أوكسجين) بعد أن أصيبت بضيق تنفس وهي في حالة إجهاض، كانت عروساً لم تكمل العامين. ندعو الله أن يلطف بنا، وأن يبعد عنا البلاء، والوباء. فحياتنا في خطر إن انتشرت الوبائيات، فلا وجيع لنا.