(1) حالة يرثي لها تعيشها مستشفيات العاصمة، شح كبير في الدواء، وندرة في أدوات الاسعافات، مما دفع بالأطباء لتقديم نداءات على مواقع الانترنت لتوفير بعض احتياجات الحوادث للمرضى، إحدى الطبيبات بمستشفى أم درمان التعليمي نشرت في صفحتها على فيس بوك نداءً وجد تفاعلا كبيراً من المتلقين، ولكنه أوضح لي حجم المأساة التي نعيشها، الطبيبة أكدت أن المستشفى يفتقر لسيارة اسعاف تخصه، وانهم يضطرون للاتصال بالاسعاف المركزي لنقل المرضى وتصل تكلفته إلى 100 جنيه، كما يفتقر قسم الحوادث ل(النقالات) التي ينقل عليها المرضى من خارج المستشفى والعدد البسيط الموجود تتشاركه بقيه الأقسام، أي انه ومن المتوقع ألا يجد مريض في حالة حرجة قدم إلى المستشفى (نقالة) تنقله إلى حيث يتلقى علاجه، مما يشير إلى انه على ذوي المرضى جلب (سراير) من المنزل لنقل مرضاهم. وبحسب نداء الطبيبة فإن أهم الأجهزة الحيوية في قسم الطوارئ بالمستشفى معطلة، جهاز شفط السوائل، المونتر، إضافة إلى أن المريض يدفع ثمن كل إجراءات التداوي من شراء الإبر الفارغة، مروراً بالشاش، وقيمة الفحوصات المعملية وصور الأشعة، وربما تصل قيمتها إلى ما يفوق الالف جنيه في الحالات البسيطة، اما الحالات الحرجة والكبيرة التي تحتاج لتدخل جراحي فما يكون من اهل المريض ألا (يختو الرحمن في قلبهم ويدقو شيرنق)، حالة مستشفياتنا يرثي لها، وحالتنا أكثر بؤساً ، لكي الله يا بلادي. (2) بعد تجاهل الأجهزة المختصة لمتأثري السيول والأمطار الأخيرة، ومطالبة ولاية الخرطوم من المواطنين ب(يعدو السنة دي خنق)، بعثت لي صديقة ناشطة برسالة على فيس بوك تخبرني بأن الجالية السودانية بالتعاون مع ناشطي مبادرة نداء الهمة باستراليا قررت إقامة حفلات جماهيرية يعود ريعها لصالح متضرري السيول والفيضانات، وستدشن الجالية حفلاتها التي سيشارك فيها عدد من الفنانين من بينهم الفنانة المحبوبة جداً هاجر كباشي بثلاث مدن أسترالية من بينها مدينة مالبرون والتي من المؤمل أن تسهم بتوفير قدر كبير من الأموال سيتم توظيفها لصالح المتضررين دعماً وإيواءً، وكتبت لي صديقتي جملة جعلتني أشعر بالفخر بأن السودانيين كما هم قالت:«إن ما نقوم به يمثل جزءاً من مسؤوليتهم تجاه أهلنا والوطن»، سيظل الوطن بخير طالما فيه من أمثال هؤلاء الشباب المثابرين، لم تغيرهم الغربة، ولم تتجمد مشاعرهم الوطنية رغم صقيع استراليا.