شكل انتشار الثعابين في مدينة طوكر بولاية البحر الأحمر، هاجساً كبيراً يؤرِّق المواطنين في ظل انعدام المصل المعالج بمستشفى المنطقة التي تعاني تردياً صحياً وتفتقر لعربة إسعاف لنقل الحالات الطارئة إلى بورتسودان حاضرة الولاية. وتعيش مستشفى مدينة طوكر التي تبعد عن مدينة بورتسودان 180 كلم جنوباً، أوضاعاً صحية سيئة وتفتقر لأبسط المقوِّمات، بجانب قلة في الكوادر الصحية والأمصال لعلاج السكري ولدغة الثعبان. ولأن مقرها تم تشييده في منطقة زراعية أصبحت قبلة لرياح "الهبباي" التي دفعت بدورها عدداً من الحشرات لتختار المستشفى مرتعاً لها ولم تسلم عنابر المرضى من طنين الذباب ولسعات البعوض. وشكا مواطنون في استطلاع للشروق معاناتهم في الحصول على العلاج لمرضاهم وصعوبة الوصول إلى مستشفى مجاور مع ضيق ذات اليد، مؤكدين أن ترحيل المريض يتطلب أموالاً كثيرة لا تتناسب والمستوى المعيشي بالمنطقة. مستشفى متهالك وأبدت مريم إبراهيم، مواطنة من طوكر، آمانيها في ترميم هذا المستشفى المتهالك وإدخال أجهزة حديثة ومتطوّرة لعلاج جميع الأمراض، وذكرت أن ابنتها مريضة لأكثر من أسبوعين ولم تشف بعد لأنها تناولت دواءً عن طريق الخطأ ولكنها لا تملك خياراً سوى العودة لهذا المستشفى. وانتقد عامر آدم، مواطن آخر، من مدينة طوكر عدم امتلاك المستشفى لعربة إسعاف، مؤكداً أن مواطني المنطقة خاصة الأطفال يعانون من خطر الثعابين التي توجد بكثافة في الموسم الزراعي، مضيفاً: "عندما يصاب الطفل بلدغة ثعبان لا نجد المصل المعالج في المستشفى ولا نجد أيضاً عربة إسعاف لنقله إلى المدينة". ولكن إدارة المستشفى نفت هذا الاتهام، مؤكدة أن المستشفى مستقرة جداً وتمتلك أقساماً متخصصة، نافية وجود نقص في الكوادر الصحية. وقال مجذوب سيدي عامل في المستشفى "منذ عام 1997 تعاقب على المستشفى عدد من الأطباء، وهم تديرون العمل بصورة جيدة وأن الأمصال متوفرة ولا يوجد أي نقص. وقال آركا آدم، طبيب مناوب بمستشفى طوكر، إن هنالك جداول خاصة بالأطباء، ويتم التناوب بموجبه، مؤكداً أن المستشفى يعمل خلال 24 ساعة، ولم يترك يوماً من الأيام دون طبيب، مؤكداً توفر العلاجات كافة، ويبذل الأطباء فيها جهداً كبيراً لإقناع المرضى.