جملة معطيات تجعل المتابع لسير جولات التفاوض بين وفد الحكومة ووفد قطاع الشمال بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا وبرعاية افريقية يري ان الجولة السابعة التي بدأت اول امس ليست بافضل من سابقاتها التي فشلت جميعها بعد اتهامات متبادلة بين طرفي التفاوض من جانب وتعنت قطاع الشمال من الجانب الاخر كل ذلك في ظل ضعف او انحياز الوسيط الافريقي لقطاع الشمال او الاثنين معا.. اول المعطيات التي ظهرت للجميع منذ بداية الجلسة الاولي التي للاسف طلب قطاع الشمال تأجيلها لاربع مرات متتالية مما عده المراقبون عنصرا من مهددات الجولة نفسها ولكن ربما ليس هذا هو المهم بقدر أهمية ودلالات تكوين الوفد الذي يمثل قطاع الشمال هذه المرة حيث جلس علي الطاولة الرئيسية في جانب وفد القطاع كل من مني اركو مناوي والتوم هجو واحمد تقد لسان وجميعهم يمثلون حركات دارفور المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية والتي من المفترض ان يجري معها حوارا منفصلا في الثاني والعشرين من هذا الشهر بناءا علي مذكرة المبادئ التي وقعتها لجنة 7+7 مع الجبهة الثورية برعاية ثابومبيكي فوجود هؤلاء القادة العسكريين بحركات دارفور يشير الى عزم القطاع رفع سقف مطالبة بتضمين قضية دارفور في جدول اعمال المفاوضات الامر الذي يخالف برتكول المنطقتين من جهة وقرار مجلس الامن (2046) من الجهة الثانية.. ثالث هذه المعطيات هو ذلك البيان الذي اصدره قطاع الشمال وفيه اشار الى انهم لن يوقعوا اتفاقا مع الحكومة الا اذا كان هناك اتفاقا لحل قضية دارفور وفق ما تراه الجبهة الثورية.. ورابع المعطيات التي تهدد الجولة الحالية هو التأثير الواضح لقوى غربية اوربية وامريكية علي وفد قطاع الشمال بالا يتم التوقيع قبل ان يتم حسم موضوع الجبهة الثورية.. ولعل هذه الضغوط التي مارستها الجبهة الثورية علي قطاع الشمال بان يتراجع عما اتفق عليه مع الحكومة كانت بهدف تقوية الجبهة الثورية في موقفها تجاه ما تطرحه الحكومة، ان كان قطاع الشمال قد وافق مبدئيا علي المقترحات التي طرحتها الوساطة وأجريت عليها بعض التعديلات من طرفي التفاوض فان تراجع القطاع في اللحظات الاخيرة مرده الضغوط الاتية من الخارج ومع وجود عدد من الغربيين والجبهة الثورية وبعض قيادات القوى السياسية المعارضة بالداخل بوصفهم مستشارين لقطاع الشمال الا دليلا علي خروج القطاع عن نطاق التفويض لمناقشة كل قضايا السودان في محاولة لانتاج نيفاشا جديدة، بعد أن وضعت الحركة الشعبية ما يسمي بقطاع الشمال علي الهامش.. فالاخير يريد ان يتقوى بالجبهة الثورية في ظل رفض قيادات متنفذة من ولاية جنوب كردفان لتمثيلها في المفاوضات واتهامهم للقطاع بانه غير معني بانسان ا لولاية الذي يعاني الامرين في ظل استمرار الحرب.. لذلك ينبغي علي الالية الافريقية ان تحدد موقفها بوضوح من تجاوزات قطاع الشمال للتفويض الذي بموجبه يجلس علي طاولة التفاوض.. وما كان للوساطة الافريقية ان تقبل تمثيل الوفد بهذا الشكل الذي ظهر به وهي تعلم ان حوارا منفردا ستشرف عليه بين لجنة 7+7 والجبهة الثورية في الثاني والعشرين من هذا الشهر.. ان كانت الوساطة لم تستطع ان تقرب وجهات النظر بين طرفي التفاوض منذ تاريخ رفع الجولة السادسة في ابريل الماضي والخلافات التي تجددت الآن بسبب التباين في المواقف لا اعتقد انها مؤهلة الآن لانقاذ هذه الجولة بعد رفع قطاع الشمال سقف طموحاته لاعلي مما كان عليه في السابق.