يبدو أن الدكتور مأمون حميدة وزير الصحة الولائي وصاحب مستشفى الزيتونة ومستشفى يستبشرون وجامعة أكاديمية العلوم الطبية، سيعجل بقيام «الربيع الطبي» في السودان جراء سياساته «المصلحية»، والتي ظل يتبعها في أغلبية قراراته. الآن الدكتور مأمون أصدر قراراً جديداً باستحداث وظيفة جديدة في المستشفيات الخاصة، تكون ملزمة وبقرار من وزارة الصحة الولائية لهذه المستشفيات. وهي وظيفة صيدلي سريري«Clinical Pharmachology» يكون موظفاً مفرغاً وليس متعاوناً.. وهناك قرار أيضاً أصبح ملزماً للأطباء الذين يعملون في المراكز الصحية والمستشفيات الريفية بحصولهم على دبلوم في طب الأسرة «Family Medicine». وإلى هنا فالقرارات تبدو وكأنها عادية ولكنها لاتخلو من بعض التساؤلات والتي نتمنى أن نجد الإجابة عليها من الدكتور مأمون حميدة بطريقة غير تلك التي اتبعها في البرنامج التلفزيوني الذي قدمه الأستاذ الطاهر حسن التوم تحت عنوان «حتى تكتمل الصورة» .. والذي تحدث فيه مأمون حميدة عن قضايا الصحة بعنجهية وغرور واستهتار.. إن هذه التساؤلات تتمثل في الآتي:- أولاً: أين يتم الحصول على دبلومات هذه الوظائف «الصيدلة السريرية وطب الأسرة» داخل السودان.. وما علاقة أكاديمية العلوم الطبية بهذه الدبلومات من حيث أنها - هل يتم تدريسها بهذه الجامعة.؟. ثانياً: حسب المعلومات المتوفرة فإن دبلوم الصيدلة السريرية كان سعره 12 مليون جنيه بالقديم، حيث ارتفع الآن إلى 15 مليون جنيه بجامعة مأمون حميدة. ثالثاً: إذا كان عدد الصيادلة الذين سوف يتقدمون للحصول على هذا الدبلوم حوالى الألف صيدلي، فسيصبح جملة المبلغ الذي سوف يدفع إلى جامعة العلوم الطبية حوالى 15 مليار جنيه سوداني (جنيه ينطح جنيه) .. وأن عدد الأطباء الذين يريدون الحصول على دبلوم طب الأسرة حوالى الألف بسعر رمزي نفترض أنه 8 ملايين جنيه للطبيب الواحد ليصبح المبلغ 8 مليارات جنيه (جنيه ينطح جنيه) . أيضا ليصبح المبلغ 23 مليار جنيه جراء قرارات من وزارة الصحة الاتحادية. رابعاً : قرار«الصيدلي السريري» حصرياً للمستشفيات الخاصة وتم استثناء المستشفيات الحكومية منه.. وهنا نسأل د. مأمون حميدة عن الذين يتعالجون في المستشفيات الحكومية فأيضاً هم بشر مثلك ومثلنا يستحقون العناية أكثر بحكم فقرهم وحاجتهم الماسة للعلاج ولا يحق علينا معاملتهم وكأنهم «بهائم». خامساً: الدكتور مأمون حميدة بما أنك مستثمر في المجال الطبي وتملك مستشفى الزيتونة بقلب الخرطوم ومستشفى يستبشرون «بالرياض» وفي نفس الوقت أنت وزير الصحة الولائي ، هل كان لديك موظفون تحت مسمى«صيدلي سريري» بهذه المستشفيات قبل وصولك إلى كرسي الوزارة الوثير والمثير للجدل؟. سادساً: الدكتور مأمون حميدة بما أنك تملك جامعة أكاديمية العلوم الطبية نريد معرفة عدد الطلبة الذين تخرجوا من هذه الجامعة في كلية الصيدلة وكلية الطب خلال الخمسة أعوام السابقة. وقطعاً أغلب هؤلاء الخريجين من أبناء المغتربين وأبناء الذوات والرأس مالية والذين بإمكانهم دفع رسوم دبلومات الصيدلة السريرية وطب الأسرة، ماذا عن الذين درسوا في الجامعات الأخرى أولاد الغبش والمساكين الذين أتوا من الجزيرة وكردفان ودارفور والشمالية والشرق والغرب.؟!. سابعاً: علمنا أن الدكتور مأمون حميدة تنازل عن مرتبه لصالح «دار أطفال المايقوما».. وهذا عمل خير سوف يحسب له في ميزان حسناته،ولكننا نطالبه أن يساعد الشعب السوداني ويسدي له خدمة لن ننساها له وهي إعطاء الأطباء والصيادلة دبلومات مجاناً في الصيدلة السريرية وطب الأسرة بجامعة العلوم الطبية الخاصة به، وهذه أيضاً سوف تحسب في ميزان «الحسنات الكبيرة». ثامناً: مازلنا في انتظار عقد إيجار مستشفى الزيتونة الذي شيد في«بناية وقف» الحاجة سكينة عبدالمنعم .. وهذه المرة الثالثة التي نطالب فيها وزير الصحة بالكشف عن هذا العقد «العجيب».وذلك لأن الوزير أصبح شخصية عامة من «حق الناس» معرفة تفاصيل استثماراته. وبهذه المناسبة هل قدمت إبراء الذمة بعد أدائك القسم وزير صحة ولائياً؟.