[email protected] وكما إنهار نظام الفصل العنصري في كل من جنوب افربقيا و روديسيا فوصلت الأغلبية الأفريقية السوداء في كلا البلدين بعد كفاح دام مئات السنين إلى السلطة.. فستصل الأغلبية الفلسطينية إلى سدة الحكم طال الزمن أو قصر.. وسيكون على الصهاينة في فلسطين الرضاء.. بأن يحكم رئيس عربي من فلسطين وأن يكون للفلسطينيين نفس الحقوق التي ظل يتمتع بها الصهيوني طوال السنوات الماضية.. إن حتمية الصراع العربي الإسرائيلي سيكون في صالح العرب أصحاب الأرض الأصليين.. الذين طردوهم اليهود من وطنهم وإستعمروه في أبشع صور الإستعمار الإستيطاني.. فقد ظل الصهاينة قرابة الستة عقود يسعون إلى محو الوجود العربي من فلسطين وإنكار حقوقهم وتغيير جغرافية المكان وتغيير التركيبة السكانية للمدن العربية وتهوير القدس وفرض الأسماء العبرية على البلدان و المدن العربية.. وكل ذلك لن يجدي الصهيونية نفعاً فالحضارة العربية الإسلامية هي الأقوى و هي الأجدر بالبقاء .. وهي التي تسود. أن اليهود في نهاية الأمر هم شعب عنصري منطوي على نفسه لا ينفتح على الآخرين وتلك هي صفات الشعوب المنقرضة والديانة اليهودية - رغم إيماننا برسالة موسى عليه السلام- هي ديانة تاريخية و ستشرق أنوار الإسلام لتعم أرجاء الكون كله.. إن بدايات نهايات إسرائيل هي ثورات الشعوب العربية فيما بات يعرف بالربيع العربي التي أزاحت الحكام العرب عملاء الولاياتالمتحدة والصهيونية.. فقد تغيرت نظم الحكم في تونس - مصر - ليبيا - وستجد إسرائيل نفسها بعد الإطاحة بنظام الأسد في سوريا و الثورات المرتقبة فيما يعرف بدول الطوق العربي ستجد أنها معزولة تماماً بحكومات و شعوب تناصبها العداء.. إن نهاية دويلة إسرائيل المزعومة ستكون في القريب العاجل و ذلك بهزيمتها عسكرياً و هو أمر وارد بتغيير موازين القوى العسكرية فقد دخلت الصواريخ إلى ميدان الحرب و هي ستطال إسرائيل في أي مكان وتلحق بها خسائر بشرية لن تقوى عليها.. وإذا دخل الجنود الأمريكان ميادين القتال فسيتم إصطيادهم كما حدث في الطرق و أفغانستان و ستضطر الولاياتالمتحدة تحت خسائرها البشرية إلى الإنسحاب فهي لن تخسر أبناءها في ميادين القتال بسبب عيون الصهيونية لقد دخلت حماس وحزب الله وعربياً إيران الحرب مع إسرائيل وتلك قوى لا يمكن الإستهانة بها.. إسرائيل دولة تضم إخلاطاً من شعوب شتى جاءت من أوطانها بحثاً عن اللجنة التي تروج لها الصهيونية في اسرائيل.. ولم يكن الدين في يوم من الأيام عاملاً حاسماً بقيام الدول فقد انفصلت باكستانالشرقية «بنغلاديش» عن الدولة الأم «باكستان» رغم اشتراكهما في دين الإسلام وانفصل التشكك عن السلوفاك وتمزقت جمهورية يوغسلافيا الإتحادية إلى عدة دول رغم الدين المشترك والأمثلة كثيرة.. تستمر اسرائيل قوتها من ضعف الحكام العرب الذين لا يعبرون على إرادة وتطلعات شعوبهم.. كما أن مأساة الفلسطينيين تكمن في بعض اخوانهم الذين يبيعون دماء الشعب الفلسطيني رخيصة من أجل حفنة دولارات إذ يرصدون لهم تحركات قادة حماس والجهاد الإسلامي فيتبادر إسرائيل بضربهم بطائرتها العسكرية من الجو.. إن بذرة الشعب الفلسطيني داخل ما تسميه اسرائيل بعرب اسرائيل ستكبر وتنمو ولا يمكن للصهاينة محو اللغة العربية او الدين الإسلامي من تلك البذرة الصالحة وأتوقع في خلال قرن من الزمان أن يعيد هؤلاء العرب داخل اسرائيل قوة ديمغرافية هائلة سيشكلون أغلبية السكان وعلى اليهود حينذاك أن يقبلوا بأن يحكم رئيس عربي فلسطيني.. وكما حكمت الأغلبية فستحكم الأغلبية العربية المضطهدة اسرائيل التي سيرجع اسمها مرة أخرى إلى فلسطين..