كانت نهاية الصالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس احتفالاً وطنياً بمناسبة «عرس هجليج»، شاركت فيه كل القوى السياسية ، حيث صدح الفنان الطاهر الخير بأغاني الفنان الكبير إبراهيم الكاشف متغنياً بأغنية «أقيف قدام وأقول للدنيا أنا سوداني» ثم أعقبها بأغنية سيد خليفة «يا وطني يا بلد أحبابي» وآغنية حسن خليفة العطبراوي «أنا سوداني أنا». وقد بدأ الصالون بحديث سياسي مؤثر وشفاف ، فقد أجمعت المعارضة والحكومة بأن التلاحم الذي أعقب تحرير هجليج من قبضة الجيش الشعبي كان بمثابة الوحدة الوطنية التي طالب بها الجميع، للاستفادة منها في تحقيق مصالح وطنية شاملة وسلام، وقالت مريم الصادق إن على الحكومة أن تسعى إلى تحقيق السلام الشامل بتوقيع اتفاقيات جديدة بين حكومة الشمال ودولة الجنوب، وإعادة النظر في القضايا الداخلية بالنيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، وأشارت مريم الصادق - في حديثها بصالون الراحل سيدأحمد خليفة، خلال منتداه الأسبوعي الدوري أمس - إلى أن الحركة الشعبية قد أخطات باحتلالها ودخولها إلى منطقة هجليج. وأوضحت - في الوقت نفسه - بأن اعتداء الحركة على هجليج قد أحدث استنكاراً إقليمياً ودولياً، وأضافت:(يجب أن تكون دولة الجنوب قد وعت الدرس، وأن عدوانها كان ضد الشعب وكرامته)، وشددت مريم المهدي على ضرورة استمرار العلاقة بين الشمال والجنوب، وتبادل المصالح والمنافع بينهما، غير أنها قالت:(إن الاعتداء على هجليج ربما سمم هذه العلاقة، ولكن لا بد من التفاوض والحوار وحلحلة جميع القضايا العالقة، بسبب أن الوضع لا يحتمل. ، وأن علاقة الشمال والجنوب مهمة، ولا بد أن ننظر إلى القضية من منظور السلام)، وأوضحت أن لا موالاة للحركات المسلحة التي تحمل السلاح، غير أنها قالت:(نحن قبل بداية الانتخابات الماضية أسررنا بأن الظروف غير مواتية، فكانت النتيجة هي انفجار الوضع بكردفان والنيل الأزرق)، مشددة على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق حول سقوط هجليج. ومن جانبه قطع الدكتور ربيع عبدالعاطي - القيادي بالمؤتمر الوطني - بأن الحكومة لم تستهدف الحزب بعد تحقيق السلام، وأن الحركة - طوال عشرين عاماً - لم تستطع الدخول أو احتلال مدينة كانت في قبضة الحكومة، وقال:(إننا خضنا معارك قبل السلام وبعد السلام، ولازالت المعارك مستمرة في دوائر إقليمية وقضائية ودولية)، وهاجم عبدالعاطي دولة الجنوب، وقال إن الحركة الشعبية لم تنفذ من البرتكولات والاتفاقيات سوي 30% فقط، وإن موقفها الأخير واعتداءها على هجليج سيجعلنا نغيّر من الاستراتيجية القديمة التي كنا نتعامل بها معها، وأضاف:(نحن في السلطة لا نحسب النصر للمؤتمر الوطني، ولكن المسؤولية هي مسؤليته، وإذا حملنا الوطني سقوط هجليج، فإن تحريرها يحسب له). إلى ذلك طالب المشاركون في المنتدى بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، ونبذ الفرق والتشرزم، من أجل مواجهة الخطر القادم، والذي وصفوه بالمؤامرات الصهيوأمريكية، واستهدافها للبلاد.