في أولى زيارات وانتقال صالون الراحل سيد أحمد خليفة للولايات.. ولآن أهلنا في دارفور يمثلون التاريخ، وقد أراد لهم القدر أن يعيشوا محنة الحرب اللعينة والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد. وفي خطوة تهدف إلى تعزيز السلام ، والاستماع إلى آمال وآلام أهل دارفور.. قام وفد كبير من الصالون، ضم صحفيين وقنوات فضائية ومفكرين وفنانين ومسرحيين .. حيث وجدت الزيارة قبولاً واسعاً من المواطنين والسلطات التنفيذية والتشريعية بالولاية. لقد انتقل صالون الراحل سيدأحمد خليفة إلى الفاشر «حاضرة شمال دارفور»، حيث وضع الصالون كل هموم ومشاكل إنسان الولاية - من مياه شرب وكهرباء وغيرها من الخدمات الضرورية - أمام الوالي السيد عثمان محمد يوسف كبر، هذا فضلاً عن الزيارات الميدانية التي قام بها الصالون في بعض الملامح التاريخية والأثرية، بجانب الزيارة التاريخية لمعسكر أبوشوك بالمنطقة، حيث وقف الجميع على مآلات الوضع الأمني والإنساني والصحي للأهالي داخل المعسكر. وقد داعب الصحفيون المسؤولين بالقول: «تجولنا بحرية في الولاية ، ولم نعرف أين يتواجد المتمردون». وكشف كبر - الذي أطلق نداءً لجميع حملة السلاح عبر المنتدى الدوري لصالون الراحل سيدأحمد خليفة، بالعودة والانضمام إلى ركب السلام - عن تحركات ميدانية واسعة، ظلت تقوم بها الفصائل المتمردة، لإحداث بلبلة بالولاية، غير أنه أكد رصد حكومته لتلك الحركات، التي بدأت تقوم بها الجبهة الثورية نحو الشمال، وذهب كبر إلى أبعد من ذلك، عندما أشار إلى أن الحركات تستهدف حقل بليلة وزرقة، وإقامة معسكرات هناك. واستدرك بالقول إن هذه التحركات الهدف منها كسر الطوق والحصار الأمني على المناطق الحدودية مع دولة الجنوب، ومن ثم بدء مناوشات لاختطاف البضائع والوقود، وزاد أن الحركات - بعد طردها من ليبيا وتشاد - أصبحت تعاني من الإمداد، خاصة الوقود، مؤكداً رصده لتلك التحركات، وقطع بأن الحركات مصيرها التآكل بسبب غياب الدعم، لافتاً إلى وجود جماعات مسلحة على طريق الفاشر - نيالا، تعمل على قطع الطرق وأخذ البضائع .. وفيما يتعلق بسوق المواسير، أكد كبر وقوف الراحل الأستاذ سيدأحمد مع الحق في قضيته حيال سوق المواسير. التي وصفها بمحاولة اغتيال شخصية، وأشار إلى أن قضية سوق المواسير قد اقتربت الجهات المسؤولة من إغلاق ملفها بعد حسم العديد منها. وفي رده على سؤال متعلق بشبه فساد مالي وترهل إداري بالولاية، قلل كبر من حجم الاعتداء على المال العام، وقال:(إن وجدت فإنها قليلة)، وأوضح أن تمدد الأجهزة التشريعية بولايته اقتضتها اتفاقية سلام الدوحة، مبيناً أن ولايات دارفور ينبغي أن تكون استثناء وذات خصوصية، بسبب أنها تعاني من الحرب والتمرد، نافياً - في الوقت ذاته - وجود تقاطعات بين حكومته والسلطة الإقليمية، كما تطرق كبر إلى مشكلة الوقود، التي قال إنها انعكست سلباً على خدمة إمداد الكهرباء، الذي قال إن مسؤوليته فيها إشرافية، وإن الحكومة الاتحادية هي المسؤولة عن الإمداد، مبيناً أن العمل في طريق الإنقاذ الغربي لا يزال يسير بالصورة المثلى، رغم ما اعترضته من عقبات بعد الانفصال وخروج النفط. وقطع كبر - في ختام حديثه - بأن الوضع الأمني بالولاية مستقر تماماً، وأن حكومته قد وضعت التحوطات اللازمة لمواجهة أية تحركات تستهدف زعزعة واستقرار المنطقة، مقللا من الشائعات التي تتحدث عن إمكانية دخول أركو مناوي إلى حاضرة الولاية، وقال إن أقدم مناوي على ذلك التصرف فإنه يسعى إلى الانتحار. هذا وقد اعتبرت أحزاب المعارضة بالفاشر استمرار التمرد بالممعوق الحقيقي للتنمية، وطالبت بضرورة توحيد الصفوف ونبذ الحزبية والعمل على إعادة دارفور سيرتها الأولى، كما راهن دكتور إبراهيم موسي مادبو - الناطق الرسمي باسم السلطة الاقليمية - على وثيقة الدوحة لتحقيق السلام والتنمية بالمنطقة، مستعرضاً بنود الوثيقة التي وصفها بالشاملة، والتي لبت أشواق أهل دارفور. الجدير بالذكر أن الصالون كان برعاية الأستاذ كبر، وبمشاركة فاعلة من الخطوط الجوية السودانية، التي قدم أمينها العام، الأستاذ عبدالحميد - ممثل الشركة، في لقاء تنويري - فذلكة تاريخية عن سودانير، هذا فضلاً عن تكريم الشركة للصالون في لفتة وجدت الإشادة. والتفاصيل بالصالون