قبل أسبوع كان عنوان صالون الراحل سيد أحمد خليفة بعنوان «ماذا بعد تحرير هجليج»، بالأمس تحققت نبوءة الصالون وتحررت هجليج، ليتكرر عنوان الصالون دون أن يفقد صلاحيته، إلا أننا يمكن أن نقول انه لم يأت بجديد أو لم يحصل على الإجابة التي يتوقعها. جاء إلى الصالون القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي والقيادي بحزب الأمة الدكتورة مريم الصادق والقيادي بحزب البعث محمد وداعة. الانطباع الذي خرج به المشاركون أن ما بعد هجليج قد يشبه كثيراً ما قبلها د. مريم تناشد البشير.. لا للحشرة انتقت القيادية بحزب الأمة ومساعد رئيس الحزب د. مريم الصادق المهدي عباراتها بعناية شديدة وهي توجه نداءً إلى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لتغيير الخطاب واللغة التي تسيدت الخطاب السياسي مؤخراً في وصف دولة الجنوب وقادتها. وطالبت رئيس الجمهورية أن يقود حملة توقيف الشتائم بنفسه. ويجدر أن نشير إلى أن الرئيس وفي فورة غضب هجليج استخدم أوصافاً حادة في رسائله للحركة الشعبية وخاصة عندما وصفها بالحشرة الشعبية. وأضافت مريم أن آخر ما نحتاج إليه في الوقت الراهن هو لغة «الشتائم» التي ظهرت خلال الأيام الماضية مثل الحشرة وما شابه والتي ستؤدي لأن يلتف شعب دولة جنوب السودان خلف قيادته كما حدث هنا في السودان بعد احتلال الجنوب لهجليج ، مشيرة إلى ان التعامل بروح العسكرية والتعبئة يعمل على مزيد من التغابن في أوساط الحركات المسلحة. وأبدت مريم استغرابها لاختيار حكومة الجنوب هذا التوقيت للاعتداء على السودان واحتلال هجليج. وقطعت بأن احتلال أرض سودانية وإعلانها أرضاً جنوبية ليس إساءة للمؤتمر الوطني، وإنما إساءة للشعب السوداني. وقالت إن الحكومة يجب ان تعي الدرس الذي قدمه الشعب السوداني أمس الأول باحتفائه التلقائي مع القوات المسلحة بأنه يساند كل السياسات التي تهم الوطن وانه قادر على التمييز بين السياسات التي تساند الوطن وبين التي تساند حزباً معيناً. واعتبرت ان تناسي مسألة الإصلاح الشامل للأوضاع بالبلاد والحديث عن الأمور على ما يرام أمر خطير. وزادت ان السياسات الخاطئة هي التي أودت بالسودان إلى ما فيه الآن. مشيرة إلى ضرورة تغيير شامل في السياسات والهياكل، وان يكون السودان دولة لجميع السودانيين الذين قالت إنهم يحتاجون لسلام شامل يأتي بتوقيع اتفاقية جديدة تحتاج لإرادة سياسية ومشاركة من كافة القوى السياسية. من جانبه أقر القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي بعلمهم في داخل أروقة الحزب بعد توقيعهم لاتفاق السلام الشامل أن جبال النوبة ستكون هي حرب الجنوب الثانية، وقال لكننا لم نعمل على وقف اتفاقية السلام وطبقناها بالكامل ولم نكن «مخادعين» وأضاف ان النصر الذي تحقق في هجليج لم يكن نصرا للمؤتمر الوطني لوحده، وأضاف على الحكومة والمعارضة العمل على كيفية اتخاذ التدابير والخطوات للوصول لقيم المواطن السوداني، واعتبر ان محاولة خلق «كويمات» لا يؤدي للاستفادة من القيم السودانية. حكومة بلا استراتيجيات نائب الأمين العام لهيئة علماء السودان حيدر التوم أحدث نقلة كبيرة في الحديث الذي لم يخرج حتى ذلك الوقت من المجاملات باستثناء حديث محمد وداعة. واتهم حيدر الحكومة بأنها تدير شؤون الدولة بلا استراتيجيات واضحة ومفهومة وعلمية وبالذات في تعاملها مع حكومة الجنوب، وأنها تعمل بنظرية «رزق اليوم باليوم». وأشار إلى أنها لا تأبه لآراء العلماء والمفكرين وفقط تعتمد على السياسيين، وأضاف «فقط يجيدون الحديث عن استراتيجية غربية واستهداف غربي على السودان» وقال خلال مشاركتة بصالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس والذي خصص للحديث عن «ماذا بعد هجليج» إن ما تم من قبل حكومة الجنوب باحتلال هجليج لم يكن قراراً عاديا وإنما قرار استراتيجي مدروس من حكومة الجنوب، معتبرا أن ذلك ينم عن فكر عالٍ لدولة الجنوب على عكس ما يتم في السودان، وتابع «مافي دولة بتوقف بترولها بيدها إن لم تكن لديها استراتيجيات بالمخرج وسد الفجوة التي سيخلفها»، مطالباً المؤتمر الوطني بضرورة دراسة مثل هذه الخطوات دراسة عميقة داخل أروقة الحزب. واعتبر حضور الصالون أن ما قاله حيدر قد يؤسس لما بعد وخاصة في ما يتعلق بالاستراتجيات. (الوطني ) وحزب البعث تحول صالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس إلى مشادات كلامية بين القياديين في المؤتمر الوطني د. كرار التهامي وربيع عبد العاطي، والقيادي بحزب البعث السوداني محمد وداعة كادت أن تتحول إلى تلاسن بين الطرفين.. فبعد أن هاجم وداعة سياسات المؤتمر الوطني التي قال إنها تسببت في الحروب الدائرة بالبلاد، وقال إن على الحكومة والمؤتمر الوطني عدم تجيير مواقف الشعب السوداني أمس الأول وفرحه بانتصارات القوات المسلحة لصالحها. وقال إن الذين خرجوا أمس الأول ليسوا من مؤيدي الحكومة، وعليها فهم ذلك. وأضاف أن القرارات التي تؤخذ من قبل الجهات العليا بالدولة والحزب لا يتم فيها استشارة مراكز البحث والمختصين وهو ما تسبب في كل أزمات البلاد، لينبري اليه القيادي بالوطني ربيع عبد العاطي مهاجما ومدافعا عن مواقف حزبه، وتابع «نحن حزب حاكم لا نستشير حزب البعث وحزب الأمة ولدينا جهات نستشيرها ومراكز بحث نعود إليها» فيما واصل القيادي الآخر بالوطني كرار التهامي الهجوم على حزب البعث وممثله في الصالون محمد وداعة، وقال إنه حزب الرجل الواحد. ومضى إلى أبعد من ذلك وقال إن وجوده بالسودان غير قانوني في إشارة إلى أن قيادة حزب البعث وتكويناته تعود إلى دولة العراق وسوريا. وزاد التهامي موجها حديثه لحزب الأمة وممثلته مريم الصادق بضرورة الخروج عن قوى المعارضة إن كانت تضم أحزابا مثل البعث والتي وصفها بأنها أحزاب ما عندها معنى.