أستاذ عادل سيد أحمد، الأستاذ ابن الأستاذ، بل الحبيب ابن الحبيب، أحييك وأُشهد الله أنني ما علمت منكم وعنكم إلا خيراً ، أشهد لكم بالحق أنكم «ود بلد» أصيل، ووطني مخلص ، مُعفّر بتراب الوطن الغالي ، مُحلّى بل ممزوج بصدق أهلنا وبساطتهم ، تشخِّص بمهنية، وتنتقد بشفافية، وتعود إلى الحق متى استبان لك، وتلك لعمرى من سجايا الكبار، الذين تختلف وتتفق معهم دون أن يهتز احترامك لهم . الأخ عادل ، اطلعت بتاريخ 19 أبريل الجاري على وجهة نظركم بخصوص ما ترونه من عدوانية الدكتور نافع علي نافع وتعصبه الممقوت واستخدامه لأسلوب متحجر!، وتجدني أختلف معكم تماماً في ما انتهيتم إليه من أحكام، في تقديري قاسية، بل موغلة في العاطفية، وغير مؤسسة على شواهد موضوعية . أخي عادل ، أراكم انتقيتم عبارة منسوبة إلى دكتور نافع، يقول فيها بحسب نقلكم:(هذا وقت الشينة .. وإن كل مرجف، وكل ملحد في القول، لا بد أن يواجه)، وتجدني أتساءل: ما هو وجه العدوانية والتعصب والتحجر في هذا النص؟ لقد سمعنا وقرأنا في بعض الفضائيات والمواقع الإلكترونية والوسائط الإعلامية الكثير من راجف القول وملحنه وخبيثه وخائنه وقبيحه، سمعنا وقرأنا عمن يدافع عن العدو ومن يبرر له ومن يمد لسانه «هازئاً شامتاً»، بسبب خسران معركة في حرب ممتدة!، تابعنا من يمسك العصا من نصفها في مقام الاعتداء الغاشم على كرامة الوطن وأرضه وثرواته!. رأينا من يخذل ويمشي في الناس بالخبث والخزلان، ماذا تريدون من د.نافع أن يقول وهو يشهد عدوان «الحشرة الشعبية لتدمير السودان» كما وصفها السيد الرئيس؟ د.نافع استبشر بنفرة أهل السودان وتدافعهم وترفعهم عن صغائر الأمور وسفاسفها نصرة للوطن وكسراً للمعتدين ومن يعاونهم من المرتزقة والمارقين .. وأحسب أن د.نافع قد عبر بصراحة وصدق عن مزيج الدماء والمشاعر التي تغلي وتمور في دواخل الشرفاء والبسطاء والصادقين من أبناء بلادي، د.نافع فصّل قميصاً يشابه «قميص عامر»، ومن يناسبه يلبسه، وأحسب أنه من أوجب واجبات الحكومة مواجهة المرجفين ومواجهة من يلحن في القول ويمشي بالفتنة ويطعن قواتنا الباسلة في ظهرها . الذي لا يعرف د.نافع جيداً، قد يتوهم أنه حقاً «متحجر ومتعصب وعدواني»، والحقيقة - بحسب تقديري ومعرفتي الجيدة بالرجل المفخرة - أنه رجل متقد الإيمان، صادق الانتماء، محب لوطنه، يملك السلطة ولا تملكه، لا يجعل للدنيا سبيلاً إلى قلبه فتملكه وتستعبده، يؤمن يقيناً أنه على درب الزبير وإبراهيم ومحمود شريف وعوض عمر ومختار محمدين ويوسف سيد وحسان الأقرع وخالد عبد الله إسماعيل، وأن الدنيا لو كانت تسوى عند الله شيئاً ما سقى منها متمرد أو خائن أو منافق شربة ماء. د.نافع - أخي عادل - نحسبه رجلاً متصالحاً مع نفسه، والتصالح مع النفس يعمِّق الطمأنينة النفسية، ويختصر المسافة بين الجوهر والمظهر لدرجة التطابق، ويدفع بالرجل للاستمساك دائماً بقيمة «من أرضى الله بسخط الناس رضي عنه الله وأرضى عنه الناس»، قد يكون د.نافع شفافاً ومباشراً وصريحاً أكثر مما يحب بعضنا ويرجو، وذلك قد يثير بعض الرومانسيين، ويقلق بعض المشفقين، لكنه في المقابل يحرق أكباد المرجفين والمندسين والمشائين بالخذلان والنميم، ويشف صدور قوم مؤمنين . أخيراً أكرر التحية - أخي عادل - واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، و«هاردلكم» خسارتكم أمامنا بهدف بشة في الخرطوم، وبهدف دروغبا في لندن، ولعل التعصب هنا وهناك حال بينكم وبين تهنئتنا ، لعن الله التعصب!.