يرتب الإنسان لحياته لفترة طويلة، وخلالها يكون ما بين الجد و الهزل، و يبحث في كل خطوة عما يريد، فأحياناً يصيبه الخوف من الغيب الذي لا يدري ماذا يخبئ له، ثم يحس بالتردد وعدم الثقة في النفس، و تطول خطواته، و تتسع المساحة ما بين الخطوة والأخرى، ولكن مهما صعبت خطوات الإنسان خلال حياته، فهل الخطوة الأخيرة هي الأصعب؟ وهل يشعر الإنسان بالخوف حقاً وهو يخطو نحو الخطوة الأخيرة؟ أم هو مجرد حذر، فهي المرحلة التي تحسم كل ما فعله الإنسان في حياته، لذا تولد بداخله الخوف والحذر. إذا كان الطريق الذي يمضي فيه الإنسان صعباً، وكل خطواته كانت قاسية، يخاف الإنسان من تلك الخطوة الأخيرة التي تحسم كل حياته، وتحدد مستقبله، فنجد بعض البشر يتخذون قرارات مهمة ومصيرية في حياتهم، ولكن يتراجع عنها بسرعة، حتى قبل أن ينفذها، وكل ذلك بسبب الخوف والتردد الذي يجعل الإنسان يخاف من الخطوة الأخيرة، التي تبنى عليها كل حساباته، وقد تدمر حياته إذا كان بها بعض الأخطاء، ونجد الكثيرين يخطئون في خطواتهم الأخيرة التي جاءت بتسرع، فدفعوا ثمنها غالياً، والخطوة الأخيرة هي فعلاً تولد الخوف والحذر، وتصيب الإنسان بالتردد، فهو يحس بأنه قد يفعل بعض الأشياء المهمة التي تؤثر علي الصفحة الأخيرة. نهى عابدين تؤكد: ثقة الإنسان بنفسه هي التي تؤهله إلى تجاوز كل الخطوات الصعبة في حياته، ويسهل الوصول إلى الخطوة الأخيرة التي يخاف أغلب الناس منها، و يحاولون التركيز قبل الوصول إليها ولكن إذا تأنى الإنسان وهو يرسم طريق مستقبله، لن يؤثر عليه الخوف أو التردد في اتخاذ أي قرار مصيري يوصله إلى الخطوة الأخيرة. الأستاذة/ آمال عبد اللطيف - باحثة اجتماعية تضيف: مستقبل الإنسان تترتب عليه الكثير من الأشياء، وهو طريق مليئ بالنجاحات والخطوات الفاشلة، وكلما عاش الإنسان خطوات صعبة أو فاشلة، أحس بأن الخطوة الأخيرة سوف يخسرها، وعدم الثقة بالنفس هي أكثر الأشياء التي تدعم الإنسان، ليرسم الخطوة الأخيرة في مستقبله بكل نجاح دون خوف أو حذر يؤثر على الإنسان في كل نواحي مستقبله.