تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليونانيون في السودان شركاء في التاريخ السوداني وادلاء التراث
مصعب محمد علي
نشر في الوطن يوم 10 - 05 - 2012

اهتمام و انتباه اليونانيون بالسودان كان منذ زمن بعيد فالمؤرخ اليوناني ديودوروس كتب ان السودانيون هم اول الخلق على وجه البيسطة, وهم من علم المصريين اساليب الكتابة , اما هوميروس صاحب الالياذة فقد قال بان الالهة القديمة كانت تجتمع في ارض السودان, كما قال بان العلاقة بين كوش واثينا كانت وثيقة, هذه الحقائق وللاسف اهملها الكثير من المؤرخين عند بحثهم في صلة اليونان بالسودان فمعظم الاشارات التى وردت الينا اكتفت بالنظر الى التاريخ القريب وهو القرن التاسع عشر, وذلك لعدم وجود وثائق مكتوبة عن هذه العلاقة, بسبب الحروب احيانا وكذلك لعدم اهتمام الطرفين بالتوثيق, لكن الشخصيات التى وجدت حظها من التعريف والذكر قليلة , والامر يعود للاثر الذي خلفته هذه الشخصيات , على المستويين الاقتصادي والاجتماعي, فرجل مثل كاباتو والذي جاء الى السودان في العام 1883 وعمل في مدينة سواكن في شركة جون روس ويقال انه شغل وظائف عديدة كأن عمل بحارا وتاجرا ومستثمرا ومزارعا, ويحفظ له التاريخ بانه مؤسس الجالية اليونانية في السودان,
وكاباتو كغيره من اليونانين لم يكن ميالا للسياسة لكن طبيعة عمله جعلته يتعرف على ضباط انجليز ايام الحكم البريطاني فسهلوا له من مهامه التجارية فنمت تجارته وازدهرت, وقيل بانه كان مغامرا وغير هياب , لذا ترواحت حياته بين الفقر الغني , فقد غرقت له مراكب تجارية كما احترقت مخازنه وتعرض ايضا لعملية نهب, جعلته مطاردا من بعض الدائنين له, فتعاطف معه ابن اخيه كونت مخلص , وخصص له مبلغا شهريا حتى لايتعرض لحياة الفقر , لكن الرجل عاش على امل ان يستعيد مجده, ولم تتحقق امانيه الى ان توفي في ستينيات القرن الماضي , وبذلك اصبح كونت مخلص رئيسا للجالية اليونانية وكونت اسس العديد من الدور الثقافية اليونانية كما شيد كنيسة ومدارس واندية. تاسف سودانيون ربطتهم بالجالية اليونانية صلات اجتماعية واقتصادية على ذهاب بعضهم الى اليونان اثر قرار التأميم والمصادرة الذي اصدره جعفر نميري, لكن النبأ الذي تناهى الى اسماع البعض برغبة العودة الى السودان اسعدهم فقد ذكرت وسائل الاعلام ان اليونانين الذين التقوا بوالى الخرطوم عبد الرحمن الخضر وقد طلبوا منه اتاحة الفرصة ليعودوا مجددا الى الخرطوم ويزاولوا من جديد نشاطهم الاقتصادي والتجاري , فمثل هذه الجالية التى احدثت تاثير كبيرا, لايمكن ان ينساها المجتمع السوداني فهي الجالية الوحيدة التى اصدرت صحيفة
في العام 1911 هي صحيفة سودان هيرالد وهي نفس الصحيفة التي صدرت عنها صحيفة رائد السودان, كما انهم اول من عرف السودانيين مايسمى بالديسكو وذلك عن طريق فاسيلي – ديسكو فاسيلي الشهير- الذي عرف مهارات الراقصين السودانيين وفيه كانت تنظم المسابقات. والجالية اليونانية هي اكثر الجاليات التى برعت في ادراة وفتح المطاعم , لم اجد مكانا ظل محتفظا بنكهته وطابعه مثلما اتيني والذي افتتحه جورج فالفس فهذا الرجل بعد ان زار دولا عربية وافريقية عديدة طاب له المقام في السودان ففكر في انشاء مطعم على طراز يوناني لكن بطعم وطابع سوداني وبعد اشهر قليلة اصبح مطعم اتيني مكانا يلتقي فيه الوزارء والسفراء واصحاب السلك الدبلوماسي , وبعد ان ازدهر المطعم قرر جورج الاستقرار مع اسرته في السودان , لكن بعد فترة توفي جورج , فقرر كوستا ابنه ادراة المطعم , وكوستا درس في الخرطوم وصادق السودانين والف الحياة الاجتماعية السودانية , وفضل ان يحمل الجنسية السودانية, فاتسعت دائرة معرفته فاراد ان تتسع مشاريعه الاقتصادية , فاتفق مع صديقه وزميله في الدراسه محمد ان يشتري المطعم لانه سيفتح مصنعا لاحجار الطواحين , ووفاءً ومحبة لعم جورج كما قال لنا محمد لم يفكر في تغيير اسم المطعم التاريخي فظل كما هو بنفس الطابع والملمح اتيني او بيت الضيافة.وبنفس روح الضيافة قدم مسؤول رفيع بالدولة دعوة لاحد القساوسة اليونايين لزيارة السودان, هذه الدعوة دفعت الرجل ليسال عن فندق الاكروبول ان كان موجودا ام لا, فطمأنه المسؤول وقال له مازل موجودا , القسيس حكي للمسؤل عن الخدمة الجليلة التى قدمها له صاحب الفندق, حين طاف به في زيارات اثرية عرف من خلالها شوارع امدرمان وقبة المهدي وبيت الخليفة وغيرها من المعالم التاريخية والاثرية, القس رحب بالدعوة واول زيارة قام بها عندما وصل السودان زار الاكروبول والذي اصبح مكانا يتعرف من خلاله زوار البلاد على حضارات وتراث السودان لان ادارته مشغولة ومهتمة بان يتعرف الزائر على كل ماله صلة بالسودان على المستويين الثقافي والتاريخي , وقد خصصوا صورا فوتغرافية ولوحات فنية سودانية, تحكي عن التراث السوداني
الاكربول اسسه بنيوتي بالتيس في العام 1956 والذي قطع وعدا بان يظل الاكروبول مكانا من خلاله يتعرف الزوار الاجانب على السودان معرفة حقة , من خلال الخدمة والعناية. وبنيوتي جاء السودان في اربعينيات القرن الماضي , وعمل في التجارة ثم قرر ان يشيد الاكروبول بمعاونة زوجته , وقد كانت له الكثير من الاعمال التجارية في القاهرة واليونان واوربا , وبعد ان انجب ابنه اتناس في القاهرة قرر الاستقرار في السودان , وتصفية اعماله في الخارج , لكن بعد اعوام توفي , وتسلمت المهمة زوجته والتى لم تغير في سياسة زوجها حيث ظلت محافظة على علاقاتها بالسودانيين العاملين معها تحتفل معهم باعيادهم الدينية والاجتماعية وبعد وفاتها قبل العام الماضي تمسك الابن الاكبر اتناس بكل ما له صله بتاريخ وسياسة الانضباط ورحابة الافق التي ظلت سائدة في س الاكربول خاصة وان اتناس له صلة عميقة بالمجتمع السوداني يعرف الدارجية السودانية عن ظهر قلب وعندما يُسأل عن جنسيته يعتز ويقول بانه سوداني المنشأ والجنسية والثقافة, وحين يلحظ استغرابا يحكي عن حياة السودانين وتسامحهم ونكرانهم للذات محبتهم لبعضهم الفتهم وقدرتهم على مجابهة الحياة بصبر ودربة يحسدون عليها , اتناس حكى لنا عن امراة يونانية جاءت للسودان قبل اشهر وقالت له بان والدها بعد ان سافر الى اليونان مرض هناك واوصاها ان تذهب به الى السودان حتى يدفن فيه, لكنه مات في اثينا ولم تستطع ان تنجز وصية ابيها لذلك قررت زيارة لسودان الذي ظلت تسمع عنه الكثير من والدها المحب والعاشق للسودان.
الحوار الذي دار بيني وحبوبة فتحية وهذا اسمها الجديد بعد ان تزوجت واسلمت , الحوار معها جعلني ادرك ان الانسان مثل الماء وكلاهما من أجمل كنوز الأرض، وكاذب من قال إن الماء ليس له لون ولا رائحة، فان ظل حبيساً يتغير لونه وطعمه ورائحته، وكذا الانسان يفقد طعمه ونكهته إن حُرم من فضائل العلاقات الانسانية ، وكذلك ان أصبح محايداً رمادياً لا يعرف كيف ومتى يستطيع قياس المسافة بين فضائه وبين المألوف من الكلام,حبوبة فتحية اختارت اللولاي والهدهدة, والالفاظ والحكايات الشعبية السودانية في تربية احفادها, ومحاورتهم , فضلت البقاء في السودان, بدل (السفر والتلتلة) هذه عبارتها, الى اثينيا, اربعين عاما ولم تغادر السودان, بضحكة رنانة فاجأتني مختبرة اياي بسؤال تاريخي , (اوع تكون من اولاد الزمن دا , وطالع بقد القفة) ضحكت باعلى صوت لديها حين اجبتها , لم تكف عن المشاغبة بل طرحت على اسئلة عديدة , عن بعض الاماكن التي تغيرت لافتاتها لتحل محلها اخريات غيرت من ملامح الخرطوم وامدرمان ,كثيرا, وتحدثت معي حديث العارف عن الغناء السوداني, وعن فنانها المفضل, عبد الكريم الكابلي, وعن المسرة التى تعيشها حين تجد نفسها محاطة بالجارات الطيبات
--
دروب الناس
من النمسا إلى السودان
د. إشراقة مصطفى حامد
فيينا - النمسا
وجوه الدانوب (1)
فى سلسلة من جبال الألب تضىء فوانيسى وجوه من الدانوب, النهر الذى كتب ذات يوم ناظم حكمت عن زرقته, هو ذات النهر الذى صار ملمحا من ملامح حياتى قرابة العشرين عاما فى مدينة الفنون فيينا. هذه السلسلة هى امتداد لمشروع أعمل فيه منذ فترة ليست بالقصيرة بعنوان (دروب الناس), حيث انى وبعشقى الأزلى للانسان فى اى مكان فى هذه الارض لا افوت فرصة قادرة ان تفجّ فى هذه الدروب ساسريبا لفوانيس مازالت تشعّ فى ذاكرتى بحنانها واشواقها. دروب التقيت فيها بشر ينتمون على اختلافهم وتنوعهم الى انسانيتى, اذ حاولت ان انقل تجاربهم واحلامهم الى الدروب الاولى التى انطلقت منها خطواتى نحو دروب الدنيا العريضة, هناك حيث شهدت كوستى صرختى الاولى لاجل الحياة, لاجل الانسان.
هذه الفوانيس التى احملها معى اينما ذهبت, بتلك الذاكرة ووجوه الأمهات تشعُّ بالحنية. بذات الحنية افتح نفاجاتى تجاه (الآخر), الذى ما ان يعرفك حتى تبدأ تلك الجدران فى الذوبان تحت مطر اليف, مطر الحوارات والحراك الاجتماعى فى كامل بهاء انسانيته نحو الانسان أينما كان. ولأن الفنون بكل اشكالها خاصة الكتابة الابداعية احدى الشجرات الطازجات بفكرة الحبر على فضاء المعانى بدأت فكرة غرس شجرة على نهر النيل, شجرة تمتد جزروها من النمسا الى السودان, وجوه الدانوب لا يمكن فصلها فى بعدها الانسانى عن وجوه النيل, فكلا النهرين يصبان فى قلبى.
الفكرة تتجاوز الحوار فقط حول هموم الكتابة وشجونها, بل تمتد الى الغوص فى شجون بلد بعيد, بلد كل ما انعكس منه هى الحروب والفقر والجهل والمرض. ربما هو احدى تمظهرات واقعنا فى السودان ولكن... ان انسان السودان رغم كل ذلك ثرياً وخلاقاً ويمكن ان يكون اكثر ابداعا ان إتيحت له كل سبل الحياة الكريمة.
هو دور الفوانيس ان تضىء عرق الناس فى بلاد النيل, وجههم الآخر الباهى بالفنتازيا والاحلام الكبيرة لاجل التغيير. فكرة قبول الآخر الذى يختلف عنك, فكرة لن تفعل سوى الثراء للذات الانسانية وتمارين يومية لمواجهة ذاتك, نقدها ومصالحتها نحو اتساقها مع قناعاتها روؤاها وفلسفتها فى الحياة والموقف منها. الحورات التى افترعتها مع عدد من النمساويات والنمساويين خاصة الكاتبات والكتّاب اريد من ورائها ان اترك بعض من فصوص ملح للتأملات حول الآخر المهاجر الذى هو احدى ملامح الدانوب بل بهارها الحادق. ربما من خلال الاسئلة التى طرحتها والحورات التى تعمقت ان امنح فرصة للآخر ان يعرف وجهنا الآخر.. وجهنا الانسانى.
اليوم سوف نسافر معا الى مدينة سالزبورغ, سنلتقى معا الشاعر النمساوى أغو باومغارتنر, ستكون تلك المدينة المحاطة بسلسلة جبال الألب, الطبيعة الخلاّبة , الخضرة الباذخة فى الصيف والبحيرات العذبة واهمها بحيرة القمر المعروفة بالمثلث الذهبى, حيث مسقط رأس والدة الموسيقار العالمى المعروف موزارت. زرت المدينة عدة مرات لا تحصى وخلبتنى فى كل فصولها, الجليد اللامع على قمه جبالها, الخضرة التى شرقت صحراء بعيدة تسكن بين طيات وجدانى, والبحيرات التى تقربنى بشكل خاص نحو الله وقيم الجمال.
من مواليد قرية أوبندورف, ريفى سالزبورغ, ولد فى العام 1944 وعمل لسنوات طويلة فى التدريس الى ان صار مديرا لاحدى مدارس هالاينز يعمل متطوعا منذ معاشة فى العام 2003 لتدريس المهاجرين واللاجئين اللغة الالمانية مما اتاح له الانفتاح على لغات وثقافات مختلفة. لفتت انتباهى نصوصه الأدبية عبر صداقتنا الاسفيرية عبر الفيسبوك والتى قادتنى بدورها الى حديقة اشعاره التى لم تفعل سوى اشعال المزيد من فوانيس التأمل والمتعة الذهنية والروحية. استأذنته فى محاولتى لترجمة بعض من نصوصه ونشرها فى السودان. كان رده بمثابة وردة ايديلفايد البيضاء التى تنبت على الجبال. (ساكون سعيدا ان اصل السودان).
اول نص قرأته له لم يكتفى بنثر متعة التأمل وفقط وانما حرضنى للبحث ليس عن معانى بعض الكلمات فحسب وانما قراءاتها فى نسقها التاريخى وماذا تعنى, على سبيل المثال وقفت فى مفردة من مفردات نصه القصير العميق (المنا), بحثت عنها فاضاءات لىّ معناها فى بعدها الدينى الخاص بالديانه المسيحية.
(على مضض يفكر المرء عن الضفة الأخرى
من يعرف من لنعرف ماذا يجرى هناك؟
هل الموت فى حد ذاته يدعو للخوف؟
اذ انى ارتعبً من الجوع
هل توجد فى الضفة الاخرى حلوى المنا؟
وكيف تكون فنون الطهو؟
هل تحتاج الروح لسعرات حرارية؟
لكل ذلك اريدٌ ان تُزرع على قبرى شجرة تبلدى
لتحمينى من الجوع) – إنغو باومغرتنر
(أحاول ان انقل مشاعرى وتأملاتى عبر كتابة الشعر للآخرين), لهذا السبب يكتب
إنغو يكتب الشعر منذ عشرين عاما ويعشق الطبيعة, السياسة والاسفار ويهتم كثيرا بعلوم الحيوان. وقد لاحظت ان ذلك انعكس على اشعاره خاصة الطبيعة. لقد حاول كتابة النثر ولكنه لم يفلح فيه اذ انه لم يجد نفسه فى فلواته. يكتب لمن يقرأ عبر الشبكة العنكبوتية وينشط فى النشر على هذه الفضاءات.
وبسؤالى له ان كان يعرف كاتبة او كاتبا سودانيا قال: للاسف لا اعرف ولكنى اعرف ان أفريقيا قارة احلامى.
ولتكن أفريقيا قارة احلامنا جميعا وبواباتنا العتيقة نحو العوالم الرحبة, عوالم تبدأ من هنا, من السودان. ولتكن هى البداية لانغو ليعرف عن السودان.. ربما!
على ضفاف بحيرة القمر – ريفى مدينة سالزبورغ
--
البارودي ل«الوطن» الثقافي
الملتقى القادم سيقوده المبدعون بأنفسهم
حوار: عوضية سعيد
أوصى الشاعر محيي الدين الفاتح بضرورة إقامة مهرجان سنوي خاص بالشعر في السودان، وأن يشارك فيه شعراء لهم أصوات مميزة خارج وداخل السودان، وأكد على ضرورة ظهور شعراء الدارجية في المهرجانات المقبلة، قال حديثه هذا أيام ملتقى النيلين للشعر العربي ورأى أنَّ الملتقى قد نشَّط ذاكرة الشعر العربي في السودان وأتاح الفرصة لاطلاع السوداني على الشعر العربي، كما أتاح الفرصة أيضاً ليتعرَّف الشعراء العرب على نماذج من الأصوات الشعرية السودانية.
أمَّا الشاعر التجاني حاج موسى الذي تابع المهرجان فقد ثمَّن الدور الذي لعبه المجلس الأعلى في إنجاح الملتقى الذي وفَّر مساحةً ليتعرَّف الشعراء العرب على الشعر السوداني.. حديث التجاني ومحيي الدين الفاتح وغيرهم من المتابعين لفعاليات المتلقى دفعنا لنلتقي رئيس المجلس الأعلى للثقافة الدكتور البارودي ونتعرَّف على رؤيته حول المشاركات التي تمَّت فقال لنا د. البارودي:
غابت ملتقيات الشعر ومنتدياته في السودان، ولم يعد يُقبل الناس على القاعات الكبرى للاستماع للشعر، رغم أنَّ هذا الأمر كان الديدن قبل أعوام وقد كانت هناك صالونات شهيرة ومعروفة للشعر، يرتادها كبار الشعراء، والشباب أيضاً ويحدث التلاقي والتصحيح والتقويم والتوجيه.
٭ هل يوجد ملتقًى أو منتدًى دوري للشعر؟
- من الإحياء الذي يتم الآن لملتقيات الشعر مثلاً ملتقى الطابية وهو لقاء أسبوعي يُقام كل ثلاثاء ومن خلاله نود إحياء هذه السنة حتى يلتقي الشعراء الشباب والذين يمثِّلون روَّاداً للملتقى، كما يحضره أيضاً الشعراء الكبار لتقديم توجياتهم كما أنَّ قيام المهرجانات الكبرى مثل ملتقى النيلين هو أيضاً يعيد للخرطوم دورها الذي كانت تلعبه على المستويين الثقافي والسياسي في المنطقة.
والملتقى يأتي على شاكلة المهرجانات العربية الكبرى التي كانت تُقام وغابت مثل المربد.
وماذا عن شعراء الدارجية الذين يأملون المشاركة في المهرجانات المقبلة؟
- هذه الملتقيات مفتوحة للجميع والذين يسوقهم حبهم للشعر، مرَحَّبٌ بوجودهم، ومؤكداً أنَّ مشاركتهم تعطي دفعة لمثل هذا النوع من الحراك الثقافي.
ماذا أعددتم للملتقى القادم؟
نود أنَّ نستجمع كل الطاقات وكل القدرات الموجودة في مجال الشعر وعلى امتداد القطر وعبر كل الخطوط التي يمكن أن توصف بالمدارس الأدبية المختلفة وليس هناك حدود لهذا العمل، وغياب أي شاعر عنه يعتبر منقصة لنا، ولن نتوقَّف عند هذا الحد أبداً حتى يجتمع لهذا العمل كل الشعراء والنقاد ليقودوا هذا العمل بأنفسهم.
--
نحو منهج بيئي جغرافي للنقد
الكاتب/ الماحي العوض أحمد
من المعلوم أنَّ النقد يعني الحكم على العمل الأدبي استناداً على معايير مُحدَّدة، أي بمعنى آخر تمييز الغث من الثمين والحقيقي من المزيف، والكلمة أتت من العملة النقدية، ويخطىء الكثير من أهل التربية والتعليم، عندما يطلقون على المستوى السادس من تصنيف العالم (بلوم) للأهداف المعرفية، والمشتمل على ستة مستويات، هي: «التذكر، الفهم، التطبيق، التحليل، التركيب، النقد» فهم بدلاً عن تسمية المستوى السادس بالنقد، يسمونه بالتقويم، وهذا ليس دقيقاً، فالتقويم تشخيص يتبعه علاج وإصلاح للاعوجاج، أمَّا النقد فهو إصدار حكم وإبداء رأي تسنده حجج منطقية، فالطالب ليس مطلوباً منه الإصلاح، فهذه مهمة المعلم، ولكن يكفي الطالب في هذا المستوى العالي من مستويات المعرفة أن يصدر رأياً سديداً وحكماً رشيداً على المادة التي درسها، ومعلوم كذلك أنَّ مناهج النقد الأدبي أربعة، هي: المنهج الفني، والمنهج النفسي، والمنهج التأريخي، والمنهج المتكامل، والأول يقوم على محاكمة العمل الأدبي أو الفني استناداً على المقاييس الفنية، فالعمل الفني هو: «مشاعر يُعبَّر عنها تعبيراً موجباً يؤثر على الآخرين» أمَّا الثاني وهو المنهج النفسي، فيقوم على رصد وتتبُّع انعكاس دخيلة الكاتب وحالته النفسية على عمله الفني.
أمَّا الثالث أي المنهج التأريخي فهو يقوم على تناول العمل الفني بالنقد استناداً على الفترة الزمنية والأحداث الجارية وقت بروز ذلك العمل وانعكاسات ذلك عليه.
أمَّا المنهج الرابع ، وهو المنهج المتكامل يقوم على استصحاب كل المناهج الثلاثة السابقة عند تناول الأعمال الفنية بالنقد.
وهنا نلمح غياباً واضحاً للمنهج البيئي الجغرافي -على خطورته وأهميته- ولربما قال قائل: إنَّ هذا المنهج مُضمَّن خلال المنهج التأريخي، والذي يصنع الظروف المحيطة بالكاتب عند إبداعه للعمل الفني في أقصى درجات الاعتبار ، ولكن في هذا القول تبسيط وتقزيم لدور البيئة والجغرافيا وتأثيراتهما الخطيرة على أي عمل فني، بل على كل نشاط الإنسان الإبداعي وغير الإبداعي، وهُنا يجدر بنا أن نعرِّف كلاً من المنهج، والبيئة، والجغرافيا، فالمنهج هو الطريق الواضح المستقيم، أمَّا البيئة فهي: كل ما يحيط بالكائن الحي من عناصر طبيعية وغير طبيعية و الجغرافيا هي: دراسة سطح الأرض طبيعياً وبشرياً مع الوقوف على التفاعل أي التأثير والتأثُّر المتبادل بين المكوِّن الطبيعي والمكوِّن البشري.
فالبيئة هي المحيط والجغرافيا هي دراسة التفاعل بين أجزاء هذا المحيط. والمنهج هو مرادف المنطق. والمنطق هو قيادة العقل إلى المعرفة الصحيحة. فالعنصر البيئي الجغرافي هو العامل الحاضر في كل تفاصيل حياتنا، والذي علينا ألا نتجاهله وفي نفس الوقت ألا نستسلم له. ولا يستطيع أحد مهما أُوتي من حجة وبيان أن ينكر أثر الحرارة والبرودة، والارتفاع والانخفاض، والرطوبة والجفاف، والغابات والصحاري، والبر والبحر على ملبس الإنسان وطعامه وشرابه وسكناه وصحته ومرضه ونشاطه وكسله ومزاجه وتفكيره، ومن ثم نتاجه الأدبي.
وهنا تطلُّ علينا بإلحاح أسئلة من شاكلة: هل كان الشاعر العربي الفذ أبو الطيب المتنبي سيكتب ذات الشعر إذا عاش في بيئة غير البيئة العربية؟! وهل كان الأديب السوداني العالمي الطيب صالح سيكتب ما كتب وبنفس طريقة التناول إذا عاش في بيئة وحيز جغرافي غير السودان. أو حتى غير شمال السودان تحديداً؟! فالجغرافيا والبيئة أكبر من أن يحشرا في داخل المنهج التأريخي القائم على بعد الزمان وعليه فلابد من إعطاء بعد المكان حقه ومكانة اللائق به كمنهج مستقل له أسسه ودعائمه الخاصة به، إنَّها دعوة للحوار، فهل من مجيب؟!
[email protected]
--
مناقشة كتاب «زمن اللاوعي» غفران علاء الدين
«كانت تلبس ملابس بيضاء، أرقدتني أمامها ثم غرست الحقنة في فكي، أخذت الرؤيا تتضاءل رويداً رويداً ثم أخذ صوتها يأتيني خفيضاً، كان قلبي حينها يعلو ويهبط وكانت أسناني حينها يسمع منها أزيز، أمَّا كفتا يدي فقد كانتا في برودة الثلج وبدأ جسدي يرتخي ثم بدأت أطرافي تتثاقل ثم أغمضت عيني».
هذه أجواء من المجموعة القصصية «زمن اللاوعي» للقاصة نجاة إدريس إسماعيل الصادرة عن مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بقطع متوسط بغلاف ملوَّن احتوى على 74 صفحة وحمل 61 قصة منها « رسالة إلى مجنون، الملاريا، الوهم الكبير، والعصفورة» هذا وقد خصَّص نادي أصدقاء الكتاب باليونسكو ندوة أسبوعية لمناقشة مجموعة «زمن اللاوعي» حيث تحدَّث الناقد عز الدين ميرغني والذي قال رغم أنَّ العنوان يشير إلى زمن اللاوعي ولكن الأبطال في داخل القصص يعيشون وعيهم كاملاً فلا توجد شخصية غائبة عن وعيها بينما أشاد الناقد نادر السماني بلغة الكتابة ووصفها بأنَّها خالية من الأخطاء وأنَّها قاصة تعرف ضروب القصة التقليدية.
إلا أنَّ نجاة قد وصفت مجموعتها بأنَّها تلامس قضايا المجتمع وتعبِّر عنه.
ونجاة إدريس لها العديد من النشاطات الثقافية هي عضوة في منتدى النقد والسرد ورابطة الأديبات السودانيات وعضوة بشعبة الآداب في مؤسسة شمبات الثقافية والاجتماعية (النيمة) وعضوة في الاتحاد العام للأدباء والكتَّاب السودانيين.فازت نجاة بجائزة القصة القصيرة في المهرجان الأدبي الثالث لرابطة جامعة الخرطوم.وكُرِّمت في مهرجان الإبداع الثقافي النسوي الثالث وعن قصتها رسالة إلى مجنون في فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 5002م ونُشرت لها العديد من القصص في الصحف والمجلات.
ومن جانب آخر أقام نادي أصدقاء الكتاب باليونسكو ندوته هذا الأسبوع «الإدارة الأهلية ومآلاتها».وتحدَّث الكاتب أسامة مهدي عن دور الإدراة الأهلية في جنوب دارفور واصفاً إياها بنظام سلاطين وأنَّ الإدارة الأهلية أصبحت لاحول لها ولا قوة.وأمَّا من الناحية الثقافية كانت موسيقاهم من السلم السباعي، وتحدث الأستاذ أزهري عبد اللَّه عن الإدارة الأهلية وتاريخها ما قبل المدنية.
وبين أنَّ الخرطوم كانت تحت إمرة الإدارة الأهلية ، وكان هنالك عمداء في الخرطوم وبحري وكان لهم دور إيجابي.
وبين أنَّ الإدارة الأهلية كانت قبل الحكم الإنجليزي وأنَّ كل فرد يختار عمدة للقبيلة لحل المشاكل وطالبوا بضرورة رد الاعتبار للإدارة الأهلية وحفظ مكانتها وأنَّ الإدارة الأهلية لها دور فعَّال وللإنسان في بداية حياته ارتباط بالقبيلة، والتعليم شبه محدود ويعتمد على الخلاوي ومع تطوُّر المجتمع أصبحت مفاهيم الإدارة الأهلية إلى زوال، وبعد جلستين من النقاش المفتوح حول الإدارة الأهلية قررت عضوية المنتدى الثقافي الأسبوعي لنادي أصدقاء الكتاب باليونسكو إقامة حلقة دراسية (ورشة عمل) حول الإدارة الأهلية ومآلاتها في غضون مايو الجاري.
--
الكناني بمركز على الزين
أقام مركز علي الزين للثقافة و الفنون الخميس الماضي ...ضمن أمسيات(مشافهة النص الشعري أمسية بعنوان (الينابيع تغسل أوزارها بيديك)
مخطوطة شعرية للشاعر حاتم الكناني حيث قرأصاحب المخطوطة مجموعة من القصائد
--
الفرنسي يعرض فيلم (خمسة)
يقدم المركز الثقافي الفرنسي مساء اليوم الخميس فيلما فرنسيا بعنوان (خمسة) للمخرج كريم دريدي, وهو من انتاج2007 وبطولة الممثل الفرنسي الشهير ماركو كورت, ويشاركه البطولة ريمون ادم , وكورنرورا .
يذكر ان الاسبوع الماضي قد عرض المركز فيلم
«قضية فاليري» وهو النسخة الفرنسية للمخرج فرانسوا كيا، وتدور قصة الفيلم حول إجراء تحقيق في قرى الجبال في بحيرات الألب، عن اختفاء فتاة عشرينية بعد اغتيالها لأحد السواح.
واعتمد الفيلم على الديكور المسكون والشخصيات الخيالية والأسطورية حيث يفسر جانبا من الفيلم اختفاء فاليري باعتباره اختفاء غير طبيعي.
ويذهب التفسير إلى أن الطبيعة ابتلعت فاليري بعد ارتكابها جريمة قتل.
ويجمع الفيلم الذي تم تصوير معظم مشاهده في الجبال ما بين فن الخيال والجريمة في عمل فني أكثر عمقاً
--
فيلم (رحالة) مساء اليوم بالالماني
اصدقاء جمعهم العمل في المنطقة الصناعية كما جمعهم ايضا حب الموسيقى, التى لم يبعدهم عنها العمل المتواصل, هذه هي اجواء فيلم (رحالة) للمخرج محمد حنفي والذي سيعرض مساء اليوم الخميس بالمركز الثقافي الالماني, الفيلم من انتاج سودان فاكتوري
--
احتفالات بأربعينية حميد
احتفلت مجموعات كبيرة داخل السودان بأربعينية الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد بحضور لافت من مختلف قطاعات المجتمع، وعدد من الشعراء والأدباء السودانيين والمهتمين بشعر العامية الذي أثرى به حميد الوجدان،.
واحتلفت رابطة منطقة نوري مسقط رأس الشاعر الراحل في معرض الخرطوم الدولي بالأربعينية.
ويعتبر حميد من الشعراء الذين وضعوا بصمة مميزة في الشعر المُغنى وكان لها أثراً واضحاً في الأغنية السودانية.
وطالبت مجموعات من مختلف قطاعات أهل الفكر والثقافة والأدب المشاركة في الاحتفالية التي أحيتها وزارة الثقافة والإعلام بولاية نهر النيل واستضافها مسرح قطاع التلفزيون بعطبرة طالبت بنشر وتوثيق وطباعة المزيد من أعمال حميد الشعرية والغنائية.
وقال ممثل اللجنة القومية للتأبين الشاعر محمد طه القدال إن القيمة الأدبية والفلسفية لأشعار حميد لاتقل عن قيمة أعمال شعراء استثنائيين وحدوا وجدان العالم وملأ شعرهم الآفاق، داعياً لإخضاع أعماله للدراسة والتحليل الأدبي الدقيق.
واعتبر آخرون تأبين الشاعر حميد بعطبرة له دلالات ومعانٍ ترتبط بالفترة التي عاشها بالمدينة وشهدت ميلاد نبوغه الشعري.
--
وزارة الثقافة تدشن 10 كتب جديدة
احتفلت وزارة الثقافة السودانية بإصدار مجموعة جديدة من الكتب على رأسها مؤلفات حول اللغات المحلية وأخرى في الفنون التشكيلية والحفر الطباعي والإعلام، إلى جانب مؤلف نوعي حمل اسم مقدمات تفسير الظلال لمؤلفه عبد الفتاح جابر.
وتناول مؤلف جابر استخلاصاً لمعاني وقيم سور القرآن الكريم الأربعة عشر.
واعتبر رئيس مجمع اللغة العربية بجامعة الخرطوم البروفيسور علي أحمد محمد بابكر أن كتاب تفسير الظلال اعتمد على استخلاص القيم والمعاني بما يتوافق ويُعزز من مفهوم الحاكمية في القرآن الكريم، والذي ألبس لباساً غير حقيقي على حد وصفه.
وقال بابكر إن الحاكمية تعني أن تنبعث القيم القرآنية من داخل نفس الإنسان من غير قانون يفرض عليه.
القيم والمعاني
وأضاف بابكر «هذا ما ذهب إليه عبد الفتاح جابر في كتابه تفسير الظلال حيث ركز على القيم والمعاني التي حث عليها القرآن الكريم بعيداً عن الأحكام».
من جهة أخرى دشن منتدى ديوان البادية والرُحل نشاطه بالخرطوم، ويهدف نشاط الديوان إلى إرساء ثقافة البادية وموروثاتها والمحافظة عليها والاهتمام بقضايا الرحل.
وقال مدير مركز البادية قطبي المهدي إن الأنماط الثقافية المختلفة التي غزت العالم نتيجة انفتاح وسائل الإعلام، تتطلب عملاً أكبر لحماية هذه الموروثات الكبيرة والمهمة والمحافظة عليها وذلك عبر عناصر عديدة أهمها التوثيق المحكم لأدب وثقافة البادية، والاهتمام بقضايا الرحل وتوفير كافة الخدمات لهم في موطنهم والحفاظ على اقتصاد البادية ما يتيح الاستقرار الاجتماعي وبالتالي الثقافي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.