مادًا يده بضعفٍ ظاهر، ونبرة صوت واهنة وكلها إستجداء «أديني حاجة آكل بيها.. من أمس ما أكلت أنا» طفل على ما يبدو أنه في التاسعة أو الثامنة من عمره ناعم الشعر إسمر اللون بفعل الإتساخ ولهيب الشمس، رغم أنه كان الثالث الذي يمر منذ جلوسي بشارع النيل «برغم أنها ذات الأسطوانة» الا لسبب مافي داخلي صدقت هذا الطفل، أعطيته نصف ما عندي «جنيه» وجليس قال له «نحن فايتنك بالصبر بس يا ولدي» أجلسناه على مقربةً منا وطلبنا له شاي باللبن «بالدين .. من أدروب صديقنا».. إحتساه سريعاً وغادر.. ولم ينس قبل أنْ يغاد أن يأتي ويمد يده هذه المرة بالمصافحة شاكراً على عينه يبدو الإمتنان لم يتلاشى الصغير هذا من ناظرينا أتى صغير آخر وآخر وأطفال فاستغربان وصديقي يسأل «أنت شفع البلد دي كلهم بقوا شحاديين» «هذا السؤال الذي لم أجد له إجابة حينها شرع بوابات الحيرة بدأنا نطرح هذا السؤال الإستفسار على اذن الوقع ٭ حقيقة يقول الصحفي معتز عبد القيوم انه ايضاً إستغرب بهذه الظاهرة الكبيرة وشاهد ويشاهد يومياً اعداداً كثيرة من الأطفال يتسولون في كل المناطق تقريباً خاصة في التقاطعات والإشارات المرورية وعلى إمتداد شارعي النيل ليلاً والجمهورية نهاراً.. اما في شارع عبيد ختم فهم يستخدمون طرق احدث للتسول حيث يمسحون زجاج السيارات أو يطقطقون لك النافذة.. وفي المركبات العامة يأتي وينشد الخصوم المساعدة بجملة ملحنة أو يأتيك وهو يحمل ورقة. أما الشاب ابو بكر مهدي تحدث عن تجربته قائلاً : أنا أكره قلب الخرطوم والموقف الكبير في الاستاذ فهنالك الأطفال يشحدوك ويمسكوا فيك من ملابسك أو يدّك ويمشوا معاك مشوار وما يفكوك إلا ترى الواحد مصمم والمشكلة انو تدي ده تمشي خطوتين يمسكك شافع تاني وثالث وهكذا وحتى جوه الحافلة يطلع واحد ويهبشك من كتفك تتلفت تلقاهو مادي ايدو وإتألم بشدة لضياع هذا البراءة فبت أتفادى الذهاب الى الأسواق ومناطق الإزدحام «إنتهى» ومن هنا يتضح لنا تفشي هذه الظاهرة وإنتشارها في كل أنحاء العاصمة وإرتفاعها في مناطق الإزدحام والإسواق ومواقف المواصلات ٭ الوضع الإقتصادي الأُستاذة داليا شريف الإختصاصية الإجتماعية ارجعت هذه الظاهرة الى الضغوط الإقتصادية وكثرة نزوح الأُسر من الريف الى المدينة وتحديداً الهجرة المقننة الى الخرطوم وأيضاً اضافت أن للحروب الدائرة أثر كبير في تفشي وإنتشار ظاهرة تسول الأطفال ٭ رؤسة بزاوية بعيدة احدهم أفادنا بأن تسول الأطفال وراءه تجار يمارسون هذا النوع يجلبون الأطفال من بعيد ليتسولوا بهم في الخرطوم .. حديث يحتاج الى أدلة وبراهين سنبحث عنها لنجدها.