٭ السادس عشر من يونيو هو يوم الطفل الافريقي.. ودرجت المنظمة الدولية الاممالمتحدة ووكالاتها المتفرعة منها على أن تخصص اياما بعينها تكرسها للوقوف على بعض المسائل والقضايا أو المعاني.. مثل يوم لمحاربة التدخين ويوم لاصحاح البيئة ويوم لمحاربة المخدرات ويوم للطفل العربي ويوم للمرأة ويوم لحرية الصحافة.. الخ، هذه المناسبات التي تتحول في الغالب الاعم.. الى أسواق كلام تمثل اياما وبعدها تسير الحياة سيرها الطبيعي الى أن تدور الايام دورتها ويأتي اليوم في العام القادم وهكذا دواليك. ٭ قفزت الى ذهني هذه الكلمات وانا استعرض صورا لشقاء الطفل الافريقي الذي يعاني من كل انواع منغصات الحياة.. لا علاج لا تعليم.. لا غذاء.. لا حلوى او حتى خبز جاف او طفولة بريئة.. كل يوم تغتال الطفولة على اعتاب الحاجة.. اطفال يعملون واطفال مشردون.. اطفال مقهورون.. اطفال بلا آباء.. أطفال بلا أمهات أطفال من قاع المدن وآخرون بلا مأوى في الشوارع والارصفة. ٭ كل هذا واقع امامنا.. وامام المسؤولين.. لكن هل تشخيص الداء يغني عن الدواء؟.. نعم يحتفل العالم بيوم الطفل الافريقي والطفل العربي وتعقد الندوات وترتل الاناشيد وتنظم الزيارات للملاجئ والمستشفيات وبعدها تربت ايادي المسؤولين على اكتاف الاطفال في افريقيا بل وفي العالم كله طالبة منهم ان يناموا في احضان الشقاء والبؤس والفاقة والمرض والجوع حتى العام المقبل.. فهناك أمور أهم.. هناك مشاكل سياسية وصراعات حول السلطة يعوزها المنطق.. وهناك حروبات وحروبات.. وانقلابات واعتداءات.. وجماعات مسلحة تنادي بالموت.. موت الكل.. اطفالا وشبابا شيوخا رجالا ونساء.. فقط من أجل الموت. ٭ هذا واقع افريقيا من اقصى شمالها الى اقصى جنوبها.. اما الطفل في السودان.. «صرة افريقيا» فيا وجعي وألمي حاله فهو مثل باقي اطفال آسيا وافريقيا.. ولكن من رأى ليس كمن سمع.. عندما أرى بعيني وعلى الطبيعة الاطفال في شوارع الخرطوم وام درمان والخرطوم بحري وغيرها من مدن السودان أتمزق وأتألم وتعتصر قلبي موجات من الالم والحسرة.. من اجل اطفال يتسولون.. اطفال يعملون يبيعون الماء.. ومناديل الورق والوان واشكال من البضائع يبيعونها في الطرقات وتحت اشعة الشمس الحارقة.. اطفال يبكون من اجل كسرة خبز جافة اطفال يدفعون الى ملاجئ مجهولي الابوين بالكوم اطفال يموتون بسوء التغذية والجوع واستحالة الدواء. ٭ أطفال السودان يعانون من ويلات الحرب ومن ويلات السياسات فعندما تجتمع اسقاطات الحرب مع اسقاطات السياسات العرجاء يتحول واقع الطفل السوداني الى جحيم اسود. ٭ لا استطيع ان اتخيل المستقبل وأطفال اليوم يأكلهم الجوع ويأكلون البوتاسيوم وهم قادة المستقبل كيف يكون هذا المستقبل؟ كيف؟.. لكم الله يا أطفال السودان. هذا مع تحياتي وشكري.