مرَّة كانت أم حُلوه يجب عدم إخفاء الحقيقة ، وكلمة الصدق أمانة في عنق الجميع وبالتالي علينا قولها ؛ وإن كانت بأثرٍ سلبي ! علينا تحمُّل تبعاتها ! أحياناً وعلى سبيل المجاملات والتي لا تنتهي لا نستطيع أن نُصرِّح بقول الحق ؛ فالمجاملة طغت على الحقيقة وألبستها ألوان عدَّة وتشكَّلت بأشكال كثيرة فأصبحنا نتجرَّد عن الصراحة ونلف ألسنتنا ونُغلِّفها بأثواب المجاملة البرَّاقة التي يختفي بريقها بعد حين ، ليُصبح ما نقوله حديث باهت وممل ! إذاً لماذا نُخفي كلمة صدق لابد أن تُقال ولماذا نظل نُجامل دون أن نُبدي أي إعتراض علني إلا بعد أن يفوت الأوان ، ونُصبح بقدرة قادر عاجزين عن نطق كلمة حق ، تم نظل نَعُض في أصابع الندم !. تعترف ناهد إبراهيم بأن المجاملة وحدها هي التى تجعلها في معظم الأحيان تكذب وتُخفي الحقيقة ! وتقول لم نَعْتَد منذ الصغر على قول الحقيقة وإن كان في نُطقها الموت ! رأينا كل من حولنا يُجامل ويبهت نور الحقيقة فأخذنا نحن ذات الدرب ! ولا أستطيع حقيقةً أن أقول لأحدهم بأنك كاذب في وجهه ! ولا أصرِّح لبعضهم بخفة عقولهم ! كما ولا أستطيع أن أجرح أي فرد قريب مني بكلمة حق قد تجعله يدرك مدى خطأه !. ويرى بشير النور بأن الحقيقة عادة ما تخفي ومن أقرب الأقربين لك ! وأحيانا مداراتها تكون لعدة أسباب ! حيث يعتقد البعض بأن في إخفائها عنك تهوينٌ لأمرك ، وقد يجعلك لا تحس بالأسف أو الندم مع أنه في قولها شفاء وفي قولها تبصير وإرتياح للنفس بعد عذاب قد طال !. المجتمع السوداني يُحب المجاملات حتى في قول الحقيقة !. ولا تستغرب محاسن كثيراً إن أخفى أقرب الأقربين إليها الحقيقة عنها وتقول : هذا صحيح إخفاء الحقيقة أمر يسهل على الجميع وأحياناً من باب المصالح تُخفى الحقيقة ، وأحياناً أخرى يكون في إخفائها نوع من الخوف على مصلحة معينة !. ويقول عادل الله جابو بأن الخوف من قول الحقيقة يأتي من التنشئة ؛ فتربية الأبناء على ذكر الحق وعدم الخوف في قول الحقيقة يغرس فيهم الشجاعة بالتصريح بها في أي زمان ومكان ، وبالتالي لا يتوانون عن ذلك !. أما المجاملة فالشعب السوداني يستطيع أن يُجامل إلى المدى الذي يستطيع أن يُجامل فيه ولو على حساب نفسه !. وترى الباحثة الإجتماعية إعتماد شيخ الدين بأن المجاملة فرضت علينا كمجتمع كريم .. فالكرم الزائد عن حده يجعل بعضهم يُجامل ولو بحياته ! وعدم ذكر الحقيقة يأتي من البيئة والطريقة التى تربى بها الأبناء ! والكذب عادة ما يراه الصغار في تصرفات آبائهم والذين من حولهم وبالتالي لا تخلوا حياتهم من مجرد كذبة أو عدم ذكرهم للحقيقة !. والمجاملات والخوف هما المسؤولان عن ذلك ، وقد لا تستطيع أن تتخلص من ذلك خوفاً من أن ينفض الناس من حولك ! فصورتك الذهنية لدى الآخرين ستكون مرهونة بطبعك ! إذاً تنشئتنا والبيئة لها أكبر أثر على سلوكنا وتشكيل طبائعنا إلا إذا حاول الفرد تحديد نفسه بنفسه وأخذ ينحى منحى آخر بعيداً عن سلوك من حوله والذين في بعض الأحيان يتهمونه بالفرد الشاذ لخروجه عن طبائعهم !.