كان انتقال صالون الراحل سيد احمد خليفة عليه رحمة الله إلى ولاية شمال دارفور.. كأول محطة له ضمن برمجته الجديدة بالإنفتاح على ولايات السودان المختلفة.. بالحدث المهم والكبير.. وكان تكريماً حقيقياً لانسان دارفور.. دارفور بلد القران والتقابه وحافظي كتاب الله.. وهم يستحقون أكثر من ذلك وبكثير.. فقد قضينا يومين كاملين في رحاب فاشر السلطان حاضرة الولاية «الفاشر».. وسط أهلنا واخوانا أهل دارفور والذين استقبلونا خير استقبال ورحبوا بنا.. خير ترحيب وهؤلاء هم أهل دارفور أهل الكرم والمروءة والشهامة والشجاعة وفي رحاب وضيافة الرجل الامة .. والي الولاية محمد يوسف كبر .. هذا الرجل العظيم والوالي الفريد والاستثنائي .. والذي استطاع أن يحدث نقلة هائلة وغير مسبوقة في ولايته .. ولاية شمال دارفور وبداره الفسيحة ووسط الغزلان والطيور النادرة وأبوابه المفتوحة والمشرعة لكل مواطني الولاية ومن دون فرز .. لا توجد حراسه ولا حرس .. ولا ماشي وين .. ولا جاي من وين .. ولا اسمك منو حتى .. الوالي كبر .. هو هكذا .. يجلس مع الصغير والكبير .. الغني والفقير .. الناس عنده سواسية كأسنان المشط كلهم مواطنيه ولم نأخذ هذه المعلومات من المراسيم او رجال حول الوالي .. أو وزراء أو معتمدين أو مستشارين فلقد ظل وفد صالون الراحل سيد احمد خليفة دوماً وسط المواطن العادي .. ونحن خريجي مدرسة «الوطن» الصحيفة وتلاميذ الراحل سيد احمد خليفة لم نأخذ المعلومات من الجهات الرسمية.. ولكن مباشرة من أهل المصلحة .. مواطني شمال دارفور البسيط قد أجمعوا جميعاً وبصوت واحد .. بان الوالي محمد يوسف كبر . ظل دوماً يقوم بحلحلة مشاكل المواطنين والوقوف على ذلك وبنفسه وقد ظل بيته مفتوحاً ليلاً ونهاراً .. هو بين الناس دوماً لا يكل ولا يمل.. ولا يتضايق وقد شهدنا بذلك وتأكدنا فيما قالوه لنا.. رجل بسيط .. ود بلد .. متواضع ومن تواضع رفعه الله. فهذا هو الوالي الذي نريد.. والحاكم المرغوب فيه الذي ينفذ رغبته ولا ينام إلا بعد أن يناموا.. ولا يأكل إلا بعد أن يأكلوا .. يحس بمشاكلهم .. يتفاعل معها .. وده متوفر تماماً عند الوالي كبر. وهذا هو الوالي محمد يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور وقد كانت فرصة طيبة وعظيمة ونادرة .. أن نقف على معالم المدينة «لفيناها» شارع شارع زرنا محطة الكهرباء .. طريق الانقاذ الغربي قصر السلطان علي دينار.. وكل معالم المدينة تقريباً .. وكان مسك الختام الزيارة التاريخية لمعسكر النازحين بابي شوك .. ووقفنا على احوال هؤلاء النازحين والجميع ذرف الدمع ولعن هذه الحرب اللعينة .. وظلم الانسان لاخيه الانسان وقراهم «تمسحت» من فوق الارض نهائي كما قالوا وأصبحوا بين ليلة وضاحها لاجئين هكذا.. وهذه الطفولة البريئة .. وهي تنظر إلى فضاء بعيد .. وهؤلاء النسوة ولا حولة ولا قوة إلا بالله .. مناظر ومشاهد تقطع له أكباد الابل .. الله .. الله على أطفالنا في دارفور.. الله .. الله على رجالنا في دارفور.. الله.. الله على أمهاتنا واخواتنا في دارفور.. الله الله على شبابنا وأولادنا في دارفور.. وحسبى الله ونعم الوكيل عندما يظلم الانسان اخوه الانسان .. وقد جلسنا معهم ساعات طوال وتحدثنا معهم واستمعنا لهم .. لا يريدون منصباً أو جاهاً أو سلطاناً أو مالاً زائلاً ولكن يطلبون الرحمة من الله أن يرفع عنهم هذا البلاء والإبتلاء العظيم وبصوت واحد نريد الأمن والسلام والعودة لقرانا.. فقط يا اخوانا الأمن والسلام والعودة لوطن الجدود.