مما يحمد للجيل الجديد الذي خلق ويخلق ثورات الربيع العربي، أنه يؤمن بالعقل الجمعي... وإحلال الكفاءة على حساب الولاء. وهو جيل لا يؤمن ب«القائد»، ولا يركن ل«الكاريزما». ٭٭٭ وللأسف الشديد، فإن فترة العشرين عاماً الماضية، كان شكل السياسة في السودان قائماً على «التجاذب الشديد والاستقطاب الحاد» بين الحاكمين والمعارضين...!. ورغم أنّ قوام الحكومة «العروبة والإسلام»... تماماً كما الحال في المعارضة ..!. إلا أنّ «المنافسة السياسية» والتناحر «القديم» وشخصنة الأمور، واستهداف «الزعامات» لبعضها البعض.. قد أضعف «أحزاب الشمال»، هنا وهناك.. فهرولا نحّو الحركة الشعبية.. فامتطت المعارضين..وانفصلت بالجنوب، بعد تنازل كبير من الحاكمين. ٭٭٭ إنّ ضعف وتناحر قوى الشمال هو البوابة التي ينفذ منها «العنصريون»،والداعمون لفكرة سودان جديد، يحكمه «كرازاي آخر»...!. أخطاء السياسيين «الشماليين» جعلتهم لا يرون الحقائق المجردة.. وقد أعمتهم عن معاناة المواطن السوداني .. وليس التدهور الاقتصادي إلا نتيجة متوقعة ل«طاحونة التناحر» بين أبناء الوطن الواحد. ٭٭٭ على السياسيين «القُدامى»، أن يدركوا أنّ هناك متغيرات كثيرة على الواقعين الإقليمي والمحلي.. ما عادت ذهنية الجيل الجديد منغلقة داخل قناعات فكرية وسياسية بعينها .. وإنما يتوقون لواقع يلبي تطلعاتهم ويستجيب لرغباتهم. ٭٭٭ إنّ من أبرز ملامح الربيع العربي أنه ثورات مطالب «ضد الفقر والفساد والقهر».. حيث لم تهتم الشعوب الثائرة ب «الزعماء».. ولم تكترث ل «البديل». ٭٭٭ أما نحن في السودان فإن الوضع يتطلب أنْ يجلس السياسيون حاكمون ومعارضون.. للتفاكر حول المخاطر المحدقة بالبلاد..!. للاستجابة لمطالب ورؤى الجيل الجديد. ٭٭٭ بقلائد الإحسان أو بسلاسل الإمتحان..!. رئيس التحرير [email protected] 0912364904