سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما أروع موقفه تجاه الشعب السوري البطل الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين .. حكيم الأمة وقائدها ورائدها وزعيمها .. وعباءته تسع الجميع
0912304554
Email :[email protected]
المملكة العربية السعودية، حباها الله تعالى ببيته الكريم في مكةالمكرمة، وبقبر الرسول سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة، وبمؤسس نهضتها الملك عبدالعزيز الذي وحد شبه الجزيرة العربية الممتدة من البحر الأحمر إلى الخليج العربي إلى بحر العرب وإلى كل المناطق الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية والصحارى الممتدة والتي جميعها شكلت هذا الكيان الممتد عبر التاريخ إلى يومنا هذا. السياسة السعودية اتسمت بالحكمة والمعرفة والدراية والنظرة الثاقبة التي جعلت المملكة قريبة من كل الأحداث التي مرت بها دول المنطقة العربية، والبداية كانت بالعراق التي خاضت حرباً ضروساً مع إيران بعد الثورة الإيرانية والتي كانت من طموحاتها تصدير الثورة إلى دول الجوار، والبداية كانت بالعراق، لأهداف دينية وإستراتيجية وعسكرية، وهنا كان الموقف السعودي واضحاً، ويعمل في مسارين: الأول إيقاف الحرب تحت شعار «الصلح خير» وحقناً لدماء المسلمين في البلدين، ولكنها أيضاً لم تقف مكتوفة الأيدي، فلقد كانت من الداعمين لصدام حسين، ليس حباً فيه، ولكن دفاعاً عن الشرف العربي ودفاعاً عن الشعب العراقي ومقدراته وأرضه، وهذه كانت الحكمة الأولى المتعلقة بالشأن العراقي. بعدها أصيب الرئيس العراقي صدام حسين بجنون العظمة، ونسي التاريخ والجغرافيا، وقام بغزو الكويت بجيشه الجرار، معتقداً أنها عظمة طرية بإمكانه ابتلاعها، ولكنه لم يستطع، وبقيت العظمة في حلقة حتى قضت عليه داخل حفرة تحت الأرض التي قتل شعبها ونكل به. وهنا كانت الحكمة الثانية للقيادة السعودية التي وقفت إلى جانب الشعب الكويتي الذي شاركت السعودية في تحرير كافة أراضيه من الطاغوت الذي كان يهدد كل منطقة الخليج العربي، بما فيها السعودية. أما حديثاً، فلقد تجلت القيادة السعودية في التعامل مع دول الربيع العربي بحنكة سياسية، وبدايتها كانت تونس التي هرب رئيسها زين العابدين بن على إلى السعودية، والتي قبلت لجوءه إليها ولكن بشرط، أن يظل لاجئاً «ملجوماً» وممنوعاً من الحديث وممارسة السياسة احتراماً وتقديراً للشعب التونسي وثورته التي قدرتها القيادة السعودية وأصبحت على مسافة واحدة من الشعب التونسي شأنها شأن بقية الشعوب العربية. السعودية - وبقدرة قادر - استطاعت تحويل المقولة الشهيرة «إن الحكمة يمانية» وحولتها إلى «الحكمة سعودية»، فيما يتعلق بالشأن اليمني والذي عجزت كل دول العالم عن فك طلاسمه بعد أحداث الثورة اليمنية وإصرار على عبدالله صالح على البقاء بالسلطة ليحكم آخر يمني يتبقى، فكانت المبادرة الخليجية والتي استطاعت حقن دماء الشعب اليمني بمبادرة تاريخية، وتحت دعم سعودي كبير، بالإضافة إلى دول الخليج التي أسهمت بقدر كبير لا يمكن إنكاره. السعودية كانت ومازالت إلى جانب كل خيارات الشعوب العربية، ومنها مصر بعد رحيل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وتولي محمد مرسي لمقاليد الحكم عبر صناديق الاقتراع، وبعد فوزه مباشرة، كانت رحلته الأولى إلى السعودية التي استقبلته مقدرة اختيار الشعب المصري له كأول رئيس منتخب بعد الثورة المصرية التي أذهلت العالم. السعودية من أوائل الدول التي بنت رأياً سلبياً في القذافي الذي حاول أن يتطاول على الملك عبدالله في إحدى مؤتمرات القمة العربية، مدعياً أنه ملك ملوك أفريقيا، ناسياً أن القيادة السعودية أصبحت زاهدة في حكاية ملك وملوك، متواضعة إلى الله سبحانه وتعالى بإطلاق اسم «خادم الحرمين الشريفين» بدلاً عن مسميات الدنيا الزائلة، وبعدها حدث ما حدث في ليبيا، وذهب القذافي غير مأسوف عليه، وعادت العلاقات لطبيعتها بين الدولتين الشقيقتين السعودية وليبيا. الآن بينما تحبس كل دول العالم أنفاسها وتتحدث عن المجازر التي يرتكبها بشار الأسد وشبيحته بحق الشعب السوري الثائر، وتتحدث وكالات الأنباء عن عدد القتلى والجرحى ويصرح زعماء العالم بأن أيام الأسد أصبحت محدودة، وبقية الأخبار الواردة التي تتحدث عن الانشقاق والنزوح.. وسط كل هذه الأجواء، تجلت حكمة الملك عبدالله الذي قاد بنفسه حملة تبرعات أطلقها لمساعدة الشعب السوري من أجل إعانته ومساعدته بعد تشريد قوات الأسد للنساء والشيوخ والأطفال الآمنين من مدنهم وقراهم. هذه الحملة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بلغت في بداياتها حوالي سبعة وستين مليون دولار غير التبرعات العينية والمجوهرات. وهذا تعبير صادق يدل على أن السعودية تقف إلى جانب الشعوب العربية وليس الأنظمة، تدافع عن الشعوب العربية وليس الرؤساء والحكومات مهما كانت درجة العلاقة والصداقة مع كائن من كان، واضعة نصب أعينها مصلحة الشعوب العربية التي ظلمتها أنظمة القمع والطغيان. الملك عبدالله قائد ورائد ويستحق لقب «ملك ملوك العالم» بمواقفه المشهودة والمشهورة بجانب الدول الإسلامية وغير الإسلامية. السعودية وقيادتها تحترم الإنسانية جمعاء، وليس لديها أجندة خاصة مثل بعض الدول التي تبحث عن مصالحها.