الأمطار التي هطلت أمس بولاية الخرطوم أثبتت جلياً أن المحليات وعلى وجه الخصوص محلية بحري ليست على الدرجة الكاملة من الإستعداد لمجابهة فصل الخريف، وواقع الأمر ليس على ما يرام، فقد ظل مواطنو المنطقة يجدون صعوبة في عملية السير سواء أكانوا راجلين أو راكبين لوجود كميات كبيرة من بقايا الأمطار بالشوارع المختلفة. «الوطن» وكدأبها دائماً في متابعة الأحداث من موقعها قامت بجولة في مناطق متفرقة من بحري واستطلعت عدداً من المواطنين في محور التصريف بهذه المناطق وابتدر الحديث لنا المواطن محمد عبدالله قائلاً أعتقد أن هذه المشكلة ليست وليدة اليوم بل هي معروفة ومتأصلة وستظل هكذا طالما أن المسؤولين بهذه العقلية التي لا تعرف مصلحة المواطنين. وذكر أحد المواطنين أن أكثر ما يثير الدهشة هو أن مسئولي المحليات يدركون تماماً متى يحل فصل الخريف ويدعون أن الخريف يفاجئهم انه أمر مضحك وانهم يثيرون فينا الغضب جراء اهمالهم لا هم قضايا المواطن وأن الأمر سيظل كذلك طالما مسؤولو المحليات ووزارة التخطيط بعيدون كل البعد من تلمس حال المواطنين. ودعا عبر «الوطن» المسئولين للخروج إلى الشوارع ليروا ما آل إليه حال المواطنين في محور التصريف وبعض القضايا التي تتطلب الإهتمام من قبل الجهات المختصة. وقال المواطن أمجد على مشكلة التصريف إنها أصبحت من المشاكل المزمنة ولا أعتقد أن المحليات قادرة على حلها في ظل الواقع الذي نراه فالمسألة أكبر من ذلك بكثير. وفي سوق بحري التقينا بأحد التجار الذي رفض ذكر اسمه فقال إن محلية بحري في محور التصريف تعتبر صفراً على الشمال، ولا هم لها سوى التحصيل دون أن يكون هناك إنجاز يحسب لها وانتم ترون بأنفسكم كميات المياه المتراكمة والأوساخ التي أصبحت من السمات التي الفناها كثيراً خاصة في هذا السوق وعلى المسئولين بالولاية متابعة هذا الأمر مع وزارة التخطيط ومحلية بحري. ومن جانبه أكد المواطن صابر عثمان أن هذا المشهد يتكرر كل عام ولا غرابة في ذلك والمحليات نايمة ولا تدري ما يحدث سواء أكان في الأسواق او الأحياء السكنية والشكية لغير الله مذلة وربنا يكون في عون الجميع. اما المواطنة بتول كوكو ذكرت أن مياه الأمطار غمرت جزءاً من منزلها المتواضع وقالت إن المحليات قامت بنظافة المجاري لكن لم ترفع الأوساخ التي كانت بداخل المجاري والشيء المؤسف رجعت تلك الأوساخ مرة أخرى للمجاري مما أدى إلى إغلاقها ولم تتمكن مياه الأمطار من التصريف بسبب إغلاق المجرى بالأوساخ وطالبت المحليات بإعادة نظافة المجاري مرة أخرى قبل حدوث كارثة أكبر علماً بأن هذا الاسبوع يشهد أمطاراً غزيرة حسب إفادات الإرصاد الجوي. وأثناء الجولة كشفت «الوطن» كميات من المياه داخل مواقف المواصلات وإمتلاء المصارف بالمياه وهذا يدل على قصور الجهات المختصة تجاه المواطن.