أكد وفد السودان لمفاوضات أديس أبابا مع وفد حكومة جنوب السودان على أهمية أن تشهد الفترة الانتقالية تعاوناً بين الخرطوم وجوبا حتى تصبح الدولتان قابلتان للنمو والازدهار منتقداً الأرقام التي قامت بعض الصحف بنشرها حول رسوم العبور ضمن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في أديس أبابا/ أثيوبيا. وأشار الوفد في بيان لوكالة السودان للأنباء (سونا) إلى أن الطرفين قد توصلا لاتفاق كامل تحت رعاية الهيئة الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي، حول مسألة النفط والدفعيات المتعلقة به. وقال البيان أن الاتفاق يشتمل على جزأين يتعلق الأول منهما بدفعيات إنتقالية مبنية على المبدأ المتفق عليه بين الطرفين والهيئة رفيعة المستوي بأن تكون هناك فترة إنتقالية مدتها ثلاث سنوات ونصف تتعاون فيها الدولتان بحيث تصبحان دولتين قابلتين للنمو والازدهار Mutual viability . وأكد البيان أن الهدف من ذلك هو تقليل الأثر السلبي خلال هذه الفترة الإنتقالية على اقتصاد السودان بفعل توقف إيرادات النفط المنتج في الجنوب وفي ذات الوقت لتتمكن دولة جنوب السودان من بناء الدولة الجديدة الوليدة وتطوير الخدمات الأساسية فيها. وأشار البيان الذي تلقته وكالة السودان للأنباء (سونا) أن الجزء الثاني من الاتفاق يتعلق برسم العبور السيادي ورسوم الخدمات التي تشمل المعالجة المركزية في هجليج والجبلين والنقل عبر خطي الأنابيب إضافة لخدمات ميناء التصدير . وعبر وفد حكومة السودان عن أمله في أن يمهد هذا الاتفاق الطريق لاتفاق شامل حول المسائل المتبقية الأخرى وبصفة خاصة الترتيبات التي ستؤدي إلى حدود آمنه بين البلدين تمكن من انسياب النفط والتجارة والبضائع وحركة المواطنين عبر الحدود بينهما. وأكد الوفد في بيانه (لسونا) أن الأرقام التي أوردتها الصحافة حول رسوم العبور والخدمات وغيرها، لم تكن دقيقة بيد أن ما ورد عن الاتفاق عموماً صحيح في مجمله. وأكد البيان أنه وفي تقدير وفد السودان فإن هذا الاتفاق مرض للدولتين (win - win situation) و انه يجب النظر إلى عملية التفاوض بأنها أخذ وعطاء. الى ذلك أعلن وسيط الاتحاد الأفريقي ثابو أمبيكي أمس السبت، أن السودان وجنوب السودان توصلا لاتفاق بشأن تصدير نفط الجنوب عبر السودان، لافتاً إلى أنه سيتم استئناف إنتاج النفط الخام في الجنوب من دون أن يُحدد موعداً لذلك. وقال الرئيس الجنوب أفريقي السابق، عقب اجتماع لمجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، إن «الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، لقد تم الأمر»، من دون أن يكشف تفاصيل الاتفاق. ووصف أمبيكي الاتفاق بأنه اتفاق بشأن كل الأمور والمسائل المعلقة مثل رسوم النقل والمعالجة والعبور. ولم يذكر أمبيكي تفاصيل، ولم يصدر تعليقاً فورياً من جانب السودان وجنوب السودان اللذان يتفاوضان في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا لإنهاء العداء بينهما. وقال أمبيكي عن الصفقة أيضاً «ما سيتبقى الآن هو مناقشة الخطوات المتعلقة بالموعد الذي يتعين مطالبة شركات النفط فيه بالاستعداد لاستئناف الإنتاج والتصدير».وكانت (الشروق) علمت من مصادر مطلعة، أن وفدي السودان وجنوب السودان لمفاوضات أديس أبابا توصلا إلى اتفاق على مبلغ 25 دولاراً و80 سنتاً للبرميل كرسوم عبور ومعالجة لنفط الجنوب الذي يمر عبر الأنبوب والأراضي السودانية وصولاً للتصدير بعد اجتماع مطول ضم رئيس الآلية الأفريقية. ومن جهته قال وكيل وزارة النفط السودانية المهندس عوض عبد الفتاح لوكالة السودان للأنباء يوم السبت «توصلنا لاتفاق نهائي مع دولة الجنوب بشأن عبور النفط».وأضاف فيما يتعلق بالملفات الأخرى قيد التفاوض مع دولة جنوب السودان «نتوقع انفراجاً في ملفات التفاوض الأخرى». وكان وفدا السودان وجنوب السودان أنهيا الجولة الحالية من المفاوضات في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا امتدت ثلاثة أسابيع ناقشت قضايا الأمن والنفط والحدود ومنطقة أبيي. وقال الناطق الرسمي باسم وفد السودان د. مطرف صديق في تصريحات عقب عودة الوفد إلى الخرطوم صباح السبت إن الطرفين توصلا لتفاهمات بشأن النفط «تعد معقولة»وأوضح د. مطرف بأن الاتفاق لا يلبي طموح الطرفين، وكشف عن بداية تنفيذه عقب التوصل لتفاهمات بشأن القضايا الأمنية عقب عيد الفطر المبارك.