سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سوق ليبيا .. علامات استفهام..؟؟ السلطات المحلية هي المتسبب الأول في الفوضى
التجار يدفعون 74 مليار وتحاصرهم التصاديق المؤقتة
الكهرباء خطر داهم والمياه ريفية بفاتورة خرافية
أجراه/ عبد الباقي جبارة/ تصوير/ عبد الله محمد
كثيرة هي المخالفات التي تعيق حركة الناس وخاصة في مناطق مكتظة بالسكان مثل أسواق ولاية الخرطوم بمحلياتها المختلفة، وغالباً ما تنسب هذه المخالفات لسلوكيات المواطنين أنفسهم المتضررين من ارتكاب تلك المخالفات مثل مخلفات النفايات وعدم تنظيم السوق وإعاقة حركة المرور، وفي كل هذه الحالات تدخل الدولة ممثلة في موظفيها لإعادة الأمور إلى نصابها، وهي أهم رادع لمرتكب المخالفات يلجأ إليها لتصحيح الأوضاع، لكن في حالتنا هذه والتي نحن بصدد سرد وقائعها المصيبة أكبر لأن المتهم الأول بإرتكاب تلك المخالفات هو الدولة ممثلة في موظفيها، ومثالنا الحي لهذه الحالات، سوق ليبيا الذي يعد من أكبر أسواق السودان والذي يعتبر سوقاً دولياً، وما اسم سوق ليبيا دليل على واردات الجماهيرية الليبية إليه، كما هنالك جزء منه كان يطلق عليها سوق مصر قبل الغزو الصيني، والذي أغرقه بالبضائع الصينية والشرق آسيوية، رغم احتفاظه باسم سوق ليبيا المشهد في هذا السوق لا تفي الكلمات ولا الصور بالتعبير عنه لضخامة المخالفات المرتكبة به، حيث إختلاط الحابل بالنابل ، فلذلك يصعب تحديد حجم المشكلة. (الوطن) في إطار تسليط الضوء على مشكلة سوق ليبيا استمعت لبعض أوجاع أصحاب المصلحة، وهم التجار كما صورت بعض المشاهد لعلها تعكس أو تشير لجزء يسير من الواقع الذي يعيشه هذا السوق. التقت (الوطن) بأيوب تابر محمد أحمد رئيس الغرفة التجارية بسوق ليبيا ليحدثنا عن أبرز مشكلات هذا السوق وما هو المتسبب فيها فقال: سوق ليبيا تبلغ إيراداته لصالح الدولة (74) مليار جنيه وكان يجب أن تخصص منها نسبة 52% لصالح خدمات هذا السوق، كما أن التجار يدفعون مبلغ وقدره 3 مليار جنيه رسوم نفايات، وإن اللائحة الطويلة من البنود التي يدفعها التجار مهولة ورغم ذلك مشكلتهم الأساسية متسببة فيها الدولة ممثلة في بعض منسوبيها والذين هم موظفي الوحدة الإدارية بسوق ليبيا التابعة لمحلية أمبدة ورغم أن المعتمد الجديد الأستاذ عبد اللطيف فضيلي وقف في زيارة ميدانية على أوضاع هذا السوق وكانت توجيهاته واضحة لتصحيح أوضاع هذا السوق إلا أن هذه التوجيهات يبدو ذهبت أدراج الرياح وخاصة مع هذا الشهر الكريم الذي يعتبر أهم موسم للتجار وهو حصاد موسم بالنسبة لهم، والمشاكل الرئيسية تتمركز في المدخل الرئيسي لهذا السوق وهو الشارع الذي يفصل بين سوق الشيخ أبوزيد وسوق ليبيا وهذا الشارع يجب أن يربط هذا السوق بنفق ود البشير المقترح ، ويعتبر المدخل الرئيسي لهذا السوق لدخول البضائع والزبائن -على حد سواء- وعندما تفهم المعتمد لهذا الأشكال حدد أن يكون لهذا الشارع أربعة مسارات أي أن تتم توسعته من الجانبين، ولكن للأسف بدلاً عن أن تنفذ هذه التوجيهات قامت سلطات الوحدة الإدارية بإستخراج التصاديق المؤقتة وانتشرت المحلات العشوائية بجنبات الشارع وبدلاً من أن يكون أربعة مسارات تقلص لمسار واحد أضطر بموجبه رجال المرور لإغلاقه ليكون اتجاه واحد، ونتيجة لذلك أن الأضرار التي تسببت فيها هذه التصاديق لا حصر لها وأهمها تعطل حركة المرور تماماً وبالتالي التضييق على التجار المنتظمين دافعي الضرائب ومختلف الجبايات، والذين أغلقت في وجوههم كل المنافذ وأصيبوا بأضرار بليغة، كما أن ناتج النفايات تسبب في كوارث بيئية بسبب هذه التصاديق المؤقتة وأصبحت الروائح الكريهة وأكوام الزبالة شيئاً مألوفاً ، وتشوه هذه المناظر هذا السوق العملاق وخاصة أن هذا السوق يرتاده كل الأجانب الذين يزورون السودان، كما أن هذه التصرفات تتسبب في حالة عدم استقرار أمني بحيث ينشر اللصوص والنصابين، بالإضافة إلى عدم استطاعة السلطات ضبط السلع الفاسدة التي تباع في محال هذه التصاديق المؤقتة، فلمشكلة هذا السوق يجب أن تدخل الدولة من أعلى مستوياتها لوقف هذه الفوضى الذي يكون المتسبب الأول فيها هو السلطات المحلية مقابل إيرادات قد يصل جزء منها للمحلية أو لا يصل ، وكله لا يساوي شيء مقابل المساوي التي تتركها هذه التصاديق المؤقتة. اما المشكلة الثانية التي يعاني منها هذا السوق رغم ضخامته وإيراداته أن مياهه مياه ريفية أي يشرب من الصهريج وكان يجب أن يشرب من محطة مياه المنارة، والمصبية أن هنالك متعهد ينوب عن الحكومة مستلم الصهريج ورفع فاتورة المياه من 52 جنيهاً إلى مئتان جنيه. كما أن الكهرباء رغم انها جيدة ومستقرة إلا أن هنالك مشكلة في الطبلونات وانها أرضية ومعرضة لمياه الأمطار وتسبب في مخاطر ورغم أن هنالك مجهودات لتحسين صورة هذا السوق فيما يتعلق بعمل (الانترلوك) إلا أن الجهات المنفذة نفذته بعدة مخالفات وأصبح يحد المياه وبه عدة ملاحظات. كما أن هنالك حلولاً لكل هذه المشاكل إذا صدقت النوايا وعمل موظفو هذه المحلية على حلها وخاصة فيما يتعلق بالتصاديق المؤقتة باننا اقترحنا عليهم الإتجاه شمال السوق به متسع ويمكن أن يستوعب عدداً كبيراً من أصحاب التصاديق المؤقتة كما شكى مدير بنك فيصل الإسلامي فرع سوق ليبيا بانه يعاني من مشكلة حقيقية ورفعها لكل السلطات دون أن تجد من يتجاوب معها وهي أن السلطات المحلية قامت باستخراج تصاديق مؤقتة لعدد من المواطنين قاموا بعمل رواكيب على سياج البنك دائر ما يدور من مواد مؤقتة مثل الجوالات وخلافه، وهذه لا قدر الله لو اشتعل حريق ستقضي على الأخضر واليابس كما أن هذه مسئولية والبنك مدخله واحد وتعيقه هذه التصاديق وهذا التصرف وضعنا في موقف حرج نتمنى أن تتجاوب معنا الجهات المختصة لتصحيح هذه الأوضاع. من المحرر: ورغم كل الذي استعرضناه بانه من رأى ليس لمن سمع الوضع في سوق ليبيا يحتاج إلى أكثر من وقفة.