مع إقتراب عيد الأضحى المبارك، فإن هاجس الأضحية أصبح الشغل الشاغل للأسر السودانية، إذ يتناول الناس في مجالسهم بأن سعر الخروف قد وصل سقفاً لا يستطيع المواطن العادي، أن يشتريه، أي أنه سيفشل في تنفيذ شعيرة مهمة من شعائر ديننا الحنيف وإزاء هذا التوجس فإذا بالأستاذ عثمان عمر الشريف وزير التجارة يفجر قنبلة إقتصادية إجتماعية معلناً بأن سعر الخروف للأضاحي هذا العام سيكون «450ج» وفرك بعض الناس أعينهم يقرأون الخبر في الصحف السيارة التي صدرت يوم الثلاثاء 2 / 10 / 2012م ومنهم من هلل وفرح بالخبر، وبدأ ينقله وسط أهله وأقربائه وأصدقائه، ومنهم من قال بإن الوزير عثمان عمر الشريف قد أصدر قراراً بفك حظر السيارات، ولكن في اليوم التالي جاءت قرارات عليا فألغت القرار، ومنهم من قال إنه استهلال سياسي.. ومنهم من قال ايضاً إن الوزير يعيد من الصورة اي انه ليس من صناع القرار، ولكني أقول إن الأخ عثمان عمر وكما أعرفه فهو رجل مصادم سياسياً لا يكذب، ولا يخشى في الحق لومة لائم، هذه صفات انسانية تصب في معين عثمان الانساني والإجتماعي والأخلاقي، ولكن في عالم السياسية وعثمان أدرى بهذه النقطة أكثر مني فمهما كان ليس في حاله ثبات بل في حالة حراك حكمها مصالح مختلفة، وإن كنت في مكان الوزير عثمان عمر لما أعلنت على الملأ بأن سعر الخروف 054ج، تركت ذلك لتغلبات السياسة كما أوضحت. فقد تصدق توقعاته والتي بالتأكيد اعتمد على معلومات مؤكدة وصلته من مساعديه ومن بعض الوزارات ذات الصلة، ولكن رغم ذلك ستظل المسألة قائمة ومحفوفة بالفشل مما حدا بكاتب كبير «راشد عبدالرحيم» يقول للسيد عثمان بإنه سيرسل شيكاً بالمبلغ المخصص للخروف إلى حسابه الخاص حتى يضمن الخروف ذي «054» ج. والغريب في الأمر أن شعبة الصادر بالغرفة التجارية توقعت أن يقفز سعر الخروف إلى أكثر من مليون معتمدة على أن تصدير الهدى الذي صدر هذا العام للمملكة العربية السعودية حدثت فيه بعض التجاوزات ولم يخضع للمعايير المعروفة، ولكن بالرغم من التناقضات التي بدأت تظهر في الأفق .. الآن أن هناك جهات نافذة بشرت منسوبيها بأن سعر الخروف «500ج» ومن أراد فليسجل اسمه وأياً كان الشيء بالشيء يذكر فاننا كقبيلة للصحفيين نتوقع أن يتحرك إتحادنا الهمام بتوفير الأضاحي بسعر معقول يتناسب مع مرتبات القاعدة العريضة، وقد صدق إتحاد الصحافيين في شهر رمضان بأن وفر بعض إحتياجات رمضان لمنسوبيه ، فنحن في انتظار صديقنا الأستاذ الفاتح السيد الأمين العام لاتحاد الصحفيين بأن يوفر الكمية المعقولة حتى يستطيع هذا القطاع المغلوب على أمره بأن يضحي هذا العام ولا أيه رأيك يا الفاتح؟؟ بقى أن نقول لأهل الحكم أن هذا الشعب العظيم رغم الظروف الاقتصادية التي عاشها ويعيشها الآن بكل صبر وشجاعة، يتطلع إليكم أن تفعلوا شيئاً، والآن عليكم بالتدخل وهنا نناشد رئيس الجمهورية بأن يدعم مشروعاً للأضاحي لا في ولاية الخرطوم فحسب بل في كل ولايات السودان. دعمكم سيدي الرئيس لمشروع الأضاحي سيدخل الفرحة في كل بيت سوداني وأظنك سيدي الرئيس قد قرأت أو سمعت بأن السيد والي الخرطوم قد حدد معياراً لتعريف ما هو الفقير والذي يقول فيه إن الفقير هو الذي يتبقى له من راتبه مبلغ «25» جنيهاً لشراء بطاقة التأمين الإجتماعي. بهذا الفهم فإن 90% من شرائح العاملين فقراء وعليه نطمع يا سيدي الرئيس إن فشلت الدولة في توفير خروف الأضاحي لهذا العام بسعر رمزي فلتتكرم سيدي الرئيس بذبح هدي واحد لكل أهل السودان وبالتالي تكون قد أرحت واسترحت.