أيام الدراسة من خمسينيات وحتى ستينيات القرن الماضي ومراحل التعليم الثلاثي التي كانت تتكون من الاولية والابتدائية أو المتوسطة والثانوية، ولكل أربع سنوات حيث تصبح سنوات التعليم من البداية للوصول إلى الجامعات مجموعها اثنا عشر عاماً ثم تحولت إلى ستة فثلاثة - ثلاثة والآن ثمانية ثم ثلاثة لتتقلص إلى أحد عشر عاماً كما هو ماثل الآن تحت مسعى تكملة هذا العام ليعود مجموعها إلى الاثنا عشر هذا هو ما كان وكائن الآن في مجالات التعليم المدرسي، ونحن إذ نتعرض إليه الآن فقط ذلك للذكرى وإعلام الجيل الجديد. اما عن موضوعنا الذي نحن بصدده تحت العنوان المذكور (سبل كسب العيش) فإن المعنى منه والذي كان مفعلاً إبان ذلك الزمن في كل المدارس المذكورة من بدايتها إلى النهاية فقد كانت هنالك نشرات دورية تصدرها الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم مطبوعة على ورق بمقاس الكتاب المنهجي 42*71سم لتوزع على التلاميذ والطلاب حاملة معلومات لصيقة بالمقررات المنهجية يخرجها علماء أجلاء بمعهد بخت الرضا شارحة كل ما يدخل في اطارات الحياة من سبل ووسائل إعاشية وكيفية الحصول عليها من منابعها ومصادرها من زراعية وصناعية وتجارية جالبة لكل ما يحتاجه الانسان في مسارات حياته المعيشية منذ بداياتها. كانت تلك النشرات تصدر بكميات كبيرة من قبل المناهج بالوزارة لتوزع على المدارس ليستفيد منها الطلاب عند تخرجهم في كيفية الوصول إلى سبل مشتقات المعيشة بالطرق التي يتدارسونها من تلك النشرات المؤدية لتسهيلها. لقد كان في مضمون كل ما تحمله تلك النشرات من معلومات في اطار سبل كسب العيش الكثير من الفوائد الإعاشية التي تتغذى بها أذهان التلاميذ بإعتبارها واحدة من أهم المقررات المنهجية العلمية المستقبلية لهم ولاسرهم ولعامة البلاد لكي يسعى ويعمل الكل جاداً من أجل الحصول على وسائل إعاشته معتمداً على نفسه منذ البداية ومن هنا وباستمرارية تلك النشرات العلمية الحياتية قطعاً ما كنا سنضطر لنشير لأحد عن كيف يحصل على معاشه بكل يسر إذا ما كان هو أصلاً عالم بواجبات الانتاجية. ومن هنا لابد لنا من أن نسأل تلك الجهات التي كانت تصدرها وتوزعها على المدارس من قبل الوزارة ومناهجها العلمية عن لماذا دحرت وتوقفت؟؟ أليس هي حقاً فاعلة ومفيدة في ما ذكرنا من مجالات أم هي قد أصابها التغيير الذي أصاب الكثير من غيرها من مناهج ونظم مدرسية وتعدد وتنوع في مساراته الأساسية؟؟ وفي سنواته التي ذكرناه مقارنة بالماضي المجيد الذي كان طالب المتوسطة فيها يساوي في علمه طالب الجامعة الآن، وهذا واضح وعليه يجب أن نعمل على إعادة التعليم المدرسي إلى مجده التليد في كل مناهجه وسنواته الدراسية ومعلميه ومن بينها ما نحن بصدده لإعادة نشرات تعريف سبل ووسائل كسب العيش.