موكب حزين نقل جثمان الفنانة والمبدعة الرقم حواء الطقطاقة إلى مثواها الأخير وهي تطالب في وصيتها بأن يخرج جثمانها من منزل الزعيم إسماعيل الأزهري ببيت المال ، والموكب عنوانه الحزن الدفين ومداده الدمع السخين ليكتب في التاريخ رحيل المرأة الي لبست علم السودان (ثوب) بكل ألوانه يوم أن رفع الأزهري والمحجوب وبجانبهما السفير خليفة عباس العبيد علم السودان في الأول من يناير 1956م ومرت على تلك الذكرى 57 عاماً وثوب الطقطاقة ما زال من ضمن القيم النبيلة التي تؤكد فكر المرأة السودانية والفنانة الطقطاقة إستخدمت الغناء كوسيلة للروح الوطنية والتداخلات الإجتماعية وليس وسيلة لجمع المال. حواء الطقطاقة إسمها بالكامل حواء أحمد سليمان والطقطاقة لقب من طقطقة الغناء والإيقاع وهي من منطقة الرهد أبودكنة وزريبة الشيخ البرعي شمال كردفان ومن جهة ثانية تنتمي لقبيلة العركيين التي تقطن مناطق عديدة من السودان لكنها تربت في أم درمان وقد كان أهلها قد منعوها أن تغني لأن الأسرة متدينة وملتزمة لكنها أقنعتهم بالغناء المحترم ولم تخرج من عباءة الأسرة حتى وافاها الأجل المحتوم وهي من مواليد العام 1923م تقريباً حسب إفادات قديمة في زيارتنا لها ببيتها مع الزميلة رحاب إبراهيم وهي أم ( أماني ) فقط لكنها أم الجميع خاصة الفنانات اللائي حزنا عليها بشدة وقد شاركن في التشييع والموكب لبيت الأزهري الفنانات سمية حسن وأفراح عصام وإنصاف مدني بجانب حنان بلوبلو والتي لا تفارقها كثيراً والحزن يسيطير على حضورهن وهن قد شاركن بجانب ترباس وسيف الجامعة ومحمد حسن في الموكب الحزين من بيتها بحي الضباط إلى بيت الأزهري وهي مشاركة للفنانين والفنانات ورموز المجتمع في مناسباتهم ، إلى جانب مشاركتها في المناسبات العامة خاصة عيد الإستقلال وهي من رموزه الوطنية وقد شاهدناها عند رحيل القطب الإتحادي محمد إسماعيل الأزهري وهي أصرت أن تساهم في دفنه بمقابر أحمد شرفي بل أن تدخل القبر وقالت هو إبني ووالده مصدر فخري وفخر كل السودانيين الشرفاء وكانت تلبس ذات الثوب المطرز بألوان علم السودان يوم رفع العلم السوداني وسيبقى الثوب ذكرى ودلالة من دلالات الإستقلال. لقد أخبرتني الفنانة حنان بلوبلو (إبنتها) التي تعزها جداً منذ ان ظهرت في الساحة الفنية بأن الطقطاقة قد رحلت لمثواها الأخير صباح أمس وأنها تهتم بأخبار كل معارفها وهي تغالب المرض وتصارع القدر ولكنها لم تستطع أن تقاوم الموت وهو المصير المحتوم، وحنان كانت تحدثني بالدموع وعند وصول الخبر تقاطرت الجموع لمنزلها بحي الضباط بأمدرمان قبالة مستشفى الضو حجوج وقد كانت حبيبة الكل وعرفها الناس وهي تغني للإستقلال وتغني للرموز الوطنية والسياسية ورجالات المجتمع الذين صاغوا التاريخ وألبسوا السودان ثوب الحرية والعزة والكرامة بعد أن أخذوه من فك الإستعمار الإنجليزي المفترس وحواء كانت تمثل بنات حواء في حلبة النضال ضد الإستعمار وقد منحت المرأة السودانية الضؤ الأخضر لتقول كلمتها في الساحة العامة حسب ما يقتضيه الشرع والعرف. حواء الطقطاقة غنت (السودان يا بلدنا..الفيهو إتولدنا ..الجايين من بعدنا ..يلقوا الخير فيه أدنى) وغنت (المهيرة عقد الجلاد النار يا عروسة عريسك غلبو الثبات..المهيرة مهيرة السرور إنت ملكة حواليك نور النار يا عروسة) وغنت (البي ريدهم بلوني ما أظن تاني ينسوني ) وأغلب أغنيات البنات التي ظهرت في تلك الفترة وهي أغنيات ما زالت تواكب الزمن ومطلوباته. لقد كانت حلقات بنات حواء التي قدمت من خلال قناة هارموني من إعداد الشاعرة سحر ميسرة في العام الأول وتقديم الفنانة تريزا شاكر ثم من إعداد أمير عبدالماجد وتقديم الصحافية الناجحة أم وضاح من خلال شاشة قناة قوون كانت محطاتها الأخيرة وهي تودع الفانية لمثواها الأخير بمقابر حمد النيل جنوبأم درمان سائلين الله تعالى أن ينزل على قبرها شأبيب الرحمة والمغفرة. -- نادر في الوجدان يقيم مركز شباب كرري ورابطة محبي الفنان نادر خضر ليلد ثقافية كبرى لختام الموسم الثقافي تحت شعار (نادر في الوجدان) بمسرح المركز جنوب ميدان جامسكا يوم غدٍ الأربعاء. يشتمل البرنامج على فقرات غنائية يشارك فيها مجموعة من المطربين باغاني الراحل نادر خضر -- ومضة *أتق الله ستفتح لك الأبواب الموصدة *لا يصلى تالقلب بنار الغرام ، بل بالبعد عن تقوى الله تعالى * ما أجمل الإبتسامة التي تزيح من الوجوه الكآبة والحزن * الفن يعلو وترتفع رايته عندما يسمو بالقيم الفاضلة * كن نسراً يحلق فيالفضاء ولا تكن جرزاً تتخاطفه الصقور * الشعوب العظيمة كعسل النحل تختلف ألوانها لكنها تشبع الجائع وتشفي الغليل * إحساسك باتلفشل يقتل بداخلك فرص النجاح * ما أتعس الذين يقفون على شواطئ الأحزان ينتظرون الأخذ بأيديهم * اياك والكذب فإنه سبة في جبين المرء * لا تدخل محيط الأخرين بدون إستئذان * بداخل كل منا إنسان نحبه ونشتاق لرؤيته *الصدق صدق والحب حب ةليس بينهما أمور متشابهات جمال سنهوري