بحمد الله وشكره غادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس الاول (غادر بحفظ الله ورعايته مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض)، عقب إجراء عملية جراحية في ظهره تكللت بالنجاح، ومنّ الله عليه بالصحة والعافية شاكراً له ولأبناء وبنات وشعب السعودية ،ممتناً لهم على مشاعرهم النبيلة تجاهه، وكذلك شكر كل من سأل عنه وأتصل من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية والاسلامية والصديقة. ونحن بدورنا نحمد الله كثيراً على شفاء خادم الحرمين الشريفين، الذي يستحق لقب (ملك ملوك العالم)، وذلك لمواقفه الطيبة تجاه شعوبنا العربية التي عانت بطش الأنظمة والديكتاتوريات، وليس ببعيد ما قدمّه خادم الحرمين للشعب السوري البطل من تبرعات ودعم، في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن مجازر الأسد وطائرات الأسد التي قتلت الاطفال والنساء ودكّت المساجد والمستشفيات، وهنا ظهر معدن الملك عبد الله الأصيل الذي لا ولن يساوم على حياة الشعوب العربية والاسلامية، بسياسة حكيمة ومتزنة تعبّر عن فهم وإدراك للقيادة السعودية لكل مجريات السياسة في المنطقة، بدايةً بتونس التي قبلت السعودية رئيسها المخلوع زين العابدين كلاجئ سياسي ،حقناً للدماء التونسية وحفظاً لحقوقه، لأن اللجوء في السعودية لايعطي الحق بممارسة السياسة ،ونتحدى أيّ شخص شاهد بن علي على أىّ شاشة تلفزيونية، حتى (اسبيس تون) يصّرح أو يتحدث. ثم أتت ليبيا التي أساء حاكمها القذافي للقيادة السعودية، مدعياً أنه ملك ملوك أفريقيا، وعندها أيقنت أنه إنتهى لأن الملك عبد الله لايستحق غير الثناء والاشادة بعد أن نصّب نفسه راعياً وخادماً للحرمين الشريفين قبلة المسلمين طوال العام، عمرةً وحجاً وزيارةً. ثم مصر التي كانت وقفة القيادة السعودية مع شعبها الذي إختار طريقه، وقفة رجولية، تعبّر عن العلاقة مع الشعوب وليس مع الأنظمة التي لفظها شعبها. السعودية كانت ولازالت تحتل موقفاً دولياً مميزاً، محترمةً ومقدرةً من كل شعوب العالم وحكوماته، على مختلف مسمياتها ومعسكراتها.. واضعةً مصلحة الشعب السعودي والشعب العربي في الحسبان، مدافعة عن مقدراته وأراضيه، داعمة لمواقفه في المحافل الدولية. ألف حمداً لله على السلامة ملك ملوك العالم عبد الله بن عبد العزيز، مع الأماني بدوام الصحة والعافية تضرعاً لله ودعوات مباركات من الشعب السوداني وقيادته.