فى لقاءاً سابق تناولت موضوعاً يتعلق بنظافة المدينة وتحديداً مناطق المستشفيات والمصاحى ومداخل الدواوين الحكومية المختلفة التى يرتادها جمع غفير من المواطنين لقضاء حوائجهم وركزت على مدخل مستشفى الذرة بالخرطوم وأكوام الأوساخ التى تقابلك والسوق المحلى الذى حول المدخل وقلت إن مستشفى الذرة مثالاً للعديد من المواقع ،ناقشنى أحد المواطنين بأن شارع مستشفى الخرطوم الإتحادى هو سوقاً لكل المنتوجات الفاسدة للسلع والعديد من المفروشات إنتهت صلاحيتها من زمان ولم تعد تصلح لأى شئ ، والحال ينطبق على العديد من السلع والمنتوجات التى تضربصحة الإنسان على مرأى من الجهات المختصة ، والمواطن الكريم الذى أخذ يحدثنى عن نظافة الخرطوم فى العصر الذهبى وكيف أنها كانت رمزاً للنظام والرقى والأمان حيث يضرب بها المثل وتضاهى العديد من العواصم العالمية من حيث النظافة والإهتمام وصحة البيئة وشارع مستشفى الخرطوم حسب رأية بالشواهد والإدلة والمعاصرة أيضاً من أنظف الشوارع فى العاصمة المثلثة أذ يمنع فيه البيع ورمى الأوساخ والمطاعم وما تفرزه من شوائب إذ أن المستشفى يقدم للمريض من مطبخه (البوفيه المركزى ) كل ألوان المأكولات والمشروبات مجاناً حسب روشتة الطبيب التى يكتبها للمريض !!ليس هذا فحسب وتقدم الخدمة العلاجية مجاناً وعلى حساب الحكومة للمرافق ايضاًوهى فاتورة مدفوعة من قبل المواطن ، دافع الضرائب والعشور والزكاة والبلدية أو المجلس المحلى يقدم العديد من الخدمات وتأتى ميزانية الدولة فى مجالات الخدمات وعلى رأسها الصحة والتعليم والأمن فى سلم الأولويات لذلك ليست هنالك أمراض تذكر ولا أدوية مضروبة ولا سلع فاسده لأن الرقابة فى كل شئ بدءً بالرقابة على الواردات من الخارج من العربات والعلاج والسلع المختلفة ولكل جهة إختصاص ولكل حديث مقام !! والمواطن الذى يحكى عن الزمن الجميل والسودان الذى لا يشبه وضعه الأن والإهتمامات بالحدائق والشوارع ومصارف الأمطار وأماكن البيع والشراء وحتى المواصلات العامة كلها تحت الرقابة واالإهتمام !! والإهتمام بشارع الأستبالية يأتى كمثال وعنوان للنظافة العامة لذا فإن الامراض والوبائيات لا مكان لها لأن كل شئ بالتنظيم والتدقيق !! وبدل ما نمشى لقدام رجعنا الى الوراء والكثير جداً من الموضوعات التى تبدلت والأماكن العامة كمنتفعات زحف عليها البنيات ودون التنسيق ومازال ذلك المواطن يتحسر على الخرطوم العاصمة النظيفة والعفيفة والراقية والمتحضرة والتى كانت قبله للزوار من الأقاليم المختلفة بما تحمل من معانٍ للتحضر والرقى والحال الآن لايشبه السابق !! وحليل أيام زمان وحليل مفتشى الصحة وضابط البلدية وكمان ضابط البوليس وحليل تاكسى الخرطوم وسائقه الذى يعرف الشوارع والأزقة والحوارى والديوم وشيخ الحى والقابلة والناظر ومحل الرغيف ومراكز خدمات المواطنين وحليل الشوارع النظيفة ومواعيد سودانير وصفارة القطر ولبن كافورى وفول أبو العباس وعيش باباكوستا وسودان بوكشوب sudanbookshop) (والجامع الكبير الذى أصبح ملاذاً للإحتيال والحرامية وسائلى الناس وحليل مقاهى وقهاوى الخرطوم التى كانت مكان إلتقاء الشعراء والأدباء والساسة والمفكرين ورجالات الإدارة الاهلية والزائرين للخرطوم وكمان حليل وحليل السوق العربى والمحطة الوسطى ودكاكين الجملة والقطاعى وهل تعود للخرطوم مميزاتها وأحساسها الجميل النبيل بالأمن والطمأنينة والسير دون خوف أو هلع أو وجل ... وكان ذلك هو الحلم الذى يراود المواطن المسكين والذى ما زال يسأل عن العاصمة المثلثة التى راحت فى خبر كان وبقت أضغاث أحلام . الى أن نلتقى ..ويبقى الود بيننا [email protected]