لكل زمان مضى آية وآية هذا الزمان الصحف لسان البلاد ونبض العباد وكهف الحقوق وحرب الجنف تسير مسير الضحى في البلاد إذا العلم مزق فيها السدف وتمشي تُعلم في أمة كثيرة من لا يخط الألف فيا فتية الصحف صبراً إذا نبا الرزق فيها بكم واختلف فإن السعادة غير الظهور وغير الثراء وغير الترف ولكنها في نواحي الضمير إذا هو باللوم لم يكتنف (أحمد شوقي). الصحافة كما يصفها لنا سير (أوكس) من جريدة ( new york times) هي: (مهنة لا تستميلها الصدقات، ولا يرهبها الاعداء، وهي لا تطلب معروفاً، ولا تقبل إمتناناً، إنها مهنة تتقاضى عن العاطفة والتحيز، والتعصب الى أبعد الحدود.. فهي مكرسة للصالح العام، وتفضح الألاعيب والإنحرافات، والقصور في الشؤون العامة وتتعامل بروح العدل والإنصاف مع أصحاب الآراء المعارضة مهنة شعارها (ليكن هنالك نوراً!!) والصحافة هي وظيفة إجتماعية مهمتها: توجيه الرأي العام.. عن طريق نشر المعلومات والأفكار الجيدة الناضجة، أفكار مفعمة ومناسبة الى مشاعر القراء، كما هي في المقام الأول: رسالة وليست مهنة للتكسب فقط. وهي أيضاً: فن تسجيل الوقائع اليومية، بدقة وانتظام وذوق سليم، مع الاستجابة لرغبات الرأي العام وتوجيهه، فالصحافة: مرآة تعكس الأحداث اليومية: بشفافية ونزاهة ودقة متناهية، والصحافة الهادفة والأمينة هي: التي تنقل الخبر دون تحيز شخصي، وأن تحترم الحقائق وتقدمها دون تزييف أو تغيير أو تلوين، فالصحافة الصفراء هي : خطر على المجتمع والدولة ككل، وذلك لما تنشره من الإشاعات والأخبار الكاذبة أو المحرفة والمصنوعة، وهذا يفقدها ثقة القارئ ويجعلها مغمورة وقليلة الإنتشار أو ضعيفة التوزيع وذات أثر سلبي على نفس المتلقي أو القارئ، فهي صحافة تميل الى التهويش والتهويل والمبالغة وخير مثال على ذلك: إحدى الصحف السودانية - بدون أن نذكر اسمها - والحق يقال إنها من أخطر (الصحف الصفراء) في السودان.. إن لم تكن في افريقيا فهي صحيفة قد درجت تخرج لنا كل يوم: أخباراً كاذبة وملفقة هي أبعد ما تكون عن: المصداقية والشفافية والنزاهة والمهنية الصحفية، فإن لم توقف ستقضي على اليابس كما قضت على الأخضر. وحقيقة يعتبر إرتياد العمل الصحفي أو الولوج لعالم الصحافة هو: من الصعوبة بمكان على أي شخص، فطريق الصحافة لمن أراد أن يسلكه، هو طريق: صعب وشائك ومحفوف بالمخاطر والمحن والإحن يجب على الكاتب الصحفي أن يتسلح: بالموهبة أولاً ثم المعرفة وأخيراً الخبرة. وأعني بالمعرفة: القراءة الكثيفة والمتأنية لأمهات الكتب في شتى المجالات المعرفية المختلفة، فالقراءة: تصقل موهبة الصحفي، وتوسع مدارك تفكيره، وتنمي ملكة الكتابة لديه. وكذلك يجب على الصحفي: متابعة الاحداث الجارية حوله بدقة متناهية. وأسلوب الكتابة والمفردة الصحفية يختلفان من كاتب لآخر فمثلاً: مفردة الرزيقي تختلف ومفردة أبو العزائم ومفردة حسين خوجلي تختلف ومفردة عووضه وهكذا ... الخ. وأخيراً ندلف الى موضوع: أوضاع الصحفيين في بلادنا -أي السودان - فمعظم هؤلاء الصحفيين، يتعرضون لمضايقات يومياً من السلطات تؤدي هذه المضايقات الى: هجرة يومية من والى سوح المحاكم وساحات القضاء، وأحياناً تؤدي الى السجن أو توقفهم عن الكتابة، كما حدث لبعض الكتاب مثل: أسحق وشبونة والمكاشفي، يجب اطلاق القوانين المقيدة والمكبلة للحريات كما يجب أن يعبر الصحفيون عن آرائهم بحرية بعيداً عن المضايقات، أما بالنسبة لقانون الصحافة والذي تقول الاوساط الصحفية والإعلامية إنه سيصدر في الأيام القادمة!! فإن صدر هذا القانون بمواده أو بنوده التي وصفت فيقيني ستصادر جميع الحريات الصحيفة!! وستقلق كل الصحف!! وحينئذٍ لن يبقى لنا إلا وأن نقول: (على الصحافة السلام!!!!)