لقد زارني في غضون هذا الاسبوع عدد كبير من المواطنين يشكون الغلاء الفاحش الذي احتل كل الاسواق وصارت الحياة صعبة عسيرة، وحقيقة في تلك اللحظة التي زارني فيها ذلك العدد الكبير من المواطنين يشكون من اهمال الحكومة لحياتهم التي جعلتهم أشبه باليتامى الذين لا أب لهم يمطرهم بحنان الابوة ولا أم رؤوم تهدهدهم وتترك لهم شرشحة الأماني ترافق عقولهم وقلوبهم، وإقاقاً للحق في تلك اللحظة الصعبة التي صارت خارج إرادة الشعب وفجأة تركت العنان لنفسيتسبح وتغوص في أعماق الخيال الذي أوقفنى في اليوم الذي نهبت فيه مدينة هجليج وكذلك التاريخ الذي عادت فيه لأحضان أهلها لكي يمطروها بالحنان الذي أنشئت فيه فبدون شك كانت لحظة سعيدة ليس لها حدود في نفوس أفراد الشعب السوداني الذي يحمي العرض والذي يحمي الارض ويقف انتباه في الحدود يحمي الوطن ويبهجني كل الابهاج بان أقول بكل صدق كدت في تلك اللحظة التي تهت فيها بخيالي أن امتزج بأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وحياتهم في سبيل حماية الوطن في تلك اللحظة التي تركت فيها وجدانيات تصور الفرحة التي غمرت مشاعر كل الشعب السوداني بعودة المدينة الساحرة لان الفرحة تتجدد في أرواح الشعب السوداني اللحظة بعد الأخرى لتتجرد من كل الحواجز التي تحول بين الحواجز التي تمنع التعبير في النفوس وتمنع الحزبية التي يريدها هذا الشعب لتكون له ثوباً أنيقاً ساتراً يستره من التعنت والحرمان والمرض والجوع والجهل الذي أصبح متحكماً في العقول ومكبلاً للمفاهيم التي يريدها المواطن أن تنطلق من مشاعره وتعيش في حرية مطلقة ليس لها قيود تعيدها ولا حدود تحددها وفي تلك اللحظة التي عادت فيها المدينة الساحرة لاحضان اهلها تجمعت وامتزجت خلجات الشعب السوداني الذي وحد كلمته وأصبح الشعب كله كتلة بشرية واحدة ويد واحدة وحكومة واحدة في روح واحدة بدون معارضة لان توحد الكلمة التي صارت تدعو لمصلحة الوطن وحماية المواطن من الدخلاء والأعداء واضحة حتى صارت المشاعر تشعر بالوحدة الوطنية والأحاسيس تحس بحب الوطن وحمايته من الكلاب السعرانة التي تريد التي تنهش فيه حتى تستطيع أن تفتفت وحدته التي صارت مشاعر المواطنين تردد نغمات الفرح التي غمرت أعماقه وطفحت وصارت تردد أنا سوداني حتى جعلت تلك النغمات الوطنية العالم كله يصفق ويشارك الشعب السوداني فرصة في توحيد كلمته وحقيقة أقول كلمة حق أن حكومة الانقاذ في تلك الحادثة ربحت ربحاً باهظاً لانها جمعت كل الشعب السوداني من حلوها وأصبحت حكومة قومية جمعت المعارضة وجمعت كل الاحزاب وصارت حكومة الانقاذ حكومة الشعب. واما احتلال مدينة هجليج بتلك الصورة القبيحة التي تمت بها أكيد لقد سبق في علم الله أن ذلك الإحتلال لابد أن يحدث وهذا ليس شجاعة او خبرة المعتدين ، واما عادتها لاحضان أصلها حتى تحس بدفئ الحنان بالصورة التي حدثت لابد أن يكون درساً قاسياً للمعتدين وضربة كاوية في قلوبهم وحسرة مؤلمة لاسرائيل وأمريكا ولكل الدول الحاقدة على السودان وعلى خيراته الوفيرة، وحقيقة كتبت كثيراً عن أمانة القوات المسلحة وشجاعتها وقوة احتمالها على الكوارث، وبالتالي كتبت عن إداعات قوات الشرطة وخبرتها في كشف الجريمة مهما كانت صعبة وكبيرة وحفظ الأمن وحماية الوطن والمواطن، وكتبت ايضاً عن الدفاع الشعبي الذي يرتدي الشجاعة والبسالة ثوباً جميلاً وكذلك التضحية لفداء الوطن مبادئاً في حياته، وبدون شك أن ما قدمه هذا الثالوث الوطني الشجاع شيء كبير ليس له حدود، وكان المفروض أن هذا العمل الكبير يدفع حكومة الانقاذ أن تصحو من تلك الغفوة وترد الجميل لهذا الشعب الذي التحم وضحى بروحه ودمه وأصبح يدها العليا التي تفتك بها الأعداء وتردهم لأعقابهم وأن تحتضن هذا الشعب وتهتم بالمواطن السوداني وتعالجه مجاناً وتعلمه مجاناً كما كان يفعل المستعمر، وبالتالي تحارب الغلاء الفاحش الذي أصبح غولا مخيفاً عبارة عن نار حمراء الذي جعل المواطني ينصر وينكمش عندما يسمع كلمة الانقاذ ويتمنى أن لا يسمعها ولذلك نريد من حكومة الانقاذ أن تقف وقفة تأمل فيها الصدق وفيها الأمانة وفيها الحرية وفيها الديمقراطية، وفي نهاية ذلك التأمل شطب كلمة البيع بالتراضي إلى الأبد، وفي هذه الحالة التى فيها البيع بالتراضي كل مواطن في روحه حسد يريد أن يكون ثرياً طالما كلمة البيع بالتراضي موجودة، وهنالك بدون خجل مديرة المدرسة تعمل لها دكان داخل المدرسة وتحرم على أية طالبة أن اشترت من أي دكان إلا دكان المدرسة التابع للمديرة وأية طالبة لو اشترت من أي دكان يومها أسود، لأن المديرة تريد أن تغنى كما اغتنى اللصوص والحرامية وأصحاب الاتجاهات المعاصرة والسراقين حتى الفراش البسيط طالما المديرة عندها دكان هو يكون عنده دكان، ولذلك أملنا وطيد في وزير التربية والتعليم أن يضع قراره الذي يحرق هذه القبائح على هذا الجيل ويطلق لهم حرية الشراء من أي مكان أو أي دكان. وغداً سأواصل بإذن الله