يدعي المسؤلون منا أن الخرطوم عاصمة حضارية وقبل سنوات خلت كانت عاصمة الثقافة العربية ، وبالطبع هذا إدعاء لا يسنده الواقع المعاش. ولا أدري ماذا يتخيل الذين يطلقون مثل هذه التصريحات ، هل يتخيلون أن العامة من الناس صم بكم عمي لا يعرفون الأمور ولا يقدرونها ، أم أن الذي يصرح به المسؤل هي الحقيقة والعامة لا يعقلون ولا يفهمون مثلهم طالما أنه هو شاغل الوظيفة ، وهو في قرارة نفسه يعرف كيف تقلد تلك الوظيفة ؟ إن المحاباة والمجاملات والقبلية قد لعبت بالرجال فسُكرت قلوبهم وباتوا لا يعرفون الحق ولا يفرقون بينه وبين الباطل ، فاستوت عندهم الأنوار والظلمات . ما تعلمنا شيئاً في حياتنا بين الشعوب غير التقليد ونقل التجارب إلي السودان من غير فهم ولا إدراك . لقد رأينا في بلدان العالم أكثر من عاصمة بالدول المتخلفة منها والمتقدمة ، فما رأينا في عاصمة من العواصم يغلق فيها شارع بقصد إقامة حفل لمناسبة زواج أو غيره بنصب الصيوانات علي الظلط ، وكأن الشارع المغلق هو ملك للشخص المحتفل أو للأسرة ، فإذا لم يكن الأمر كذلك ، فهذا يعد تعدياً سافراً علي حقوق المارة بأقدامهم أو علي ظهر سياراتهم ، وحتي لو تحصلوا علي تصديق من المحلية ، فإن هذا الحق ليس حق للوالي أو المعتمد ولا أي مسؤل آخر وأنه حق عام Public right ، فالشوارع ملك للجميع لا يجوز التصرف فيها إلا بإذن من الجميع وهذا أمر لا يُجمع عليه مهما دعت الضرورة . والأدهي والأمر من ذلك هو أن بعض أصحاب المناسبات يحفرون علي الأسفلت لتمكين الأعمدة ، ولعمري هذا خراب عام . فعلي الذين يتكلمون عن حضارية العاصمة أو من يريدون أن يجعلوها عاصمة للبيئة في هذا العام أو القادم ، فإن عليهم أن يعدوا العدة للوسائل التي تجعل من العاصمة عاصمة حضارية أو بيئية . ويجب أن يعلموا أن في جميع العواصم التي شاهدناها فإن للمناسبات والأفراح أماكن خاصة معدة إعداداً كاملاً لاستقبال حالات الاحتفالات والعزاء كذلك ، إذاً علي المسئولين بالدولة أن يشجعوا المستثمرين بمنحهم أراضي بعيدة عن المدينة لإقامة احتفالاتهم وحفلاتهم بدون إزعاج وعرقلة لحركة المرور . ويمكن للمحليات أن تجعل فرصة الاستثمار لنفسها وتعمل عدة أماكن لمثل هذه الفرص ليعود النفع لجميع المواطنين بشرط أن لا تطالها يد الفساد الذي أصبح (سعر بلد) كما تقول العامة. فيأخي والي الخرطوم ويا معتمدين الولاية اعتبرونا (مجانين) وخذوا الحكمة من أفواه المجانين كما قيل في المثل ، وهذا من أجل خيركم وخير من توليتم أمرهم طوعاً أو كرهاً فأنتم أعلم بشئون حكمكم ، كيف تحكمون . فهذا العام 2013م ، عام تفاءل فيه الوالي ، فنسأل الله أن يصدق فأله هذا باتباع الفأل الحسن عملاً جاداً بتوفير المقومات التي تساعد علي تحقيق الفأل . وذورة سنام الأمر كله هو إسناد الأمر لرجال أكفاء يتقون الله في السر والعلانية ولا يعصون الله ما أمرهم بها في كتابة أو سنة نبيه الذي بعثه الله للناس كافة بشيراًً ونذيراًً. ففروا إلي الله إنه لكم نذير مبين واعلموا أن الحق لا يأتي بالأماني والنظريات التحذيرية ، فإن تخدر الناس اليوم فلابد أن تفيق من الخدر في غدٍ ، ويكون الداء والويل ، نسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل وهو المستعان .