سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطيب عبد الله في حوار الاسرار القذافي كان معجباً بفني.. وفي خطبه دائما ما يقول كونوا مثل الطيب عبد الله
عثمان حسين كان يرى فيّ شبابه.. ووردي لم يؤذني بكلمة
الفقر والتشاؤم أنهى الكثير من علاقات الحب
بنفس القدر الذي يطرب فيه النغم الروح, الحب ايضا يطربها, ويجعلها تهتدي على اشياء ضائعة منا, والحب والغناء هما المسافة الاجمل في الحياة, فالحبيب في حضوره وغيابه يمثل لك دعما ويعطيك دافعا للاستمرار والعطاء , الحب والغناء هما اكثرالمساحات للتخيل, دون اسئلة عادة ماتطرح عند لحظات القلق والجمال, والحب هو المسافة التى لابد ان تشطب فيها عبارات الاسف والاعتذار, لانك تخرج من ذاتك وتعود اليها لترى نفسك بوضوح وتواجهها وتتكشف لك, لانك في المحبة تشعر بالاطمئنان والسلام النفسي, وهي المكان الامن الذي يحميك من الصعاب, قلنا الحب لاننا حاورنا المغني الذي اعتنى بسيرة الحب والمحبين, فعن قيمة الحب غنى الفنان الطيب عبد الله كما لم يغني احد, عن هذا الفنان العملاق كتبت سلمى الشيخ سلامة كتابة ليتني استطيع ان اكتفي بها كمقدمة لهذا الحوار , لكنها الضرورة,لذلك رايت ان اختار مقاطع من كتابتها هذه (لعلى لم التقيك فى حياتى ، لكنى اعرفك معرفة ازعم انها حقيقية ، كأنك احد اهل بيتى ، او احد اصدقائى الحميمين فى بداية الصبا كانت تبكينى اغنياتك ، كنت مع ذلك استمع اليها بكل ما اوتيت ،ابكى وابكى وانتحب احيانا ، لكنى مع كل ذلك البكاء انتخبتك حبيبا فى الخيال وتمنيت ان تكون «حبيبى « لرقة تعترى اداؤك وصدق يحمله صوتك ، تخرج الاهة من الاغنية لتستقر فى القلب صادقة ،وعذبة ، عذوبة تصحب صوتك فتسحبنى الى حيث الخيال الذى لاعودة من اسفاره ... كلما سافرت الى جهة داخل الوطن حيث الغربة كانت ان تغادر مدينة باتجاه اخرى فى إطار الوطن ، وليس غربة تستدعى السفر او الهجرة لاحقا كنت اتعزى بك عن فراق مدينة نشأت فيها امدرمان وافرح حين اعودها ، اتغنى باغنيتك الغريب عن وطنه مهما طال غيابه مصيرو يرجع تانى لاهله وصحابو) في حوارنا مع الطيب عبد الله, سالناه عن الغربة, عن الغربة تجلياتها وحالاتها, المها وقسوتها تحدث معنا الطيب عبد الله , كما تحدث ايضا عن فرحة الرجوع وسرور الرضى, الذي لايعادله مامضى, فالعودة الى الوطن لها لذة في القلب لاتعادلها لذة وموقفا من الروح لايفوقه شئ من اسباب الحياة, وكشف لنا اسرارا عديدة منها لقائه بالقذافي , وكذلك علاقته بوردي وعثمان حسين ,هذا الى جانب راية في الحب المحبين. انت ولاعب كرة القم الشهير جكسا كنتما حديث المجالس, والاكثر بروزا بين ابناء جيلكما اذا جاءت سيرة الغناء لمع اسمك وفي الكرة جكسا؟ سطع نجمنا بمقدرة وموهبة حقيقية, وكان من المفترض ان يتم الحفاظ على المواهب بتبني الدولة ورعايتها,لكن هذا لم يحدث, في ايام عبود كان هناك اهتمام بالابداع والمبدعين, وما ان جاءت الاحزاب حتى قضت على كل شئ, وحين جاء نميرى جاءت عبادة الفرد, فاما ان تكون مع او ان تصبح معزولا, وانا لم اكن ميالا لمدح السياسي, فاصبحت مهمشا, على المستوى الاعلامي. مايؤكد بروز نجمك ان القذافي كان مفتونا باغانيك, خاصة اغنية يافتاتي, وكثيرا ماكان يطلب ان تغني له؟ سبب حبه لاغنية يافتاتي ليس بسبب الاعلام السوداني , القذافي حين كان طالبا في الاكاديمية البريطانية في ستينيات القرن الماضي قبل الفاتح من سبتمبر , صادق سودانيين في بريطانيا, جمعتهم الدراسة, وفي ذلك الوقت كانت اغنية يافتاتي منتشرة واخذت مجالا كبيرا وجدت حظها من الانتشار, لانها ذات مضمون عميق ضد العنصرية, وصادفت نشوء حركات التحرر في افريقيا, ايام نكروما ولومبا, افريقيا في ذلك الوقت كانت تعيش حالات من الانتفاضة والتحرر, فجاءت يافتاتي على هوى الثوار وبالضد من الحكام المستبدين, والقذافي حين سمعها بدأ يسال عنها, فحكى له السودانيون مناسبتها وقصتها, فبدأ يسمعها بمحبة, وحين تسلم السلطة اصبح يطلب من الفنانين الليبيين ان يغنوا غناءً يماثل (يافتاتي). وطلب من نميرى ان تأتي وتغني له في جلسة خاصة؟ نعم, طلب ذلك, وتغنيت بها في, وكان عبد الناصر ايضا حاضرا, هذا الحدث كان عظيما في حياتي, والقذافي كان يتحدث عن الاغنية في خطبه, ويقول (اودكم ان تكونوا مثل الفنان الطيب عبد الله) على سيرة الحدث الابرز في حايتك ماهو الحدث الاخر الاهم؟ المرتزقة التى قطعت العلاقة بين السودان وليبيا,فقد كانت هناك دعوة من القذافي لي لزيارة ليبيا, وتسببت احداث المرتزقة في فوضى ومشاكل عديدة. الاغتراب ايضا كان حدثا كبيرا في حياتك وعند محبيك؟ الابداع له مناخاته اذا لم تتوفر يموت الابداع, وتموت بداخل المبدع اشياء كثيرة, والغربة ليست بالضرورة ان تكون غربة جسد,فقد تكون غريب روح في بلدك وهذه اخطر انواع الغربة السودانيون كانوا يأملون ان يتم اللقاء بينك والفنانيين السعوديين, ويتم الاحتفاء بفنان كبير مثلك؟ لم يشعر بنا احد هناك وهذا امر مؤسف ومحزن ان تكون في بلد لايعرف ابداعك, ولايسعى لاستضافتك, وراجع هذا القصور الى الدولة السودانية واعلامها, المقصر على مر السنين, فليس لدينا أي عمل يرى السامع لاغانيك يشعرك ان ثمة حزن كبير؟ الامر الذي ساعد على ذلك, وعمقه هو معدن الصوت, والسوداني بطبعه مكابر ويعيش حياة قاسية ننشأ نشأة فيها معانة وحرمان,والمناخ العام لايوحي بشئ مبهج وهذا ما ينسحب عليك, وظللت اقول ان اصدق مافي الحياة هو الحزن, لان سيد القرائن, والفرح في غالب الامر مجاملة. حتى في المحبة؟ كم من شاب وشابة يحبان بعضها ولايستطيعان الزواج, فمن اين لهما بالفرح,لذا تجد ان الناتج حزن كانما سنشبط الامل؟ المحب الحق همه الاول ان يتوج علاقته بالزواج, وهذه واحدة من الامنيات العظيمة, لكن الواقع في الغالب الاعم يخلق التشاؤم لماذا؟ العلاقات الان اصبحت مصطنعة وعلاقات مصالح, فاذا احبت فتاة وصادف ان تقدم لها اخر للزواج, فسرعان ما تتخلى عن حبيبها لسبب مادي بحت, وهذا مايخلق علاقات شائهة, تتزوج من تقدم لها, وتعود لحبيبها ,وصاحب المال بنك,وقد انعدمت الكثير من القيم, فبعض الاغنياء لايرون في المرأة سوى انها جسد, فيتزوجون ثلاث واربع, كانما المرأة سلعة رخيصة تشترى بالمال, وهناك من يرمى اللوم على النساء وحدهن متناسين ان هناك رجالا يتزوجون من اجل المال. على الرغم من تغير الكثير من المفاهيم بفعل الوعى, لكن جيلكم دائما ما يتحسر على انعدام القيم الانسانية والاخلاقية ؟ جيلنا يكاد يكون نسيج وحده, لانه جيل مبدع وخلاق, والمال لم يكن الهدف الاساسي,لكن المهم ان تبتكر لتسعدهم, المناخ كان مريحا , الناس كانت على سجيتها وعلى براءتها, ومتكافلة, اين الان دراج لعاطلة والبيقع بيناتنا بنسنده؟ على سيرة الاجيال, صف لنا العمل في الاذاعة والتلفزيون في ذلك الوقت؟ العاملون في الاذاعة والتلفزيون كانوا على وعي ودراية بالمهنة,ومؤهلين, ومثقفين, الان غاب هذا الامر, القائمون على امر الاجهزة الاعلامية كانوا كان تأهيلهم عال, لامجال للواسطة والمحسوبية. كيف وصلت للاذاعة؟ كنت معلما في مدراس شندي وسلوى وودبانقا, قبل ان اعمل بالاذاعة,ايام عبود, وكان في ذلك الوقت طلعت فريد وزيرا للاستعلامات والعمل, كان مهتما بالمبدعين, فكون فرقا لمتابعة الابداع في الاقاليم في كافة الحقول الابداعية, فجئت ضمن فرقة المديرية الشمالية, وعينت في المسرح القومي ونجحت في المسرح قبل الاذاعة, وبعدها ارسلت خطابا للانضمام للاعلام, وقد كان, فتحولت من التربية الى التعليم, وعملت بالمكتبة , ومن ثم الى المنوعات وعملت ايضا بالوزارة في قسم المطبوعات من هم زملائك؟ زاملت اعظم الشخصيات الاعلامية, عمر الجزولي وزنون بشرى, معتصم فضل, علم الدين حامد, صلاح الدين الفاضل وعبد الرحمن احمد, هذه النخبة من المبدعين قدمت للناس اعمالا رسخت في ذهن الناس, زاملت هؤلاء المبدعين كزميل وليس كمطرب. ماذا يمثل لك وردي وعثمان حسين؟ عثمان حسين كان يرى فيّ شبابه, وقد قال هذا الامر كثيرا,ووردي لم يؤذني بكلمة, وردي درسني في شندي وكان احد اساتذتي في المدرسة سمعنا ان هناك من ادعي بانه شاعر( السنين) وهناك اخر ادعى بانه شاعر (طريق الشوق)؟ الرجل الذي ادعى انه شاعر (السنين) يبحث عن الشهرة, وفي النهاية اكتشف الناس ذلك فعلا, اما طريق الشوق فقد جاء الى شاب وفتاة قالا لي بان والدهما هو من كتب الاغنية, فسالتهما لماذا لم يأتي والدكما قبل وفاته ويذكر ذلك, وفي نهاية الامر ذهبا الى المحكمة, وقدمت مايثبت انها من كلاماتي والحاني لانها موثقة, فقالت لى المحكمة : من حقك ان تطالب بالتعويض جراء اشانة السمعة.