إن الوفاء طبيعة وقيمة محمودة في الإنسان وأشتهر بها الكلب وقد مدح شاعر أميراً واصفاً به بالكلب أي في الوفاء مما أغضب الأمير ونفاه في الرصافة بأرض العراق حيث جمال الطبيعة وكانت قصيدته المشهورة ما بين الرصافة والجسر منعزلاً في المقبول، ومن أجمل القصائد العربية والكلب يعتبر شتيمة ما بين الناس وهذا ما نجده في الافلام المصرية والمسلسلات عندما يشتم أحدهم الآخر يا ابن الكلب أو حتى يا ولاد الكلب أي بالجمع وبعد هذه المقدمة أذكر النظرية التي درسناها بجامعة القاهرة فرع الخرطوم في علم النفس عن العالم الروسي بافلوف عن الكلب عندما يقدم له الطعام مع ضرب الجرس في نفس الوقت وهي نظرية تسمى بالإرتباط الشرطي، فيسيل لعاب الكلب فأوقف الطعام عنه.. ولكنه يضرب الجرس فقط فيسيل لعاب الكلب أي أن هناك إرتباط ما بين الجرس وتقديم الطعام هذا ما دعاني لكتابة هذا المقال عندما قرأت في الصحف وبخاصة صحيفة المجهر عن الايطالية التي ربت اربعة كلاب متشردة وكان الكلب صاحب القصة مرتبط بسيدته أشد الارتباط الذي يرافقها مرافقة الظل لصاحبه أي يتبعها مثل ظلها وعندما توفيت سيدته وذهب بها للكنيسة للصلاة عليها ذهب مع الناس ومنذ ذلك الوقت وهو عندما يسمع جرس الكنيسة يذهب اليها سواء لقداس فرح أو مأتم أو صلاة ولم يمنعه القساوسة من حضور القداس بل أصبح مشهوراً في المدينة والدلالة على ذلك بأن الصحف كتبت عنه وأنه اسمه تومي. فقد علمنا الكلب الوفاء لصاحبه وما أقل الأصدقاء الأوفياء لأن الصديق يعرف عند الضيق ويعرف بالمعاشرة أي العشرة التي لاتهون إلا على ود الحرام كما يقول المثل، لأن أبناء الاصول الطيبة أوفياء في زمن كثرت فيه الصحبة لأجل المنفعة أو بما سمي بالبرجماتية في الفلسفة أي شخص برجماتي أي نفعي كما تعلم الإنسان من الغراب دفن الموتى عندما وجدنا ولد ابن سيدنا آدم عندما قتل اخيه ووجد غربان يقتتلان فقتل احدهما آخر ودفنه في التراب، فقال يا ليتني مثل هذا الغراب أوري سوءة أخي والميت سترته في دفنه في التراب وخليها مستورة، وهناك بعض النساء تسمى مستورة، وإذا جاءت طفلة أنثى يقول الناس الله يجعلها من المستورات وربنا يجعلنا في معيشتنا مستورين ولانمد إيدينا للناس طلباً للمساعدة، فمن كان يملك قوت يومه وآمن في سربه كأنه ملك الدنيا وما فيها ولا تقولن لشيء غداً إلا ماشاء الله. حتى النمل تعلم منه الإنسان الإدخار لوقت الحاجة أو كما يقول المثل القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود فهل هناك فعلاً إدخار وهي لا تكفي أي المرتب أو المعاش وهناك القصص الكثيرة على السنة الحيوانات ولكن الفه بشر بالطبع لأنه صاحب عقله والله فضله على كثير من مخلوقاته ففي تلك القصص الحكمة والموعظة الحسنة فالدين قائم على الموعظة. وبالله التوفيق