وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    مصطفى بركات: 3 ساعات على تيك توك تعادل مرتب أستاذ جامعي في 6 سنوات    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    دبابيس ودالشريف    دقلو أبو بريص    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بانوراما السياسة وسيناريوهات مختلفة
للتواصل:0918122696
نشر في الوطن يوم 10 - 02 - 2013


[email protected]
مافيا الأدوية تسيطر على السوق وتضع حياة الناس على المحك في غياب رقابة الدولة
بالرغم من أن الإقتصاد السوداني بصورة عامة يمر بمرحلة حرجة ازاء إرتفاع الدولار وهبوط العملة المحلية الجنيه لأدنى مستوياتها مقابل الدولار والعملات الصعبة وهو وضع اقرته الحكومة ووعدت بمعالجته ,الا أن مايحدث في قطاع الأدوية الذي يرتبط بحياة الناس ومداواتهم في ظل انتشار الأمراض المزمنة والإنتهازية والوبائيات ,يعتبر كارثياً بكل ماتحمل الكلمة من معنى فالإسعار تضاعفت أضعاف ماكانت عليه قبل أشهر معدودات وتزيد مطلع كل صباح دون مبرر رغم الميزات الممنوحة لهذا القطاع الحيوي من بنك السودان المركزي في منحه العملات الصعبة بأسعار مخفضة عن سعر السوق الموازي وصرحت قيادات البنك في غير مرة ومنبر بأنها تمنح الدواء ميزات على غيره من الواردات ولكن على أرض الواقع وفي الصيدليات المختلفة الحكومية والخاصة يصطدم المواطن المغلوب على أمره بنيران الأسعار التي يصعب التعاطي معها في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة ولا توجد أدنى مقارنة بين السعر العالمي للأدوية وبين مايجري عندنا من فوضى في هذا الجانب وتعذر على البسطاء المكتوين بهذه الأسعار معرفة على عاتق من تقع المسؤلية في الإرتفاع المضطرد لأسعار الدواء, بنك السودان يصرح بأنه قام باللازم في مايليه من توفير العملات للإستيراد والشركات الموردة تتهم الحكومة والبنك بعدم توفير العملة الصعبة مما يضطرهم للشراء من السوق الأسود ومابين مطرقة هؤلاء وسندان أولئك يضيع المواطن تحت الأرجل قي سبيل توفير حق الأدوية المنقذة للحياة وأدوية السرطانات والكلى والسكري والضغط وحتى المضادات الحيوية التي يحتاجها الناس يومياً ,والاخيرة المضادات الحيوية على سبيل المثال (السيدوفوكس) السعر المقيد والمسجل به 5دولارات مايعادل بالسعر الأسود (35) جنيه ويقل قليلاً يباع في الصيدليات ب(93)جنيه ومثله (اموكلاند) المضاد الحيوي الذي قفز من (26) جنيه الى (66)جنيه جملة واحدة وكذا بقية الأدوية فقد بلغت الحقنة التي يتعاطاها مرضى الكلى (200) جنيهاً ومن أين لهم بها مع العلم أن التأمين الصحي لايغطي معظم هذه الأدوية الغالية والأمراض المزمنة,عدد من المختصين في الأدوية والمجال الطبي صرحوا بأن هذه الأسعار غير حقيقية ومبالغ فيها والشركات العالمية المصنعة والموزعة للأدوية تضع السودان في نطاق الدول الأفريقية حيث يباع الدواء لها بسعر أقل من الشرق الأوسط ودول الخليج واوروبا في حين أن سعر الأدوية في السودان الان أغلى من نظيره في الكويت التي عدتها الشركات العالمية من أعلى الأسعار في الشرق الأوسط وأفريقيا,من المسؤل عن هذه الفوضى التي تقصم ظهر المواطن ,استفسرنا جهات ذات صلة لسبر أغوار المشكل منهم لنفاجأ بأن الدولة بعيدة تماماً عن الرقابة على هذا القطاع برغم أهميته الكبرى حيث تم إبعاد مجلس الصيدلة والسموم الإتحادي من وزارة الصحة الإتحادية بفرمان برلماني ليقع في فخ شركات الأدوية والسماسرة ويتم إفراغه من دوره المنوط به ووقع تحت تأثير الشركات الموردة حيث ذكرت بعض المصادر أن شركات الأدوية تدعمه , فكيف اذن يستطيع الرقابة والقيام بدوره اذا كانت الشركات التي من المفترض أن يكون عليها رقيباً تدعمه بالمال؟ وفي السابق كان هذا المجلس يتبع لوزارة الصحة وهي التي تلتزم بتمويله ويدير نشاطه من داخل مقر الوزارة ولذلك كان أكثر فاعلية في مجال الرقابة واليوم تنعدم تماماً أهليته للرقابة والدليل مانشهده من فوضى .هذه الشركات التي يديرها صيادلة وتجار أصبحت الأن مافيا وبعبع وضع سوق الأدوية بكامله في قبضته الفولاذية وتحدثت وسائل إعلام منتصف هذا الإسبوع عن جهات قامت بسحب كميات مقدرة من الأدوية المهمة التي تم إستيرادها من مال هذا الشعب ,سحبت من الصيدليات والسوق وتم تخزينها في جهة غير معلومة لترتفع الأسعار ويتم إخراجها من جديد ,بربكم أنظروا الى هؤلاء وصل بهم الجشع الى أين انهم يتعاملون مع الدواء مثل السلع التموينية من سكر وزيت ودقيق وغيره يتم تخزينه في انتظار أن يرتفع السعر مثلما اعتادوا ولارقيب ,جمعية حماية المستهلك تبذل مجهودات مقدرة حيث قامت بفتح بلاغات في مواجهة مجلس الصيدلة والشركات وعقدت الورش والسمنارات لتوعية الناس بحقوقهم والعمل على مناهضة الأخطاء الشنيعة في القطاع الصحي التي تبدأ بالوصفة الخاطئة والإهمال ولا تنتهي بغلاء الأدوية الا أن كل ذلك لن يجدي اذا لم تتدخل الدولة بكلياتها في هذه الأزمة الخطيرة التي تتوقف عليها حياة هذا الشعب وهذه مسؤلية أخلاقية سيحاسبكم بها الله يا أولو الأمر المسؤلين عن رعيتكم.
--
إتفاق الحكومة والعدل والمساواة خطوة في طريق الحل الشامل بدارفور
لعل الإتفاق الإطاري الذي وقعته الحكومة وحركة العدل والمساواة بالدوحة ووضع جدولة زمنية له ليستكمل على أساس وثيقة الدوحة يعد خطوة مهمة في طريق السلام والحل الشامل بإقليم دارفور الذي عانى من الحرب ولايزال يعاني والمتضرر الأول والأخير فيه هو المواطن الذي أصبح مابين نازح ومشرد بالمعسكرات الداخلية والدول المجاورة بعد أن كانت دارفور منارة للدولة الإسلامية وتقابة للقرآن وبدلاً عن كسوة الكعبة كما كان يفعل السلطان علي دينار باتت دارفور كلها بحاجة الى كساء وغذاء المنظمات الدولية الملغوم والذي تضع السم في دسمه وتتبعه بالأغراض والأجندة التي أولها وضع السودان تحت الوصاية بزريعة الوضع الأمني في الإقليم وآخره تنصير المكونات المسلمة لدارفور ورصدت العديد من هذه الممارسات التبشيرية في ولايات دارفور ,اتفاق الحكومة مع حركة التحرير والعدالة بزعامة التجاني السيسي وضع اللبنة الأساسية للحل السلمي بالإقليم ووضع السلاح وعودة أبناء دارفور للمشاركة في السلطة وبناء مادمرته الحرب بعد أن أقتنعت الفصائل المكونة للتحرير والعدالة بعدم جدوى الحرب ولانهائية مشوارها الذي جرع أبناء دارفور الحسرة والألم والدموع والموت المجاني بدون أهداف وتم الإتفاق على أن تكون وثيقة الدوحة هي المرجعية الأساسية للحوار بما حوته من تفاصيل شاملة لكيفية حكم الإقليم ووضع السلطة والثروة واعادة التوطين والإعمار وتوفر لهذه الوثيقة الدعم الدولي المطلوب بعد المشاركة الواسعة فيها وتأييدها من قبل الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والدعم غير المحدود من الدولة الراعية للإتفاق دولة قطر,حركة العدل والمساواة لاشك أنها تشكل القوة الأساسية في ميدان الحرب بعد إنضمام التحرير والعدالة لصف السلام ولا وجود عسكري حقيقي للحركات المتبقية الرافضة مثل حركة مناوي التي أنفصل الجزء الأكبر منها ويشارك الأن في السلطة وحركة عبد الواحد الضعيفة الوجود العسكري ويتواجد قائدها نفسه في المنافي والفنادق الباريسية الفخمة ويتاجر من هناك بقضايا النازحين والمهمشين وبعد العودة الطوعية للنازحين تصبح الحركة بلا غطاء أو دعم حيث انها تستغل المعسكرات المكتظة بالنازحين لتمرير أجندتها,حركة العدل والمساواة لم تلتحق بالجبهة الثورية في بادئ الأمر والسبب هو توجهات الجبهة الثورية العلمانية الإقصائية الواضحة للدين والعرق العربي ومعلوم خلفية العدل والمساواة الإسلامية وتوجه قائدها السابق خليل ابراهيم الرافض للعلمانية ,حاولت الجبهة الثورية عقب مقتل خليل أن تختطف الحركة لغياب الكاريزما والقيادة فيها والضعف البائن لجبريل ابراهيم القائد السياسي البديل لخليل وهو شقيقه في ذات الوقت لتتعرض الحركة لشق كبير وشرخ بين القيادتين السياسية والميدانية وذلك لأن القيادة الميدانية رأت ان جبريل والقيادة السياسية تريد الذهاب بالحركة الى أهداف لم تكن من الأهداف الرئيسية المتفق عليها وهو ماقاد للإنشقاق والجهة التي تتفاوض الأن مع السلطة ووقعت الإتفاق الأخير مع الحكومة في قطر هي القيادة الميدانية بقيادة رئيس أركان جيش العدل والمساوة أركو ضحية لتكون بذلك العدل والمساوة خارج حسابات العمل العسكري ووجود جبريل ورفاقه مع الجبهة الثورية وجود صوري فقط ولاسبيل أمامهم سوى الإلتحاق بركب السلام ووعدت القيادة الميدانية للحركة بتوحيد رؤيتها السياسية والسعي لإلحاق السياسيين بالإتفاق ونبذ العنف والعمل المسلح ولهذا تعد هذه الخطوة مهمة جداً في سبيل إرساء الأمن والإستقرار بدارفور حتى تتضح الرؤية الشاملة للسلام في إنتظار مايسفر عنه التفاوض مع دولة الجنوب وطرد بقية الحركات الرافضة للسلام والتي تنتطلق من أراضي الجنوب لزعزعة الأمن بالسودان وإقليم دارفور .
--
كامل إدريس ..البحث عن الضوء الشارد
ليس هناك ثمة مايجمع بين الدكتور كامل الطيب إدريس المولود بمدينة أمدرمان عام 1954م وبين المؤلف المصري اسامة انور عكاشة ابن طنطا الكاتب المصري الضخم صاحب ليالي الحلمية وسوق العصر وزيزينيا و(الضوء الشارد ) والأخريات من عرائس الدراما المصرية الخالدات التي أستطاعت ان تغزو بهن العالم العربي والعجمي, لايجمع بينهما سوى أن الأول هو أحد أبناء النوبة هذه الإثنية الممتدة الى داخل جنوب الوادي (مصر)وينتمى في أصوله تحديداً لقرية الزورات شمال دنقلا بشمال السودان وإسم مسلسل (الضوء الشارد) الذي أستعرناه هنا. حيث أن كامل ابن أمونة حاج حسين محمد جمعة الطفل النوبي أمدرماني النشأة كتبت الأقدار والتصاريف أن تفتح له أبواب الشهرة من أوسعها حيث وجد البيئة التعليمية في السودان في أوج مجدها ونال بكالوريوس فلسفة، جامعة القاهرة (القسم الأول بمرتبة الشرف) وأتبعه بليسانس حقوق، جامعة الخرطوم (مرتبة الشرف) ثم ماجستير شؤون دولية، جامعة أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية (المرتبة الأولى) ودكتوراه قانون دولي، المعهد العالي للدراسات الدولية، جامعة جنيف (بامتياز) وهذه المراتب العلمية (الأولى) أهلته ليتولى عدداً من المناصب العالمية التي تخلب الألباب وتسيل اللعاب ,حيث نصب مديراً عاماً للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) وأميناً عاماً للإتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (الأوبوف)
وعضواً بلجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة وعمل أستاذاُ في القضاء، جامعة أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية ومحاضر في ندوات مختلفة وورش عمل ومؤتمرات على المستويين الوطني والإقليمي هذا بخلاف العشرات من درجات الدكتوراة الفخرية التي نالها من مختلف الجامعات بالعالم مما جلب له الأضواء والصيت والشهرة العالمية التي تسبقه حيثما حط رحاله أو أعتلى منبراً أعلامياً ,وفي فورة هذا الزخم والأضواء الإعلامية عاد كامل ادريس الى موطنه السودان لممارسة العمل السياسي وإيجاد موضع له وسط أجواء السودان السياسية الساخنة على النقيض من برودة طقس جنيف وأمريكا الذي أعتاده الرجل وعاشه لسنوات, وبحث عن دور يلعبه بعيد إنقضاء مهمته وولايته على المنظمة العالمية ,ولأنه أعتاد على أن يكون (الأول) طيلة مشواره الأكاديمي والعلمي والعملي قفز مرة واحدة مترشحاً لرئاسة الجمهورية في الإنتخابات الماضية ولعله لم يدرك جيداً مآلات الوضع السياسي في السودان ومرور مياه كثيرة من تحت جسر الممارسة السياسية فضلاً عن تغير المسرح السياسي وصعوبة الخوض في غماره دون تجربة سياسية ناضجة وسنداً حزبياً وقبلياً وقبل ذلك كله وجود من يريد خوض هذه التجربة وسط غمار الناس وبالتالي معرفة مطلوباتهم والتسلح بحجم المعركة المفترضة ولكنه أي كامل ادريس دخل الميدان السياسي في السودان ومعركة الإنتخابات دون أن يحسب الحسبة الصحيحة خاضها مدفوعاً بدعم بعض الأقلام وأماني وأحلام المثقفاتية المشفوعة ب(ربما) وبما أن ربما أداة الإحتمالات فقد كان الإحتمال الأوفر حظاً ومؤكد الوقوع هو الفشل في الإنتخابات وقد حدث وعاد مجدداً للبحث عن الضوء الشارد حيث ورد في الصحف ووسائل الإعلام حديث عن مبادرات يقول أن الدكتور كامل إدريس جمع الدكتور الترابي والإمام الصادق المهدي في لقاء سياسي قيل انه يهدف للإنقلاب على المعارضة بترتيبات جديدة تضمن قيادة الزعيمين لقوى المعارضة خاصة بعد التحفظات التي أبدتها الكثير من قيادات قوى الإجماع الوطني على فاروق ابوعيسى وقيادته للجسم المعارض ومهما كانت مخرجات اللقاء الشهير فإن كامل إدريس الوثيق الصلة بالمنظمات الدولية أو برادعي السودان كما أطلق عليه البعض مناهض للنظام ويسعى لإسقاطه ويهدف من وراء هذا اللقاء لإعادة الأضواء حوله من جديد وقد كان له ترتيب سابق للقاء بين الترابي والصادق حينما كان الأول على رأس السلطة في منتصف التسعينات والثاني معارض بالخارج ماعرف بلقاء جنيف وقيل أيضاً أنه جمع المهدي والأستاذ علي عثمان محمد طه في منزل الأخير ويسعى مجدداً لجمع الرئيس البشير والترابي في لقاء مرتقب لم يحدد له سقف زمني ويحتمل ان دكتور كامل يعد له على نار هادئة عموماً قد وجد كامل ضالته في في هذه المبادرات وتحقق المنشود بخطف الأضواء ولكن هل هذه نهاية المطاف لمغامرات كامل إدريس السياسية هذا ماستكشفه الأيام.
--
قمة التعاون الإسلامي بالقاهرة ..التحديات والمأمول
أختتمت الخميس بالعاصمة المصرية القاهرة القمة الثانية عشر للمؤتمر الإسلامي بمشاركة السودان حيث ترأس وفد السودان المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية ورافقه الفريق الركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية والاستاذ علي كرتي وزير الخارجية وآخرين وقدم البشير خطاباً ضافياً أمام القمة عن الوضع في السودان والعالم الإسلامي وكانت قد سبقت القمة بعض الإرهاصات حيث اعترض السودان ممثل في مندوبه في المؤتمر سفير السودان بالمملكة العربية السعودية اعترض على إختيار دولة يوغندا نائباً لرئيس القمة الإسلامية بإعتبار انها دولة معادية للتوجه الإسلامي وتكيل العداء للسودان على وجه الخصوص لإحتضانها الحركات المسلحة والمتمردة على الشرعية والقانون وتدعمها بالسلاح والدعم اللوجستي ضد نظام الخرطوم ,وعاد السودان من جديد وقدم شكوى رسمية ضد يوغندا أمام القمة ورؤسائها مقدماً بين يديهم الإنتهاكات التي تقوم بها كمبالا تجاه السودان ودعمها بعدد من الأدلة الموضوعية والمؤكدة وكانت هذه الشكوى قد تسلمتها سكرتارية القمة ووجدت حظها من النقاش والبحث بيد انه لم يخرج فيها قرار بعينه وربما يكون هناك إجراء لاحق من قمة المؤتمر الإسلامي ,القمة ناقشت العديد من القضايا على راهن الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتزايد الإستيطان الإسرائيلي الذي أدانته وطالبت بمناهضته بالوسائل الممكنة من المؤسسات الدولية أو عن طريق ممارسة الضغط من الدول الإسلامية على الكيان الصهيوني والذين يدعمونه من أمريكا وغيرها وكذلك ناقشت المسائل ذات التأثير على منظة المؤتمر الإسلامي ودورها وظاهرة ازدراء الأديان السماوية والنظر في أحوال الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء إضافة الى الجوانب الإقتصادية والإجتماعية ,الأستاذ أكمل الدين احسان اوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يحسب له كل النجاحات التي حققتها المنظمة في إقامة القمم الإسلامية والإقتصادية وغيرها حيث ظل ينشط من موقعه هذا لقرابة العشرة سنوات من اجل اعلاء شأن الدول الإسلامية وتوحيد ارائها وكلمتها ,تحدث في افتتاح القمة وطالب الدول الأعضاء بالتكاتف والتعاون الإقتصادي والسياسي حتى يكون للإسلام شأناً وشأواً دولياً وشرح في كلمته سعي منظمته الذي كلل بإصدار قرار دولي من الأمم المتحدة يمنع التمييز السلبي ضد المسلمين في كل العالم على أساس دينهم وكذلك العمل على ازالة المفاهيم الخاطئة عند الغرب تجاه الإسلام أو مايعرف بالإسلاموفوبيا واكد اكمل الدين على إمكانية مضي المنظمة لمدى بعيد في التطور والنهوض بالدول الإسلامية وقال اننا نطالب الأعضاء بالعمل على حل قضايا العالم الإسلامي والنزاعات داخل اطار منظومتها حيث قال ان المنظمة أنشأت جسماً خاصاً بفض النزاعات والأمن والسلم والوساطة وأشاد بالجهود التي تكللت بالإعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة كدولة بصفة مراقب وطالب بالمزيد من الدعم للقضية الفلسطينية التي قال انها شهدت تحولاً نوعياً كبيراً فضلاً عن ضرورة اقامة مؤتمر مانحين من أجل القدس وضرورة العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة وكذلك قال الاستاذ اكمل الدين ان الوضع في سوريا بلغ مبلغاً خطراً وحرجاً وقال نطالب النظام السوري بمراعاة مصلحة البلاد العليا والعمل على ايجاد حل نهائي كذلك ادانت المنظمة التدخل الغربي السافر في مالي وعن السودان قال اننا نبارك الإتفاق الذي تم مع دولة الجنوب وإتفاق الدوحة لقضية دارفور, البيان الختامي للقمة جدد دعمه للسودان ووحدة أرضه وشعبه ووضع العديد من النقاط المهمة والمطلوب فقط هو وضع التوصيات التي خرجت بها القمة موضع التنفيذ لتعود الأمة الإسلامية لمكانتها الحقيقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.