الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بانوراما السياسة وسيناريوهات مختلفة
للتواصل:0918122696
نشر في الوطن يوم 10 - 02 - 2013


[email protected]
مافيا الأدوية تسيطر على السوق وتضع حياة الناس على المحك في غياب رقابة الدولة
بالرغم من أن الإقتصاد السوداني بصورة عامة يمر بمرحلة حرجة ازاء إرتفاع الدولار وهبوط العملة المحلية الجنيه لأدنى مستوياتها مقابل الدولار والعملات الصعبة وهو وضع اقرته الحكومة ووعدت بمعالجته ,الا أن مايحدث في قطاع الأدوية الذي يرتبط بحياة الناس ومداواتهم في ظل انتشار الأمراض المزمنة والإنتهازية والوبائيات ,يعتبر كارثياً بكل ماتحمل الكلمة من معنى فالإسعار تضاعفت أضعاف ماكانت عليه قبل أشهر معدودات وتزيد مطلع كل صباح دون مبرر رغم الميزات الممنوحة لهذا القطاع الحيوي من بنك السودان المركزي في منحه العملات الصعبة بأسعار مخفضة عن سعر السوق الموازي وصرحت قيادات البنك في غير مرة ومنبر بأنها تمنح الدواء ميزات على غيره من الواردات ولكن على أرض الواقع وفي الصيدليات المختلفة الحكومية والخاصة يصطدم المواطن المغلوب على أمره بنيران الأسعار التي يصعب التعاطي معها في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة ولا توجد أدنى مقارنة بين السعر العالمي للأدوية وبين مايجري عندنا من فوضى في هذا الجانب وتعذر على البسطاء المكتوين بهذه الأسعار معرفة على عاتق من تقع المسؤلية في الإرتفاع المضطرد لأسعار الدواء, بنك السودان يصرح بأنه قام باللازم في مايليه من توفير العملات للإستيراد والشركات الموردة تتهم الحكومة والبنك بعدم توفير العملة الصعبة مما يضطرهم للشراء من السوق الأسود ومابين مطرقة هؤلاء وسندان أولئك يضيع المواطن تحت الأرجل قي سبيل توفير حق الأدوية المنقذة للحياة وأدوية السرطانات والكلى والسكري والضغط وحتى المضادات الحيوية التي يحتاجها الناس يومياً ,والاخيرة المضادات الحيوية على سبيل المثال (السيدوفوكس) السعر المقيد والمسجل به 5دولارات مايعادل بالسعر الأسود (35) جنيه ويقل قليلاً يباع في الصيدليات ب(93)جنيه ومثله (اموكلاند) المضاد الحيوي الذي قفز من (26) جنيه الى (66)جنيه جملة واحدة وكذا بقية الأدوية فقد بلغت الحقنة التي يتعاطاها مرضى الكلى (200) جنيهاً ومن أين لهم بها مع العلم أن التأمين الصحي لايغطي معظم هذه الأدوية الغالية والأمراض المزمنة,عدد من المختصين في الأدوية والمجال الطبي صرحوا بأن هذه الأسعار غير حقيقية ومبالغ فيها والشركات العالمية المصنعة والموزعة للأدوية تضع السودان في نطاق الدول الأفريقية حيث يباع الدواء لها بسعر أقل من الشرق الأوسط ودول الخليج واوروبا في حين أن سعر الأدوية في السودان الان أغلى من نظيره في الكويت التي عدتها الشركات العالمية من أعلى الأسعار في الشرق الأوسط وأفريقيا,من المسؤل عن هذه الفوضى التي تقصم ظهر المواطن ,استفسرنا جهات ذات صلة لسبر أغوار المشكل منهم لنفاجأ بأن الدولة بعيدة تماماً عن الرقابة على هذا القطاع برغم أهميته الكبرى حيث تم إبعاد مجلس الصيدلة والسموم الإتحادي من وزارة الصحة الإتحادية بفرمان برلماني ليقع في فخ شركات الأدوية والسماسرة ويتم إفراغه من دوره المنوط به ووقع تحت تأثير الشركات الموردة حيث ذكرت بعض المصادر أن شركات الأدوية تدعمه , فكيف اذن يستطيع الرقابة والقيام بدوره اذا كانت الشركات التي من المفترض أن يكون عليها رقيباً تدعمه بالمال؟ وفي السابق كان هذا المجلس يتبع لوزارة الصحة وهي التي تلتزم بتمويله ويدير نشاطه من داخل مقر الوزارة ولذلك كان أكثر فاعلية في مجال الرقابة واليوم تنعدم تماماً أهليته للرقابة والدليل مانشهده من فوضى .هذه الشركات التي يديرها صيادلة وتجار أصبحت الأن مافيا وبعبع وضع سوق الأدوية بكامله في قبضته الفولاذية وتحدثت وسائل إعلام منتصف هذا الإسبوع عن جهات قامت بسحب كميات مقدرة من الأدوية المهمة التي تم إستيرادها من مال هذا الشعب ,سحبت من الصيدليات والسوق وتم تخزينها في جهة غير معلومة لترتفع الأسعار ويتم إخراجها من جديد ,بربكم أنظروا الى هؤلاء وصل بهم الجشع الى أين انهم يتعاملون مع الدواء مثل السلع التموينية من سكر وزيت ودقيق وغيره يتم تخزينه في انتظار أن يرتفع السعر مثلما اعتادوا ولارقيب ,جمعية حماية المستهلك تبذل مجهودات مقدرة حيث قامت بفتح بلاغات في مواجهة مجلس الصيدلة والشركات وعقدت الورش والسمنارات لتوعية الناس بحقوقهم والعمل على مناهضة الأخطاء الشنيعة في القطاع الصحي التي تبدأ بالوصفة الخاطئة والإهمال ولا تنتهي بغلاء الأدوية الا أن كل ذلك لن يجدي اذا لم تتدخل الدولة بكلياتها في هذه الأزمة الخطيرة التي تتوقف عليها حياة هذا الشعب وهذه مسؤلية أخلاقية سيحاسبكم بها الله يا أولو الأمر المسؤلين عن رعيتكم.
--
إتفاق الحكومة والعدل والمساواة خطوة في طريق الحل الشامل بدارفور
لعل الإتفاق الإطاري الذي وقعته الحكومة وحركة العدل والمساواة بالدوحة ووضع جدولة زمنية له ليستكمل على أساس وثيقة الدوحة يعد خطوة مهمة في طريق السلام والحل الشامل بإقليم دارفور الذي عانى من الحرب ولايزال يعاني والمتضرر الأول والأخير فيه هو المواطن الذي أصبح مابين نازح ومشرد بالمعسكرات الداخلية والدول المجاورة بعد أن كانت دارفور منارة للدولة الإسلامية وتقابة للقرآن وبدلاً عن كسوة الكعبة كما كان يفعل السلطان علي دينار باتت دارفور كلها بحاجة الى كساء وغذاء المنظمات الدولية الملغوم والذي تضع السم في دسمه وتتبعه بالأغراض والأجندة التي أولها وضع السودان تحت الوصاية بزريعة الوضع الأمني في الإقليم وآخره تنصير المكونات المسلمة لدارفور ورصدت العديد من هذه الممارسات التبشيرية في ولايات دارفور ,اتفاق الحكومة مع حركة التحرير والعدالة بزعامة التجاني السيسي وضع اللبنة الأساسية للحل السلمي بالإقليم ووضع السلاح وعودة أبناء دارفور للمشاركة في السلطة وبناء مادمرته الحرب بعد أن أقتنعت الفصائل المكونة للتحرير والعدالة بعدم جدوى الحرب ولانهائية مشوارها الذي جرع أبناء دارفور الحسرة والألم والدموع والموت المجاني بدون أهداف وتم الإتفاق على أن تكون وثيقة الدوحة هي المرجعية الأساسية للحوار بما حوته من تفاصيل شاملة لكيفية حكم الإقليم ووضع السلطة والثروة واعادة التوطين والإعمار وتوفر لهذه الوثيقة الدعم الدولي المطلوب بعد المشاركة الواسعة فيها وتأييدها من قبل الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والدعم غير المحدود من الدولة الراعية للإتفاق دولة قطر,حركة العدل والمساواة لاشك أنها تشكل القوة الأساسية في ميدان الحرب بعد إنضمام التحرير والعدالة لصف السلام ولا وجود عسكري حقيقي للحركات المتبقية الرافضة مثل حركة مناوي التي أنفصل الجزء الأكبر منها ويشارك الأن في السلطة وحركة عبد الواحد الضعيفة الوجود العسكري ويتواجد قائدها نفسه في المنافي والفنادق الباريسية الفخمة ويتاجر من هناك بقضايا النازحين والمهمشين وبعد العودة الطوعية للنازحين تصبح الحركة بلا غطاء أو دعم حيث انها تستغل المعسكرات المكتظة بالنازحين لتمرير أجندتها,حركة العدل والمساواة لم تلتحق بالجبهة الثورية في بادئ الأمر والسبب هو توجهات الجبهة الثورية العلمانية الإقصائية الواضحة للدين والعرق العربي ومعلوم خلفية العدل والمساواة الإسلامية وتوجه قائدها السابق خليل ابراهيم الرافض للعلمانية ,حاولت الجبهة الثورية عقب مقتل خليل أن تختطف الحركة لغياب الكاريزما والقيادة فيها والضعف البائن لجبريل ابراهيم القائد السياسي البديل لخليل وهو شقيقه في ذات الوقت لتتعرض الحركة لشق كبير وشرخ بين القيادتين السياسية والميدانية وذلك لأن القيادة الميدانية رأت ان جبريل والقيادة السياسية تريد الذهاب بالحركة الى أهداف لم تكن من الأهداف الرئيسية المتفق عليها وهو ماقاد للإنشقاق والجهة التي تتفاوض الأن مع السلطة ووقعت الإتفاق الأخير مع الحكومة في قطر هي القيادة الميدانية بقيادة رئيس أركان جيش العدل والمساوة أركو ضحية لتكون بذلك العدل والمساوة خارج حسابات العمل العسكري ووجود جبريل ورفاقه مع الجبهة الثورية وجود صوري فقط ولاسبيل أمامهم سوى الإلتحاق بركب السلام ووعدت القيادة الميدانية للحركة بتوحيد رؤيتها السياسية والسعي لإلحاق السياسيين بالإتفاق ونبذ العنف والعمل المسلح ولهذا تعد هذه الخطوة مهمة جداً في سبيل إرساء الأمن والإستقرار بدارفور حتى تتضح الرؤية الشاملة للسلام في إنتظار مايسفر عنه التفاوض مع دولة الجنوب وطرد بقية الحركات الرافضة للسلام والتي تنتطلق من أراضي الجنوب لزعزعة الأمن بالسودان وإقليم دارفور .
--
كامل إدريس ..البحث عن الضوء الشارد
ليس هناك ثمة مايجمع بين الدكتور كامل الطيب إدريس المولود بمدينة أمدرمان عام 1954م وبين المؤلف المصري اسامة انور عكاشة ابن طنطا الكاتب المصري الضخم صاحب ليالي الحلمية وسوق العصر وزيزينيا و(الضوء الشارد ) والأخريات من عرائس الدراما المصرية الخالدات التي أستطاعت ان تغزو بهن العالم العربي والعجمي, لايجمع بينهما سوى أن الأول هو أحد أبناء النوبة هذه الإثنية الممتدة الى داخل جنوب الوادي (مصر)وينتمى في أصوله تحديداً لقرية الزورات شمال دنقلا بشمال السودان وإسم مسلسل (الضوء الشارد) الذي أستعرناه هنا. حيث أن كامل ابن أمونة حاج حسين محمد جمعة الطفل النوبي أمدرماني النشأة كتبت الأقدار والتصاريف أن تفتح له أبواب الشهرة من أوسعها حيث وجد البيئة التعليمية في السودان في أوج مجدها ونال بكالوريوس فلسفة، جامعة القاهرة (القسم الأول بمرتبة الشرف) وأتبعه بليسانس حقوق، جامعة الخرطوم (مرتبة الشرف) ثم ماجستير شؤون دولية، جامعة أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية (المرتبة الأولى) ودكتوراه قانون دولي، المعهد العالي للدراسات الدولية، جامعة جنيف (بامتياز) وهذه المراتب العلمية (الأولى) أهلته ليتولى عدداً من المناصب العالمية التي تخلب الألباب وتسيل اللعاب ,حيث نصب مديراً عاماً للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) وأميناً عاماً للإتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (الأوبوف)
وعضواً بلجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة وعمل أستاذاُ في القضاء، جامعة أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية ومحاضر في ندوات مختلفة وورش عمل ومؤتمرات على المستويين الوطني والإقليمي هذا بخلاف العشرات من درجات الدكتوراة الفخرية التي نالها من مختلف الجامعات بالعالم مما جلب له الأضواء والصيت والشهرة العالمية التي تسبقه حيثما حط رحاله أو أعتلى منبراً أعلامياً ,وفي فورة هذا الزخم والأضواء الإعلامية عاد كامل ادريس الى موطنه السودان لممارسة العمل السياسي وإيجاد موضع له وسط أجواء السودان السياسية الساخنة على النقيض من برودة طقس جنيف وأمريكا الذي أعتاده الرجل وعاشه لسنوات, وبحث عن دور يلعبه بعيد إنقضاء مهمته وولايته على المنظمة العالمية ,ولأنه أعتاد على أن يكون (الأول) طيلة مشواره الأكاديمي والعلمي والعملي قفز مرة واحدة مترشحاً لرئاسة الجمهورية في الإنتخابات الماضية ولعله لم يدرك جيداً مآلات الوضع السياسي في السودان ومرور مياه كثيرة من تحت جسر الممارسة السياسية فضلاً عن تغير المسرح السياسي وصعوبة الخوض في غماره دون تجربة سياسية ناضجة وسنداً حزبياً وقبلياً وقبل ذلك كله وجود من يريد خوض هذه التجربة وسط غمار الناس وبالتالي معرفة مطلوباتهم والتسلح بحجم المعركة المفترضة ولكنه أي كامل ادريس دخل الميدان السياسي في السودان ومعركة الإنتخابات دون أن يحسب الحسبة الصحيحة خاضها مدفوعاً بدعم بعض الأقلام وأماني وأحلام المثقفاتية المشفوعة ب(ربما) وبما أن ربما أداة الإحتمالات فقد كان الإحتمال الأوفر حظاً ومؤكد الوقوع هو الفشل في الإنتخابات وقد حدث وعاد مجدداً للبحث عن الضوء الشارد حيث ورد في الصحف ووسائل الإعلام حديث عن مبادرات يقول أن الدكتور كامل إدريس جمع الدكتور الترابي والإمام الصادق المهدي في لقاء سياسي قيل انه يهدف للإنقلاب على المعارضة بترتيبات جديدة تضمن قيادة الزعيمين لقوى المعارضة خاصة بعد التحفظات التي أبدتها الكثير من قيادات قوى الإجماع الوطني على فاروق ابوعيسى وقيادته للجسم المعارض ومهما كانت مخرجات اللقاء الشهير فإن كامل إدريس الوثيق الصلة بالمنظمات الدولية أو برادعي السودان كما أطلق عليه البعض مناهض للنظام ويسعى لإسقاطه ويهدف من وراء هذا اللقاء لإعادة الأضواء حوله من جديد وقد كان له ترتيب سابق للقاء بين الترابي والصادق حينما كان الأول على رأس السلطة في منتصف التسعينات والثاني معارض بالخارج ماعرف بلقاء جنيف وقيل أيضاً أنه جمع المهدي والأستاذ علي عثمان محمد طه في منزل الأخير ويسعى مجدداً لجمع الرئيس البشير والترابي في لقاء مرتقب لم يحدد له سقف زمني ويحتمل ان دكتور كامل يعد له على نار هادئة عموماً قد وجد كامل ضالته في في هذه المبادرات وتحقق المنشود بخطف الأضواء ولكن هل هذه نهاية المطاف لمغامرات كامل إدريس السياسية هذا ماستكشفه الأيام.
--
قمة التعاون الإسلامي بالقاهرة ..التحديات والمأمول
أختتمت الخميس بالعاصمة المصرية القاهرة القمة الثانية عشر للمؤتمر الإسلامي بمشاركة السودان حيث ترأس وفد السودان المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية ورافقه الفريق الركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية والاستاذ علي كرتي وزير الخارجية وآخرين وقدم البشير خطاباً ضافياً أمام القمة عن الوضع في السودان والعالم الإسلامي وكانت قد سبقت القمة بعض الإرهاصات حيث اعترض السودان ممثل في مندوبه في المؤتمر سفير السودان بالمملكة العربية السعودية اعترض على إختيار دولة يوغندا نائباً لرئيس القمة الإسلامية بإعتبار انها دولة معادية للتوجه الإسلامي وتكيل العداء للسودان على وجه الخصوص لإحتضانها الحركات المسلحة والمتمردة على الشرعية والقانون وتدعمها بالسلاح والدعم اللوجستي ضد نظام الخرطوم ,وعاد السودان من جديد وقدم شكوى رسمية ضد يوغندا أمام القمة ورؤسائها مقدماً بين يديهم الإنتهاكات التي تقوم بها كمبالا تجاه السودان ودعمها بعدد من الأدلة الموضوعية والمؤكدة وكانت هذه الشكوى قد تسلمتها سكرتارية القمة ووجدت حظها من النقاش والبحث بيد انه لم يخرج فيها قرار بعينه وربما يكون هناك إجراء لاحق من قمة المؤتمر الإسلامي ,القمة ناقشت العديد من القضايا على راهن الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتزايد الإستيطان الإسرائيلي الذي أدانته وطالبت بمناهضته بالوسائل الممكنة من المؤسسات الدولية أو عن طريق ممارسة الضغط من الدول الإسلامية على الكيان الصهيوني والذين يدعمونه من أمريكا وغيرها وكذلك ناقشت المسائل ذات التأثير على منظة المؤتمر الإسلامي ودورها وظاهرة ازدراء الأديان السماوية والنظر في أحوال الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء إضافة الى الجوانب الإقتصادية والإجتماعية ,الأستاذ أكمل الدين احسان اوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يحسب له كل النجاحات التي حققتها المنظمة في إقامة القمم الإسلامية والإقتصادية وغيرها حيث ظل ينشط من موقعه هذا لقرابة العشرة سنوات من اجل اعلاء شأن الدول الإسلامية وتوحيد ارائها وكلمتها ,تحدث في افتتاح القمة وطالب الدول الأعضاء بالتكاتف والتعاون الإقتصادي والسياسي حتى يكون للإسلام شأناً وشأواً دولياً وشرح في كلمته سعي منظمته الذي كلل بإصدار قرار دولي من الأمم المتحدة يمنع التمييز السلبي ضد المسلمين في كل العالم على أساس دينهم وكذلك العمل على ازالة المفاهيم الخاطئة عند الغرب تجاه الإسلام أو مايعرف بالإسلاموفوبيا واكد اكمل الدين على إمكانية مضي المنظمة لمدى بعيد في التطور والنهوض بالدول الإسلامية وقال اننا نطالب الأعضاء بالعمل على حل قضايا العالم الإسلامي والنزاعات داخل اطار منظومتها حيث قال ان المنظمة أنشأت جسماً خاصاً بفض النزاعات والأمن والسلم والوساطة وأشاد بالجهود التي تكللت بالإعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة كدولة بصفة مراقب وطالب بالمزيد من الدعم للقضية الفلسطينية التي قال انها شهدت تحولاً نوعياً كبيراً فضلاً عن ضرورة اقامة مؤتمر مانحين من أجل القدس وضرورة العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة وكذلك قال الاستاذ اكمل الدين ان الوضع في سوريا بلغ مبلغاً خطراً وحرجاً وقال نطالب النظام السوري بمراعاة مصلحة البلاد العليا والعمل على ايجاد حل نهائي كذلك ادانت المنظمة التدخل الغربي السافر في مالي وعن السودان قال اننا نبارك الإتفاق الذي تم مع دولة الجنوب وإتفاق الدوحة لقضية دارفور, البيان الختامي للقمة جدد دعمه للسودان ووحدة أرضه وشعبه ووضع العديد من النقاط المهمة والمطلوب فقط هو وضع التوصيات التي خرجت بها القمة موضع التنفيذ لتعود الأمة الإسلامية لمكانتها الحقيقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.